إجمع أبناءك المراهقين على مائدة العشاء

كتب محمد الصفتي:من السمات المميزة للأسرة في العصر الحديث عدم اجتماع أفرادها على مائدة الطعام، فالآباء يعودون من أعمالهم متأخرين والأبناء ينتهون من مدارسهم في وقت مبكّر نسبياً وفي أغلب الأحوال يتناول كل فرد من أفراد الأسرة غداءه بمفرده وعند العشاء تتكرّر القصّة ذتها فتختلف مواعيد النوم ورغبات الطعام مما يحدو بكل فرد للاختلاء بنفسه أيضاً على سبيل العشاء! الدراسات الحديثة تنصحك أن تعيد التفكير في نظام الغداء والعشاء لأسرتك ولاسيما إذا بلغ أبناؤك سن المراهقة، ففي دورية صحة المراهقين نشر هذا الأسبوع بحث يتناول أثر اجتماع الأسرة لتناول الطعام على سلوك الأبناء المراهقين فيقول البروفيسور فرانك إلجار أستاذ الطب النفسي في جامعة مونتريال والمشارك في البحث أنّ أثر تلك الاجتماعات الأسرية لن يظهر بعد ثلاث أو أربع مرات بل كلما تكررّت تلك الاجتماعات على مدار اسابيع لمعظم أيام الأسبوع سيظهر الأثر جليّاً على سلوكيات أبنائك المراهقين. وشملت الدراسة أكثر من 26 ألف مراهق مابين 11 إلى 15 عاماً في كندا من الجنسين ومن مختلف الطبقات الاجتماعية وأظهرت نتائجها أنّه كلّما زاد عدد الأيام الأسبوعيىة التي تجتمع فيها الأسرة على مائدة الطعام بانتظام كلّما تحسّن سلوك المراهقين ومردودهم وقلت مشاكلهم التقليدية في هذا السن بدرجة كبيرة. وفي دراسة مماثلة وجد جيمس هوايت الباحث في جامعة كارديف في ويلز أنّ تناول الأسر للوجبات على مائدة واحدة ووجود روح إيجابية بين أفراد الأسرة أثناء تناول الطعام قد ارتبط بانخفاض مخاطر تدخين المراهقين وإدمانهم للكحوليات غير أنهّ لم يستطع أن يقدّم دليلاً علميّاً قاطعاً غير رصد ارتباط الأمرين. ولكن تنصح البروفيسور شارون فراه أستاذة التربية في جامعة ألاباما الجنوبية بتقليل عوامل التشتيت أثناء تناول الوجبات الأسرية كالتلفزيون أو اصطحاب المراهقين لألعابهم الإلكترونية على المائدة حيث يقلل هذا من الربط والانتماء الذي يفيد منه المراهقون كأفضل ما يكون على مائدة الطعام الأسريّة.