إعلان

سحر الفضة المكسيكية من الصناعات التقليدية للسينما

11:43 ص الخميس 06 سبتمبر 2012

سحر الفضة المكسيكية من الصناعات التقليدية للسينما

تعد المكسيك أكبر منتج للفضة في العالم ووصلت شهرة تاكسكو إحدى المدن المكسيكية والأكثر تميزا بمشغولاتها الفضية التقليدية إلى الحد الذي دفع منتجي فيلم “روميو وجولييت” إلى منح المدينة شرف انتاج وإبداع جميع الحلي الفضية والمجوهرات التي تم استخدامها في الفيلم كما تم استغلال المدينة السياحية تاكسكو لتصوير أحداثه.ولعل الورش البدائية والتقنيات التقليدية التي لا زالت متبعة في في صناعة الحلي في المدينة هي التي دفعت ليوناردو دي كابريو للعمل في بطولة فيلم من اخراج باز لورمان في قصة مستوحاة من اعمال شكسبير .في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) يقول جيلبرتو مارتينيث أحد أهم صناع الحلي التقليدية بالمدينة إن “في البداية عندما وصل دي كابريو إلى هنا لم يعرفه أحد بالرغم من أنه تحدث مع الكثيرين وقد حدث الأمر نفسه مع الأمير فيليبي أمير إسبانيا حيث أن المدينة لا تهتم كثيرا بالمشاهير، بالرغم من أن زيارتهم تعد اعترافا عالميا بمجهودنا وفننا”.في عام 1996 وفي هذه الورشة تم ابداع عشرين قطعة من المشغولات الفضية الفريدة في زمن قياسي حوالي 15 يوما وقد صرح فنان الحلى أن العمل قد سار على قدم وساق بعد الجولة السياحية التي قام بها فريق العمل السينمائي والتي أضفت حماسة كبيرة على العالملين بالورشة.ويحكي خوسيه لويس جارسيا أحد العاملين بالورشة ” من أجل هذا الفيلم صنعت الورشة جميع أنواع الحلي من سلاسل وقلادات وأساور وخواتم لعل أكثر القطع التي استغرقت وقتا وجهدا في صنعها هو خاتم الزفاف الذي سيقدمه البطل إلى البطلة والمشكلة اننا لم تكن لدينا مقاسات أصابع البطلة كان لدينا فقط مقاسات دي كابريو وهو ما دفعنا إلى صنع ثلاث خواتم على حلقات مختلفة المقاسات وقد اختارت البطلة أكثرها بساطة”.يقول الصائغ الذي قضى 18 عاما في صناعة الفضة “إن حمام العرق الذي نغرق فيه ونحن نعمل يعد روتينا يوميا لأي صائغ وهذا يحكيه لأي سائح دون أن يتعرف عليه ويقول بفخر حرفي إننا نذيب أي قطعة ونصنع منها تحفة فنية أخرى”.ويستأنف الحرفي الفنان حديثه قائلا: “عندما بدأت في صناعة مجموعة الحلي بدأت بالخواتم وانتابني قلق شديد، ولكنني كنت أحدث نفسي قائلا اهدأ إهدأ .. ما زال أمامنا الوقت الكافي للإبداع، كما أتذكر أنني عند عمل أول سلسلة أردت ان أعيد صهرها ولكنني تراجعت حيث كان على أن أنجز وقتي”.تعد مدينة تاكسكو من أكثر المدن المكسيكية التي تشتهر بصناعة الحلي الفضية والمدينة تقع على جبل على بعد 184 كيلو مترا من مكسيكو سيتي.ويحكي شيخ الحرفيين، ماتياس بوستوس، عن بداية صناعة الفضة في المدينة قائلا: ” دخلت صناعة الحلي والفضة إلى المدينة في أوائل القرن العشرين عندما جاء إلى المدينة الفنان الأمريكي وليام سبراتنج في زيارة إلى المكان وفتنته الهندسة المعمارية للمدينة وثقافتها المميزة فقرر البقاء بها رغم حرارتها الشديدة ومنذ ذلك الحين انتشرت ورش الفضة وأصبحت تاكسكو هي عاصمة الفضة في البلاد”.وقد أشاد المرشد السياحي روبرتو فرنانديز بالمدينة وفنانيها الذين يتميزون بإبداعات مشغولاتهم الرائعة.ويؤكد روبرتو أن سحر المكان يتجاوز ورش الفضة حيث تشتهر المدينة بمناظرها الخلابة وهندستها المعمارية وشوارعها المرصوفة بالحصى وكأنها شوارع من القرن السادس عشر، لا مجال لحركة السيارات فيها وبالرغم من ذلك يأتي إليها السياح ليسيروا على أقدامهم ويشتروا فضة رائعة بأسعار زهيدة، حيث يتاح لهم اقتناء قطعة من الحلي النفيسة بدولار ونصف فقط .يقول ماتياس بوستوس إن: “احتراف العمل بالفضة تتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل وهو ما منح تاكسكو سمعتها التي اكتسبتها على مدار الزمن فتاكسكو الأمس هي تاكسكو اليوم وهي نفسها تاكسكو المستقبل عاصمة الفضة”، مشيرا إلى أن عدد العاملين في مجال المشغولات الفضية بالمدينة يبلغ حوالي 5000 حرفي .ومعدن الفضة الذي يستخدمه الحرفيون كان يتم استخراجه من العديد من المناجم الموجودة بالمدينة ولكنها جميعا تم اغلاقها بالتدريج.يوضح ماتياس أنه قد تم إغلاق آخر المناجم منذ ما يقرب من ثلاث سنوات ونصف ومنذ ذلك الحين يذهب التجار لإحضار الفضة من زاكاتيكاس ومونتييري وكواهويلا حيث تعمل الشركات الكندية في مجال استخراج المعدن النفيس.في الماضي كانت المكسيك تستقبل العديد من السائحين القادمين من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية من أجل تاكسكو عاصمة الفضة وورشها وجميع ورش الفضة في المدن المكسيكية أما الآن فإن معدلات السياحة لم تعد كالسابق مع الأزمة المالية العنيفة التي يمر بها العالم.وعن تصدير الفضة إلى الخارج يقول مارتينيث “في الماضي وقبل أن تمر هذه الأزمة الاقتصادية على العالم كان السائحون يشترون الفضة من تاكسكو لأنها أرخص واكثر جودة وأذكر أن أحد السائحين الإسبان اشترى مشغولات فضية مقابل 2000 أو 3000 يورو ولكنه كان سعيدا لأنه كان يشعر أنه دفع مبلغا زهيدا مقارنة بما اشتراه أما الآن فإن السائح الذي يدفع 100 يورو فقط يرى انه قد اشترى بمبلغ كبير “.وتعد مشكلة إنعدام الأمن في المكسيك من أسباب تراجع معدلات السياحة في تاكسكو ومع ذلك فالحق يقال إنه على الرغم من وجود بعض حالات العنف في المدينة إلا أنها لم تصل إلى تعرض المدينة للخطر كمدينة سياحية.هذا وتقدر السلطات المكسيكية دور المدينة تاكسكو في الجذب السياحي والدور الذي يقدمه الحرفيون ليس فقط بما يصنعونه من حلي وفنون ولكن ايضا بقدرتهم على جذب السائحين بسردهم لتجاربهم مع الفضة والشخصيات التي مرت عليهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان