لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

القيلولة .. تجدد نشاطك بقية اليوم

01:51 م الأربعاء 13 يونيو 2012

القيلولة .. تجدد نشاطك بقية اليوم

يحتاج المرء إلى قسط من الراحة، كي يتسنى له مواصلة يومه بنشاط وحيوية. وبالطبع تُسهم قيلولة ما بعد الغداء في تجديد نشاط الإنسان وحيويته لاستكمال النصف الآخر من يومه، ليس فقط أثناء وجوده في المنزل، ولكن في العمل أيضاً.ويقول البروفيسور غوران هاياك، رئيس قسم الطب النفسي والعلاج النفسي والطب النفسجسدي بالمستشفى الجامعي بمدينة بامبرغ الألمانية، :”من المهم أن يحصل كل من الجسد والروح على قسط من الراحة والهدوء، بحيث يسترخي خلالها جسم الإنسان بأكمله؛ ومن ثمّ تتراجع عوامل الضغط العصبي التي تتسبب في توتره”.وجديرٌ بالذكر أن أخذ الإنسان لقسط من النوم في منتصف النهار يُسهم في ضبط إيقاع الجهاز العصبي، الذي طالما يتعرض للضغط على مدار اليوم. وأوضح البروفيسور ميخائيل شتيمبل، أستاذ الطب الباطني بجامعة كولونيا الألمانية، كيفية حدوث ذلك بقوله :”عندما ينام الإنسان، ينخفض معدل ضربات قلبه وإيقاع نفسه ومعدل ضغط الدم لديه وكذلك درجة حرارة جسده، مما يؤدي بطبيعة الحال إلى تهدئة جهازه العصبي بالكامل”.مواجهة الضغط العصبيوتتمثل أهمية القيلولة فيما تتمتع به من تأثير فعّال في الحد من الضغط العصبي الذي يتعرض له الموظف طوال يومه؛ حيث يستعيد الموظف بعد استيقاظه من النوم قدرته على الإنجاز ولياقته البدنية أيضاً. كما تُسهم القيلولة في تحسين قدرة الإنسان على التركيز ورفع قدرته على التجاوب والتفاعل مع ما يحدث حوله.وتستكمل هايدرون هولشتاين، الطبيبة بمركز استعلامات المستهلك بمدينة كارلسروهه الألمانية، فوائد قيلولة ما بعد الغداء، قائلة :”فضلاً عن ذلك تُسهم القيلولة في تحسين صحة الإنسان بشكل عام”.وتستند الطبيبة الألمانية في ذلك إلى نتائج دراسة أجراها بعض العلماء من آثينا وبوسطن عام 2007، والتي أكدت :”انخفاض خطر الوفاة الناتج عن الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى مَن يواظب على قيلولة ما بعد الغداء”.ونظراً لهذه الأهمية البالغة، التي تتمتع بها القيلولة في مسار صحة الإنسان، قام المستشفى الجامعي بمدينة بامبرغ بإدراجها ضمن البرنامج الرئيس للمرضى. كما أكدّ خبير الطب النفسجسدي الألماني هاياك على أهمية القيلولة بقوله :”يُمكن لجسم الإنسان العمل بمزيد من الفاعلية والنشاط بعد المرور بالتناوب بفترات مفعمة بالنشاط والحركة ثم فترات مليئة بالراحة والهدوء”، لافتاً إلى أنه ينبغي على كل إنسان أخذ قسطي من الراحة خلال يومه: الأولي أثناء الليل والثانية خلال فترة ما بعد تناول الغداء.وعلى عكس الاعتقاد السائد، لا تُمثل وجبة الغداء، التي يتناولها الإنسان في منتصف النهار، سبباً في الشعور بالتعب والإنهاك المعتاد خلال هذه الفترة، وإنما تعمل فقط على زيادة الشعور بالإجهاد.ويلتقط البروفيسور شتيمبل طرف الحديث، قائلاً :”كلما ازدادت كمية الطعام التي يتناولها الإنسان في الغداء وارتفعت عناصرها الغذائية، أدى ذلك إلى زيادة شعوره بالتعب والإعياء؛ حيث تحتاج المعدة حينئذٍ لكمية كبيرة للغاية من الدم لإتمام عملية الهضم. بينما ينبغي في نفس الوقت إمداد القلب وباقي أعضاء الجسم بكمية وفيرة من الطاقة، فضلاً عمّا يحتاجه الإنسان من طاقة لإتمام مهامه الوظيفية مثلاً خلال النصف الثاني من يومه. لذا فعادةً ما يُصاب الإنسان بالتعب والإنهاك نتيجة هذه الأعباء التي تتثاقل عليه خلال هذه الفترة من اليوم”.المكان المناسبوكي ينعم الموظف بقيلولة هادئة في العمل، عليه أولاً اختيار المكان المناسب، بحيث يكون مظلماً وتتوافر به أريكة مريحة. كما أشار شتيمبل إلى أنه يُمكن للموظفين خلق متطلبات الاستمتاع بقيلولة مريحة أثناء العمل بمنتهى البساطة، موضحاً كيفية القيام بذلك بقوله :”يُمكن غلق الهاتف الجوال وتحويل المكالمات الهاتفية إلى أحد زملاء العمل وغلق باب المكتب في هدوء”.وأوضحت الطبيبة هولشتاين أنه ينبغي على الموظف أثناء قيامه بهذه الاستعدادات الخارجية، أن يقوم بتهيئة نفسه من الداخل أيضاً للحصول على قيلولة مريحة، بحيث يتوقف عن التفكير والانتباه إلى أية مؤثرات خارجية، مؤكدةً على أهمية ذلك بقولها :”يندرج ذلك ضمن أهم الشروط الأساسية، التي تُتيح  للموظف الاستمتاع بقدر من الهدوء والاسترخاء على نحو سليم”.أما عن المدة المثالية للقيلولة أثناء العمل، فينصح البروفيسور الألماني هاياك قائلاً :”يُفضل أن تترواح مدة هذه القيلولة بين 15 إلى 30 دقيقة، أما إذا ازدادت عن ذلك، فيُصبح الموظف حينئذٍ عُرضة للدخول في مراحل عميقة من النوم، مما يتسبب في تغيير إيقاع يومه تماماً”.وأوضح هاياك أنه سيصعب على الموظف استعادة نشاطه وحيويته بشكل كامل، إذا ما طالت فترة القيلولة لأكثر من نصف ساعة، فضلاً عمّا يواجهه أيضاً من صعوبة في الخلود إلى النوم أثناء الليل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان