علّم ابنك كيف يقود السيارة

إن العامل الأول والأهم لنجاح الآباء في التأثير على أبنائهم المراهقين هو محاولة فهمهم المراهق ومساعدتهم على تخطي فترة الإنتقال الى أن يكون شباباً يعبرون المرحلة التأسيسية بكل إدراك. فعندما يرى إبنك زملائه في الثانوية أو الجامعة يقتنون السيارات، سيطالب لنفسه بواحدة كغيره من الشباب. فالشاب في هذه المرحلة يثور على كل ما حوله، خصوصاً على والده ووالدته، ويرى أنه محق في كل أمر وأن أهله لا يفهمونه، فهو يحب أن يشعر بقيمته من خلال ما يُنتجه هو من سلوك أو مشاعر .عندما يكبر أبناؤنا، ويكونون في السادسة عشرة من عمرهم وربما قبل هذا العمر، تكون لديهم تطلعات وأفكار غير التي تعوّدنا عليها منهم من قبل، وبدل أن نتفهمها منهم حتى لا نتصادم معها أو نرفضها بالكلية دون نقاش، نتعالج معهم فتنشأ عندئذ المشكلة.من هذه الأفكار والتطلعات في هذه السن قيادة السيارة، خصوصاً خلال إجازة الصيف، فهم يعتبرون تعلم القيادة والإنفراد بالسيارة أمرين مهمين للوصول إلى سن البلوغ، فلا تكن إجابتك أيها الوالدة أو الوالدة بالنفي تلقائية، إذا ما طلب منك أحد أبنائك أن تعيره سيارتك، فالمطلوب أن تضع نفسك مكان ابنك المراهق، فتفهمه الى أنه بقي هناك سنة أو سنتين لقدرته على حيازة رخصة القيادة، إلا أنك لن ترفض أن يقوم بتعلّم القيادة الى ذلك الحين فيكون جاهزاً لتسلم سيارة بالطريقة القانونية، وغير ذلك سيبقى ابنك متمسكاً بطلبه وربما سيسرق سيارتك ذات يوم ويحدث ما لا تحمد عقباه.إسمح لـه بالقيـادة تحــت إشرافكاستجبْ له وعلِّمه كيفية استعمال السيارة على نحو مسؤول وواع، كما لابد أن نأخذ في الاعتبار حقيقة مهمة ، أننا جميعنا آباء وأبناء بشر ولسنا ملائكة، وبناء على هذه القاعدة ينبغي ألا نتوقع الملائكية من أبنائنا المراهقين، ولكن علينا التحلي بالصبر واتساع الصدر لنخرج بأقل الخسائر الممكنة. فالسماح لابنك المراهق بالجلوس خلف مقود السيارة أمر ينطوي على المخاطرة لاشك، وتشير بعض إحصائيات شركات التأمين أن الفتية المراهقين يعتبرون السيارة امتدادا لهويتهم وغالباً ما يستخدمونها بشكل عدواني، أما المراهقات فهن أحسن كثيراً في القيادة المسؤولة، فإذا كنت ستداوم القلق على سيارتك وعلى ابنك المراهق فالأفضل في هذه الحالة أن تقول له: “لا” وتطلب إليه الانتظار حتى يمتلك سيارة خاصة به ليكون مسؤولا عنها وعن نفسه، ولكن أفضل وسيلة هي أن تتيح له الفرصة لإثبات نجاحه أو فشله بطريقة عملية وهي أن تعلمه أهمّ شروط القيادة في أماكن مخصصة لتعلم قيادة السيارات، فعـندمـا تخرجـون معاً اسمح لـه بالقيـادة في تلك الأماكن بحيث يكـون ذلك تحــت إشرافك، ولتكن قدوة طيبة له في قيادتك أنت بعد أن تُلحقه بإحدى الدورات التدريبية لقيادة السيارات، وممكن أن تنشئ بينك وبينه نقاش وحوار عن القواعد المرورية اللازم اتباعها وما تعنيه إشارات المرور ونحو ذلك، وعن عدم السماح للأصدقاء بالقيادة وبالتجربة .ثق بابنك المراهق وارح فكرك عليه بهذه الأمور الثلاثة:1- -علمه القواعد المرورية.2- – ثق به.3- – كن له قدوة حسنة في قيادة السيارة.زوده بالعبارات التالية:ـ إتقن القيادة.ـ سأطمئن في حال تلقيت دورة تدريبية في القيادة .ـ إذا اجتزت الدورة بنجاح وحصلت على الرخصة فسأسمح لك بقيادة السيارة.ـ ممنوع قيادة أصدقائك لسيارتنا من دون إذن.ـ لا قيادة وأنت تحتاج للنوم.