التأمّل مفتاحك لذهنٍ صافٍ وحياة أفضل

كتب محمد الصفتي: يقول سير “أوليفر واندل هولمز” الشاعر والطبيب الأمريكي الشهير: “إنّ ما يحيط بنا من وراءنا ومن أمامنا أشياء صغيرة جدّاً بالمقارنة بما نحمله داخل ذواتنا” ومفتاح إدراكك السليم لما حولك هو أن تدرك مايعتمل في ذاتك أوّلاً فلا تضطّر لمواجهة الحياة وأعبائها بذهنٍ مشتّت وأداء مرتبك. والتأمّل من أهم آليّات التحكّم في الذات فعندما تقوم بأيٍ من المهام اليوميّة المعتادة يكون ذهنك منشغلاً بالكثير من الأفكار السلبيّة والإيجابيّة وعندما تكون درجة تركيزك منخفضة، فلن تتقن ماتؤدّيه ولن تستفيد في الوقت ذاته بإدراك واعٍ للأفكار التي تجول في ذهنك. والتأمّل هو ماسيساعدك على تحسين درجة تركيزك لتتقن أيّاً من مهام حياتك وتتفوّق في أيّ مجال ترغب في أن تسلكه. وهناك مفاتيح رئيسيّة للتأمّل:1- وفّر مكاناً خاصّاً لممارسة دقائق يوميّة من التأمل صافي الذهن ومن الأفضل ألّا تستخدم هذا المكان لأغراض أخرى، كأن تجلس في ركن غرفتك إلى منضدة صغيرة مغطّاة بمفرش غير مزركش وتضع عليها شمعة وزهريّة صغيرة تحمل أزهاراً طبيعيّة ويكون هذا مجلساً لتأمّلك اليومي.2- جهّز نفسك بدنيّاً لدقائق تصفية ذهنك اليوميّة، فخذ حمّاماً بمياه فاترة أو على الأقل اغسل وجهك ويديك بهدوء وكأنّما تجري تدليكاً، وارتدِ بعد ذلك ملابس نظيفة مريحة وفضفاضة نوعاً، ولاترتدي شيئاً في قدميك، فهما تستحقّان فاصلاً من الراحة أيضاً.3- إجلس مسترخياً ومستقيماً، ولانعني بهذا اتّخاذ أوضاع “يوجا” خاصّة وإنّما فقط استرخِ على وسادة مريحة على الأرض، أو إذا كنت لاتستريح في جلسة الأرض خصّص مقعداً مريحاً ولكن الاهمّ أن تجلس مستقيماً وغير مشدود الجسم وفي مستوى يجعل الأزهار والشمعة في مستوى نظرك. لاتحاول التأمّل وأنت راقد فهذا سيدفعك للنوم غالباً، وابدأ تأمّلك بسبع مرات من الشهيق البطيء العميق للتخلّص من الأفكار العارضة ولتوفير التركيز اللازم.4- لاتبالغ في فترات التأمّل فالأمر كتمارين تقوية العضلات، كلّما كانت منتظمة وبطيئة كلّما صارت العضلة أقوى، ولكن إذا أجهدتها بإفراط فستأتي النتيجة عكسيّة. يكفي خمس دقائق يوميّاً من التركيز العميق بلا أفكار محدّدة وإذا شعرت بآلام الرأس أو التوتّر فتلك علامة على الإفراط في التركيز، والمهمّ ألّاتنتظر نتائج سريعة من تأمّلك اليومي، فقط اترك لنفسك مهمّة إرسال الرسائل الداخلية لعقلك الواعي.5- إختر وقتاً مناسباً منتظماً لممارسة التأمّل اليومي، فكما يفيد جسمك من انتظام الوجبات، تتغذّى نفسك أيضاً بالتأمّل والتركيز فتمدّك بالسلام النفسي لباقي أوقات اليوم، ولا تختر وقتاً يلي تناول الطعام مباشرةً حتى لايكون جسمك في حال من الخمول والامتلاء .6- يشار للموسيقى دائماً بلغة الروح، فاجعل موسيقى هادئة تنساب أثناء تأمّلك لتساعدك على توفير المناخ التأمّلي المناسب ولتسري في روحك وتمنحك السلام الداخلي المنشود.والآن بعد أن تهيّأت للتأمّل انظر للشمعة وكأنّها الباب لعالمك الداخلي الرحب وتأمّل لمدّة خمس دقائق ومع أنفاسك العميقة البطيئة تخيّل انّ كلّ الطاقة السلبيّة والكراهية التي بداخلك تخرج مع الزفير وأنّ الشهيق يحمل لك الحبّ والسعادة.