إعلان

التهاب المفاصل الروماتويدي .. الأعراض وطرق العلاج

10:20 ص الإثنين 07 مايو 2012

التهاب المفاصل الروماتويدي .. الأعراض وطرق العلاج

يواجه الأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي العديد من الصعوبات والقيود في الحركة حتى عند القيام بأبسط الأعمال اليدوية. وأوضحت برغيت شميت، من الرابطة الألمانية لمرضى الروماتيزم بمدينة هامبورغ، :”لا يتمكن المريض مثلاً من حزم أمتعته وحقائبه بشكل صحيح، كما أن التعامل مع الأشياء الثقيلة والصلبة دائماً ما يؤدي إلى ظهور آلام شديدة”.علاوة على أن المريض يكاد يستحيل عليه القيام ببعض الحركات المعينة؛ لأنه يترتب عليها آلام حادة جداً، حتى أن حركات الدوران اللازمة لفتح أغطية الزجاجات وعبوات الأطعمة المختلفة تصبح من التحديات اليومية المؤلمة.وتعاني برغيت شميت، التي يبلغ عمرها 50 عاماً، من مرض التهاب المفاصل الروماتويدي منذ 24 عاماً. ومثل الكثير من مرضى الروماتيزم تظهر أعراض هذا المرض في الأيدي بصفة خاصة، وبالتحديد في مفاصل الأصابع والمعصم، نظراً لتعرض الأغشية المخاطية بهما لالتهاب مزمن.التهابات عدوانيةوأوضح البروفيسور شتيفان رينهارت من الجمعية الألمانية لأمراض العظام والروماتيزم بمدينة فيسبادن، “تتصف هذه الالتهابات بأنها عدوانية للغاية؛ لأنها تهاجم أسطح الغضروف وتتسبب في تعرض الأربطة للتلف”.ونتيجة لهذه الأضرار تصبح الأربطة غير مستقرة ومنزلقة، بالإضافة إلى ذلك فإن الالتهابات تؤدي إلى حالات انصباب الماء، وهو ما ينتج عنه تورم المفاصل والأغماد الوترية. وغالباً ما تدفع هذه الآلام الحادة المرضى إلى اتباع طرق وأساليب محافظة للغاية، وهو الأمر الذي يزيد من تفاقم المشكلة؛ لأن العضلات والمفاصل لا تتحرك بصورة سليمة، وبالتالي تتزايد باستمرار مخاطر حدوث تشوهات.وأوضح الخبير الألماني شتيفان رينهارت أنه لا يمكن علاج الأمراض الروماتيزمية، لكن يمكن للمرضى من خلال اتباع طرق علاجية متنوعة السيطرة على المرض والحد من هذه الآلام المزعجة. ويجب أن يشتمل العلاج الأساسي على عدة أجزاء، مثل الأدوية والمراهم والعلاج الوظيفي والعلاج الطبيعي. وتهدف كل هذه الإجراءات إلى تجنب التدخلات الجراحية طالما أن الحالة المرضية مستقرة.ومن خلال الأدوية يمكن الحفاظ على استقرار الحالة المرضية بصورة أفضل مما كان عليه الوضع قبل عشر سنوات. وإذا تم اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة، فيمكن الحد من التدهور السريع في حالة المرض والذي يحدث بصورة متقطعة. وفي بعض الأحيان يمكن التخلي عن تناول الأدوية مرة أخرى بعد فترة من الوقت.أعراض المرضوتتمثل أعراض هذا المرض في ظهور تورمات على المفاصل بصفة خاصة، وبعد ذلك يشعر المريض بآلام وتصلب بالمفاصل في وقت لاحق. وفي بعض الأحيان تطرأ تغييرات على البشرة.وينصح البروفيسور الألماني شتيفان رينهارت قائلاً :”إذا استمرت هذه الأعراض لمدة ستة أسابيع، فينبغي التوجه إلى طبيب متخصص، سواء كان في أمراض الباطنة أو أمراض العظام الروماتيزمية، ومن المهم اللجوء إلى العلاج بشكل مبكر وبصورة شاملة قدر الإمكان”.