حتى لا تظلّ أسيراً لقناعاتك المسبقة

كتب محمد الصفتي:من خدع العقل المعروفة في علم النفس ما يسمّى بالانحياز التأكيدي Confirmation Bias والسقوط فريسة لهذا النوع من التحيّزات المسبقة قد يوقعك في العديد من المشاكل ذات الآثار المدمّرة على حياتك الشخصيّة والعمليّة.ويمكن شرح مفهوم الانحياز التاكيدي من خلال مثال بسيط، فإذا كان توجّهك السياسي يمينيّاً فسوف تجد نفسك ميّالاً يشدّة لتصديق أي رأي يدعم اتّجاهك السياسي كما ستقوم تلقائيّاً بتسفيه كل الآراء التي تدعم الاتجاه اليساري مهما كانت قريبة من المنطق، كذلك ستقصر قراءاتك على الصحف ذات التوجّه الذي تتبعه وستثمّن أراء المفكّرين المنتمين إليه وقد تنعت الآخرين بالجهل رغم يقينك الداخليّ بعكس ذلك.والمشكلات التي قد تواجهك جرّاء السقوط في ذلك الفخ العقلي هي: * أنّك بصفة خاصّة ستصبح عاجزاً عن تحدّي آرائك القائمة وقناعاتك المسبقة وستبحث بلا وعي عمّا يتّسق معها فقط لتطبّقه على طريقة سير عملك وعلى ممارساتك اليوميّة الصحيّة والاجتماعيّة.وبالتالي إذا ما اتّضح أنّك على خطأ أوإذا كان هناك ماهو أفضل مما تعتقده أنت من أساليب عمل أو من أنظمة صحّيّة أو طرق للتعامل مع الآخرين فسيؤثّر تمسّكك بقناعاتك المسبقة بفعل الانحياز التأكيدي بالسلب على كلّ تلك المسارات في حياتك.* في ذات الوقت إذا ما استمرّ تمسّكك بالتأكيد على صحّة توجّهاتك في كل مناسبة فقد يتسبّب هذا في تحويلك تدريجيّاً إلى شخص متطرّف لايعترف بأي رأي يخالفه.* سيقودك هذا باختصار لأن تصل إلى حدّ اتّخاذ قرارات غير عقلانيّة تتّسم بالتطرّف وقد تبلغ الأمور حدّ اتّخاذ قرارات لا أخلاقيّة. ولكي تتغلّب على هذا النوع من التحيّز الّذي قد يبلغ حدّ الاضطراب السلوكي يمكنك: * أن تتواجد بصحبة طيف واسع من البشر والأصدقاء وخاصّةً أولئك الّذين يختلفون عنك في آرائهم وتوجّهاتهم في الحياة.* في العمل عليك أن تأخذ النصح ممّن هم أكثر منك خبرة في المجال بصرف النظر عن اتّجاهاتهم وكذلك إذا اخترت العمل مع فريق فالأفضل أن تنتخب أفراده من أطياف وخلفيّات متنوّعة.