مراقبة النفس .. أولى خطوات القوام الممشوق

يحلم كل منّا بقوام ممشوق ووزن مثالي، ولكن للآسف ربما نجد أنفسنا غير قادرين على إتباع نظام غذائي صحي؛ حيث أصبح الطعام بالنسبة للكثير منّا ليس مجرد مادة غذائية تُمدنا بالطاقة فحسب، إنما قد يأكل المرء أحياناً من أجل الحصول على المتعة فحسب.وأوضحت كورينا روتمان من الجامعة الألمانية للوقاية والإدارة الصحية بمدينة زاربروكين، بعض الأسباب التي تدفع الكثير من الأشخاص لتناول الطعام غير الشعور بالجوع، بقولها :”يتناول بعض الأشخاص الشوكولاتة كوسيلة للمواساة، بينما تظهر رغبة آخرين في تناول الطعام عند جلوسهم في رفقة أصدقائهم. وانطلاقاً من هذه العوامل، ازداد معدل تناول الكثير من الأشخاص لكميات أكبر من حاجتهم ونوعيات أخرى من الطعام غير التي تُفيد أجسامهم”.وأشارت الخبيرة الألمانية إلى أنه يُمكن للإنسان، بإتباع بعض الخطوات البسيطة مع الالتزام بالصبر، أن ينجح في تجنب زيادة الوزن، بل وفي فقد الوزن الزائد أيضاً والمثابرة على إتباع نظام غذائي صحي على الدوام.وأوضحت روتمان أولى هذه الخطوات بقولها :”ينبغي على الإنسان مراقبة نفسه أولاً”، لافتةً إلى أن هناك بعض الأسئلة، التي يُفضل أن يطرحها الإنسان على نفسه، كي تساعده في مراقبة نفسه على نحو جيد، ألا وهي:-      ما هي المواقف التي أتناول فيها الطعام، غير الأوقات التي أشعر فيها بالجوع؟-      ما هي الأسباب التي تدفعني لذلك؟-      ما هو الشيء الذي احتاجه وأحاول أن أشبع حاجتي هذه بالطعام؟وأضافت خبيرة التغذية الألمانية :”ربما يكتشف الإنسان بعد مراقبة نفسه أنه يتناول الطعام من أجل الحصول على المتعة، وليس بسبب الجوع. لذا ينبغي عليه حينئذٍ البحث عن بدائل أخرى غير الطعام، تبعث على السرور وبإمكانها إسعاده بشكل أفضل غير الطعام”.وكي يُتوج ذلك بالنجاح، تقول روتمان :”يُفضل ألا يضع الإنسان نفسه في هذا الوقت في موقف إغراء بالطعام، لذا ينبغي عليه ألا يشتري أية حلوى وألا يمر على المخبز تماماً، كي لا يسيل لعابة على مثل هذه النوعية من المأكولات، مما قد يُفسد نظامه الغذائي”.وأكدت خبيرة التغذية الألمانية على ضرورة وضع خطط مسبقة لكل موقف، يُمكن أن يتعرض له الإنسان عند تعديل نظامه الغذائي، موضحةً أمثلة لذلك بقولها :”إذا ما سُئل الإنسان مثلاً عمّا إذا كان يرغب في تناول الحلوى أثناء وجوده في المطعم، يجب عليه أن يضع في خطة مسبقة لذلك بأنه سيستبدلها بطلب شيء آخر، كفنجان من القهوة مثلاً”، لافتةً إلى أنه يُمكن بذلك أن يدرب الإنسان نفسه على سلوكه الغذائي الجديد.وأضافت خبيرة التغذية الألمانية :”من المهم لكل مَن يقوم بتعديل نظامه الغذائي أن يجعل نظامه الغذائي مرناً قدر الإمكان”، لافتةً إلى أن إتباع القواعد الصارمة في النظام الغذائي قد يؤدي بمنتهى السهولة إلى فشل النظام برمته، إذا ما تم الخروج عنه ولو لمرة واحدة، حيث يرفع الإنسان بعدها شعار :”كل شيء سواء”؛ ومن ثمّ يعود بسهولة إلى نظامه الغذائي القديم.