أعراض الاكتئاب لدى الرجل تختلف عن المرأة
03:11 م
الأحد 28 أبريل 2013
أوضحت أخصائية العلاج النفسي الألمانية آنى ماريا مولرلايمكولر أن أعراض الاكتئاب لدى الرجال تختلف تماماً عنها لدى النساء؛ حيث غالباً لا يُصاب الرجال بنوبات حزن شديدة وفقدان الاهتمام والدافعية نحو تأدية المهام الحياتية كما يحدث لدى النساء، لكن تظهر لديهم أعراض الاكتئاب في تناول الكحول وزيادة العدوانية تجاه الآخرين وفرط النشاط في العمل وممارسة الرياضة.وأشارت الطبيبة الألمانية من مستشفى الطب النفسي والعلاج النفسي التابعة لجامعة ميونيخ، إلى أن هذه السلوكيات تُعد أهم الأسلحة التي يلجأ إليها الرجل لمواجهة الضغط العصبي والتوتر النفسي. لذا إذا أُصيب الرجل بنوبة اكتئاب، يحاول التصدي لها حينئذٍ بتكثيف ممارسته للرياضة أو تركيز اهتمامه على العمل وأنشطة الإنترنت كمواقع التواصل الاجتماعي مثلاً، كي يصرف ذهنه عن المتاعب النفسية التي يعاني منها.وأضافت الطبيبة الألمانية أن قيادة السيارات بشكل أهوج وطائش يُمكن أن يُشير أيضاً إلى معاناة الرجل من الاكتئاب، لافتةً :”لا تعمل كل هذه الإجراءات على صرف ذهن الرجل عن أعبائه النفسية ولا تمنحه الشعور بالرضا، إنما تُزيد من وطأة الضغط العصبي”.وبطبيعة الحال لن يكون الرجل قادراً في هذا الوقت على تحقيق الاسترخاء لنفسه؛ حيث تزداد نسبة هورمون الكورتيزول لديه بصورة مستمرة، وهو الهرمون الذي يتم إفرازه بالجسم عند الوقوع تحت ضغط عصبي.ونظراً لقلة تصريح الرجال عمّا يعانوه من أعراض تُشير إلى متاعبهم النفسية، لذا لا يتم تشخيص وعلاج الأمراض النفسية لدى الرجال بشكل كاف؛ ومن ثمّ تظهر أعداد الإصابة بالاكتئاب لدى الرجال أقل منها لدى النساء.فضلاً عن ذلك تتراجع فرص علاجهم بشكل كبير، ما يُزيد من خطر تفكيرهم في الانتحار وكذلك تزداد لديهم معدلات الإصابة بالأمراض المصاحبة والناتجة عن الاكتئاب.وكي يتسنى لأقارب وأصدقاء الرجل المُصاب باكتئاب مساعدته بشكل سليم، حذرتهم الطبيبة الألمانية من التحدث معه بشكل مباشر عن ملاحظتهم أنه يعاني من مشاكل نفسية، موضحةً سبب ذلك بقولها :”لن يتسبب ذلك سوى في زيادة رفض الرجل للاعتراف بمتاعبه النفسية”.وأوصت مولرلايمكولر بأنه من الأفضل أن يناقشوا الأمر معه بشكل غير مباشر من خلال التطرق مثلاً لموضوع الضغط العصبي الناتج عن أعباء الحياة أو عدم القدرة على أخذ وقت للاسترخاء بسبب سرعة وتيرة الحياة في وقتنا الحالي أو الأعراض البدنية الناتجة عن ذلك كالإصابة بآلام الظهر والصداع، مؤكدةً أن إتباع هذه الطريقة يتمتع بنتائج إيجابية.وإذا تأثر الرجل بهذه المناقشة وذهب على إثرها إلى طبيب عام، سيتوقف حينئذٍ نجاح هذه المحاولة على الأسئلة التي سيطرحها هذا الطبيب عليه وكذلك على مدى إدراك هذا الطبيب أن متاعب المريض البدنية ترجع في الأساس إلى معاناته من أعباء نفسية.وبشكل عام أكدت أخصائية العلاج النفسي الألمانية أن الاكتئاب يندرج ضمن الأمراض النفسية، التي يُمكن علاجها على نحو جيد. ولكن إذا أنكر المريض معاناته به ولم يخضع للعلاج، تُحذر مولرلايمكولر حينئذٍ من إمكانية أن يصل الأمر – في أسوأ الأحوال – إلى الانتحار.
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى:
هل وضعت ماضيك وراءك؟