إعلان

هو يهدّد بالانتحار.. كيف أعرف إن كان جادّاً؟

12:14 م الأربعاء 07 نوفمبر 2012

هو يهدّد بالانتحار.. كيف أعرف إن كان جادّاً؟

كتب محمد الصفتي:في شتّى أنحاء العالم تنتشر جمعيّات للعمل التطوّعي تهدف إلى تقديم الدعم النفسي والطبّي للمقدمين على الانتحار، ومن أشهرها جمعية الصديق المقرّب (Befrienders) بريطانية النشأة، ومن واقع عمل مثل تلك الجمعيات اهتمّت العديد من الدراسات بتحديد الأخطاء الشائعة في التعامل مع والعلامات الدالّة على مدى جدّية هؤلاء الذين يهددون في كل وقت بارتكاب تلك الجريمة ذاتية الضحيّة، وكذلك كيف تساهم في منعهم أو تأجيل تنفيذهم للتهديد حتى يصل العون المتخصّص:1- الخطأ: “من يتحدّثون عن الانتحار لا يقدمون على اقترافه”. الحقيقة: أثبتت الدراسات أن ما يفوق  75% من مرتكبي حالات الانتحار الناجحة قد عبّروا لمن حولهم بوضوح في الأسابيع أو الشهور السابقة على انتحارهم عن اكتئابهم العميق ويأسهم من الحياة، فيجب التعامل بجدّية تامّة مع تعبيرأحدهم عن تلك المشاعر السلبيّة.2- الخطأ: من يقدم على قتل نفسه مجنون بالتأكيد. الحقيقة: ربما يعاني نحو 10% من المحتمل انتحارهم من خلل عقلي أو بعض الهلاوس، الكثيرون منهم يعانون بالفعل من الاكتئاب ولكنهم يمارسون حياتهم اليومية بشكل عادي ولا يظهرون أي علامات (للجنون) ولكن هذا لايعني غياب الدافع للانتحار.3- الخطأ: “لم تكن مشاكله ضخمة إلى الحدّ الذي يدفعه للانتحار”. الحقيقة: يقول المحيطون بالمنتحر هذا دوماً ولكن تقدير الأشخاص للمشاكل يختلف كل الاختلاف، فالمهم ليس هو حجم المشكلة ولكن إلى أي مدى تؤلم المشكلة من يعانيها.4- الخطأ: “إذا قرّر شخص الانتحار فلن يوقفه أحد”. الحقيقة: إنّ بقاء الشخص حيّاً دليل كافٍ على أنّ جزءاً منه لا يزال يريد الحياة وتعبيره عن اكتئابه ما هو إلا صرخة لطلب العون وإذا كانت صرخته تلك موجّهة لك فهي إشارة لثقته أنّك ستعتني به وأنّك أكثر منه قدرة على مواجهة الألم وعلى حمايته فيجب عليك أن تستمع إليه بعناية وتعطيه الفرصة كاملة لإخراج الحمل الثقيل من قلبه ولا تحاول لعب دور الناصح الذكي فهو يرغب أكثر في الحديث وأن يستمع إليه أحد ويعترف بمعاناته.5- الخطأ: “الانتحار ليس قراراً سهلاً والوقت أمامي طويل لمساعدته”. الحقيقة: أطلب العون بأسرع مايمكنك، فالجزء الراغب في الانتحار يدفع الشخص للإسراع في التنفيذ خوفاً من التعرّض للوم وتقريع الآخرين ويجعله في حالة من الشعور بالذنب لاخلاص منها في تصوّره سوى بالانتحار، استمرّ في امتصاص الطاقة السلبيّة منه بالاستماع وإبداء التفهّم والتعاطف حتى تستعين بمن هم أكثر خبرة.6- الخطأ: لن أذكر الانتحار أمام هذا المكتئب حتى لا أعطيه الفكرة بنفسي. الحقيقة: الفكرة هناك بالفعل وذكرك لها سيفيد إظهار مدى تصديقك لجدّية المشكلة ورغبتك في مشاركة الألم معه، فاسأل مباشرةً ما إذا كان يفكّر في ذلك ومنذ متى لتفتح باباً لخروج تلك الطاقة السلبيّة واحرص على عدم تركه وحيداً من المحيطين به.7- الخطأ: ردود الفعل النفسيّة العنيفة والاكتئاب أمر طبيعي بعد حدوث المصائب ولا داعي للقلق. الحقيقة: معظم الناس تراودهم فكرة الانتحار في بعض أوقات حياتهم إلّا أنّ مالايزيد عن 2% من معدّل الوفيات قد يكون انتحاراً فعليّاً، فعليك أخذ الأمر بجدّيّة إذا ما شعرت بعلامات اكتئابيّة وحديث متزايد عن اليأس مع من تعرّضوا لمصائب حديثة كوفاة عزيز أو اكتشاف إصابة زوج أو أم أو ابن بمرض خطير.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان