التدليك .. تناغم بين الجسد والروح
11:46 ص
الثلاثاء 07 أغسطس 2012
يساعد التدليك على أن ينعم المرء بالاسترخاء والتخلص من إجهاد وتعب اليوم وإعادة التوازن للجسم والروح. ولا تقتصر فوائد التدليك على زيادة الشعور بهدوء الأعصاب فحسب، بل يتم استخدامه أيضاً كعلاج طبي للتخلص مثلاً من آلام الظهر والكتفين والمفاصل أو الصداع وعلاج بعض حالات الشلل.وتوجد أنواع مختلفة من التدليك، حيث يتعين على المرء تجريبها بنفسه، حتى يتعرف على النوع المناسب لحالته، وتقول الخبيرة الألمانية كارين شوت، التي ألفّت كتابا حول أنواع التدليك وفوائده، :”سر الاسترخاء يكمن في بشرتنا”، موضحة أن مساحة 2 سنتيمتر مربع فقط من الجلد تحتوي على ملايين من النهايات العصبية الحساسة، التي تقوم بنقل أية محفزات خارجية إلى الدماغ.النشوة والهدوءوبمجرد أن يحدث احتكاك بين الجلد والجلد أثناء عمليات التدليك يظهر هذا التحفيز، الذي يجعل الجسم يشعر بالنشوة والهدوء في نفس الوقت. وأوضحت رابطة الأندية الصحية الألمانية (DWV) بمدينة دوسلدورف، أن الإغريق كانوا على دراية بفوائد عمليات التدليك، التي كانت تستخدم مع الرياضيين بصفة خاصة لزيادة كفاءتهم ولياقتهم.ويلتقط دينو سامبو، أخصائي العلاج الطبيعي بمدينة فوبرتال وعضو رابطة الأندية الصحية الألمانية، طرف الحديث ويقول :”طريقة التدليك التقليدية هي التي يصفها الطبيب للمرضى، والتي تُعرف أيضاً باسم التدليك السويدي”. وتمتاز هذه الطريقة بقواعد محددة وواضحة للغاية فيما يتعلق بالتقنيات وأماكن التطبيق والاستخدام. وأضاف الخبير الألماني :”تتمثل الفكرة في تحقيق التناغم والتوازن بين الجسد والروح، وبالتالي ينعم المرء بحالة من الاسترخاء العميق”.وتمتاز طريقة التدليك التقليدية بالعديد من التقنيات المختلفة، منها على سبيل المثال حركات المسح، التي تعمل على إرجاع السائل اللمفاوي إلى تدفق الدم الوريدي، وتشتهر هذه الطريقة أيضاً باسم التصريف اللمفاوي. كما تساعد حركات العجن على تمدد واسترخاء الألياف العضلية، أما حركات الفرك ذهاباً وإياباً فتعزز من تدفق الدورة الدموية.هرمونات السعادةوبالإضافة إلى ذلك، تعمل حركات الضرب أو الطرق على تعزيز تدفق الدورة الدموية وكذلك استرخاء العضلات. أما تقنية التدليك عن طريق حركات الاهتزاز فتساعد على التخفيف من الآلام والشعور بالاسترخاء. وأوضحت الخبيرة الألمانية كارين شوت أن حركات التدليك تداعب الروح أيضاً؛ لأنها تحفز إنتاج هرمونات السعادة «الأندروفين»، وتساعد على التخلص من التوترات العاطفية والنفسية، وتعمل على تهدئة الأعصاب المشدودة والمجهدة.وعلى الجانب الآخر، تعتمد تطبيقات الصحة والعافية على التدليك في المقام الأول لاسترخاء الروح والذهن، وتعتبر طريقة التدليك باستخدام الزيوت والمواد العطرية من أشهر طرق التدليك المتبعة في المنتجعات والنوادي الصحية. وهناك أنواع أخرى من طرق التدليك مثل الأيورفيدا والتدليك التايلاندي. أما في التطبيقات المعروفة باسم Hot-Stone فيتم استخدام أحجار ساخنة لاسترخاء العضلات والتخلص من الشد والتوتر العصبي.وأوضحت إنسا بروكمان، عضو الرابطة الألمانية لأخصائيي العلاج الطبيعي المستقلين بمدينة بون، أنه ينبغي على المعالج أن يستفسر من العملاء عن المشاكل الصحية على وجه التحديد قبل القيام بعمليات التدليك لأول مرة.تهيئة المكانبالإضافة إلى ضرورة المحافظة على نظافة غرفة التدليك وأن تكون جيدة التهوية، كما يجب أيضاً الحفاظ على خصوصية العملاء أثناء فترة العلاج، مع توفير التجهيزات اللازمة لكي يرقد العملاء أو يجلسون بشكل مريح أثناء التدليك.ويعتبر طريقة التدليك بالزيوت العطرية هي الطريقة التقليدية المحببة للأشخاص الراغبين في الاسترخاء. ويتم الاعتماد على تقنيات القبضة في عمليات تدليك الرياضيين، حيث يتم مواءمة سرعة وطريقة تنفيذ حركات التدليك خصيصاً مع العضلات المجهدة. ويستخدم التدليك أثناء مرحلة الإعداد أو لتجديد الحيوية والنشاط. ومنَ ترغب في أن تدلل بشرتها، فيمكنها إجراء التدليك باستخدام زبدة الكاكاو، التي تعمل على ليونة البشرة وتمتعها برائحة جذابة.وبالنسبة للأشخاص الذين يفضلون الاستمتاع بالدفء أثناء عمليات التدليك، يمكنهم استعمال طريقة التدليك بالأحجار الساخنة Hot-Stone، أو إجراء التدليك باستخدام كمادات الأعشاب الساخنة. وعادةً ما يحتاج المرضى إلى طريقة التدليك السويدي التقليدية، التي يتم وصفها من قبل الطبيب في كثير من الأحيان.التدليك ممنوع!وهناك بعض الحالات التي يحظر فيها إجراء عمليات التدليك مثل حالات الجلطات الحادة وبعض أمراض الأوعية الدموية والشرايين، مثل اختلالات تدفق الدم الشرياني، ومشاكل القلب مثل قصور القلب الاحتقاني، وأمراض الجهاز اللمفاوي. وشددت الخبيرة الألمانية كارين شوت على أنه ينبغي استشارة الطبيب قبل إجراء التدليك في حالة الإصابة بالأمراض الجلدية أو السكري أو أثناء فترة الحمل.
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى:
أعراض بسيطة قد تشير إلى الإصابة بالشلل الرعاش