ونظراً لاختلاف مسار المرض من شخص إلى آخر، فإنه يلزم أن يقوم أطباء الروماتيزم، بالتعاون مع المتخصصين الآخرين، بوصف طريقة علاجية مختلفة لكل مريض، لكي تكون مناسبة لحالته المرضية.وتدعم سوزانا بيتزر، خبيرة العلاج الوظيفي لليد بالعاصمة الألمانية برلين، وجهة النظر هذه وتقول :”تختلف أمراض الروماتيزم من شخص إلى آخر، مثل المرضى أنفسهم”. ومثلما هو الحال عند تناول الأدوية بالضبط، فإنه يجب عند اتباع طريقة العلاج الوظيفي مواءمة الأساليب والجرعة بما يتناسب مع الاحتياجات الشخصية لكل مريض.حركة غير مُجهدةومن الأمور المهمة أيضاً أن يتم تدريب العضلات تحت إشراف متخصصين، وذلك للحيلولة دون تشوه المفاصل. ولكن المريض يتعرض لأضرار بالغة عندما يتم تدريب الأيدي باستخدام الإسفنج أو ما يُسمى العلاج بالصلصال؛ لأن ذلك يساعد على ظهور تشوهات. وينصح الخبراء بأنه يجب بشكل أساسي تدريب العضلات وفقاً لمبدأ «نعم للحركة .. لا للإجهاد».وبالإضافة إلى ذلك يتعلم مرضى الروماتيزم في طريقة العلاج الوظيفي تنظيم حياتهم اليومية بشكل يحول دون تدهور الحالة المرضية. وتقول الخبيرة الألمانية سوزانا بيتزر :”يتعين على المرضى تغيير الآليات الحركية المعتادة، حيث يبدأ التفكير مثلاً في طريقة يمكن من خلالها حمل أكياس التسوق بشكل أكثر سهولة”، فعلى سبيل المثال تعتبر المقابض السميكة والمقاومة للانزلاق من وسائل المساعدة المفيدة في العمل والمنزل. كما أنها تفيد أيضاً في تعزيز ثبات واستقرار المفاصل مع الحفاظ على قدرتها على الحركة لأطول فترة ممكنة.وأضاف ريشاردا بوتشر، من الجميعة الألمانية لجراحة اليد بالعاصمة برلين :”لقد تراجعت الحاجة إلى إجراء العمليات الجراحية بدرجة كبيرة”. كما أنه لا يظهر احتياج إلى التدخلات الجراحية التصحيحية إلا في حالات نادرة جداً، على سبيل المثال عندما تكون التشوهات شديدة للغاية بدرجة تمنع المريض من المشاركة في الحياة اليومية.الجراحة الوقائيةوبالرغم من ذلك لا تزال هناك بعض الحالات التي ليس أمامها بديل عن إجراء العملية الجراحية كجزء من العلاج. وتجدر الإشارة إلى أن معظم التدخلات الجراحية لعلاج مرض التهاب المفاصل الروماتويدي في اليد تعتبر من العمليات الوقائية، حيث تتم إزالة الأنسجة المتعرضة للالتهاب أو تصحيح وضعية الأوتار والأربطة.بالإضافة إلى ذلك فإنه توجد تدخلات جراحية من أجل تصلب المفاصل، وتقول الخبيرة الألمانية ريشاردا بوتشر :”على الرغم من أن المفاصل تكون قليلة الحركة في هذه الحالة، إلا أنها تصبح مستقرة مرة أخرى”.وتجدر الإشارة إلى أن المريضة برغيت شميت قد خضعت بالفعل لعملية جراحية من أجل تصلب مفاصل المعصم، وتقول :”بالطبع كان يتعين عليِّ أن اعتاد على بعض القيود”، ولكن بفضل تمارين العلاج الوظيفي وبعض الحيل الأخرى في الحياة اليومية لا تزال برغيت شميت في مأمن من حدوث تشوهات حادة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان