الشركات العائلية محرك النمو الاقتصادي في المنطقة
تمثل الأعمال العائلية نسبة تزيد على 85% من إجمالي الناتج المحلي للعالم العربي من المصادر غير النفطية وتؤثر بدورها بدرجة كبيرة على الحياة الاجتماعية والسياسية نتيجة لاتساع شبكاتها وعلاقاتها. وقد طرح بدر جعفر - العضو المنتدب لمجموعة الهلال والرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع وهي شركة تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقرا لها وتعمل في العديد من القطاعات الاقتصادية على مستوى العالم- هذا الموضوع خلال المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في البحر الميت في الأردن، حيث تناول الدور الرئيسي الذي يمكن أن تلعبه الشركات العائلية العربية في التنمية الاقتصادية العالمية. وفي سياق حديثه حول تأثير الشركات العائلية قال بدر جعفر: "إن الفرصة سانحة أمام الشركات العائلية في منطقة الخليج من أجل المشاركة بشكل فعال وإيجابي في مواجهة التحديات الاقتصادية الاجتماعية التي تعاني منها المنطقة بما في ذلك ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب ونقص المهارات وعدم كفاية الأنظمة التي من شأنها أن تعزز إقامة المشاريع".
وأضاف جعفر قائلاً: "إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحوكمة تلك الشركات بشكل مؤسسي واحترافي، فإن ذلك يجعل الشركات العائلية عرضة لمخاطر تدمير القيم". ويتولى الجيل الثاني إدارة ما يقرب من 75% من الشركات العائلية، في حين لايبقى تحت سيطرة الجيل الرابع وما يليه سوى 5% فقط. وتشير الإحصاءات العالمية إلى أن ما يقل عن 10% من الشركات العائلية على مستوى العالم تواصل عملية خلق القيم لما بعد الجيل الثالث. ويرجع ذلك بصفة رئيسية إلى تدمير هذه القيم نتيجة لعدم وضع خطة خلافة واضحة وشاملة. وبالنظر إلى حقيقة أن الأصول التي تزيد قيمتها على تريليون دولار، وفقاً لأحدث تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي، سوف تنتقل إلى الأجيال القادمة خلال الخمسة إلى عشرة أعوام المقبلة، فإن عدم وضع أطر عمل للحوكمة المؤسسية وتفعيلها بشكل صحيح قد يؤدي إلى احتمال حدوث النزاع وزيادة التعقيدات، والتي سوف تؤثر بدورها في كافة قطاعات المجتمعات العربية. وقد كشف تقرير صدر مؤخرا عن برايس وترهاوس كوبرز أن 42% فقط من الشركات العائلية تطبق اتفاقية حملة الأسهم، ولا يوجد لدى أكثر من 75% منها سياسات محددة لحل النزاع.
وأوضح بدر جعفر أنه على الرغم من أن الشركات العائلية على مستوى العالم لديها بعض الخصائص والمميزات المشتركة، إلا أنه من الأهمية بمكان ملاحظة أداء الشركات العائلية داخل محيطها الثقافي والاجتماعي من أجل التعرف على إنجازاتها وتحديد احتياجاتها. كما يرى بدر جعفر أن الشركات العائلية العربية تهتم كثيراً بنقل قيمها ليس للأجيال القادمة في العائلة فحسب، بل لكافة الأطراف المعنية. وتترسخ هذه القيم والتقاليد في نظام ثقافي بعيد المدى يضع النهج التجاري في سياق أعمق ونطاق أوسع يشمل المساعي البشرية المستدامة. وأضاف بدر جعفر قائلاً: "قام الغرب بدراسة قضية فصل الإدارة عن الملكية وما لها من تركيز قوي على النتائج الربع سنوية، بيد أن ذلك لا ينطبق ولا يتماشى مع ثقافتنا. فإن مفهوم الشركات العائلية لدى العرب يعد من القواعد الراسخة في المجتمع حيث يعدون أنفسهم مسؤولين ليس فقط عن رفاهية ورخاء العائلة بل وأيضا عن الناس المحيطين بهم. ومن هذا المنطلق يرتكز المقياس العائلي للنجاح التجاري بشكل رئيسي على الحفاظ على ثقافة العمل العائلي وتوفير أمن دائم للعائلة أكثر من التركيز على تحقيق الأرباح. لذا، يجب علينا كشركات عائلية أن نضع نصب أعيننا تحقيق النجاح وليس الأرباح".
فيديو قد يعجبك: