إعلان

انطلاق الجزء الثالث من الكوميديا الرومانسية "صداع الكحول"

11:42 ص الأحد 02 يونيو 2013

(د.ب.أ)

مهما حدث ومهما كانت النتائج أو آراء النقاد في هذه النوعية من الأعمال السينمائية، فإن المؤكد هو أن الثلاثي برادلي كوبر وزاك جاليفياناكيس وإد هيلمز ، "صنعوا تاريخاً" بتجسيدهم لأدوار فيل، ستو وآلان، أبطال واحدة من سلاسل الأفلام الأكثر جنونا وتهورا في تاريخ السينما، حيث شجعهم نجاح جزئيها الأول والثاني على تقديم الجزء الثالث، ليعودوا مرة أخرى إلى لاس فيجاس، مدينة الترفيه ونوادي القمار الأشهر في العالم، والتي شهدت ميلاد الجزء الأول من السلسلة. 

من الصعب في هوليوود أن توجد سلسلة أعمال كوميدية يمكن انتاج جزء ثالث منها، فعلى سبيل المثال "مغامرات بابا الشغالة" بطولة روبين ويليامز لم يتمكن من الصمود لأكثر من جزئين، وكذلك الحال بالنسبة لإيدي ميرفي في "دكتور الحيوانات العجيب"، وحتى مع روبرت دي نيرو في سلسلتي "اخطبني رسمي" مع بن ستيلر أو "حلّل هذا" و "حلّل ذلك" مع بيلي كريستل".  

إلا أن فيلم "صداع الكحول" أو "The Hang Over" كسر هذه القاعدة الراسخة، فهو لم يحقق فقط الإيرادات الكاسحة المتوقعة، وإنما وصلت شعبية الثلاثي الذي يلعبون دور البطولة في الفيلم لأبعد مدى، لدرجة أن كل واحد منهم بدأ يسند إليه أدوار البطولة المطلقة في أفلام، فبرادلي كوبر على سبيل المثال لعب بطولة أعمال مهمة العام الماضي، أهلته للترشح لأوسكار أفضل ممثل رئيسي. 

ظهر الجزء الأول من سلسلة "صداع الكحول" عام 2009 ، من إخراج تود فيليبس ويعتبر من أفلام الكوميديا الجريئة وتدور أحداثه حول ثلاثة من أصدقاء العريس الذين يشاركونه في حفلة توديع العزوبية في لاس فيجاس ليستيقظوا في الصباح بصداع من أثر شرب الخمر على مفاجأة عدم وجود العريس. ويجد الرفقاء أنهم مضطرون لتقفي أثر خطواتهم الثملة من أجل العثور على العريس المفقود قبل حفل الزفاف.

 وقد صدر الجزء الثاني من الفيلم عام 2011 ودارت أحداثه في تايلاند وقد نجح في الإطاحة بالجزء الرابع من سلسلة "قراصنة الكاريبي" بطولة جوني ديب.

 ولد تود فيليبس في 20 كانون أول/ ديسمبر 1970 ببروكلين، نيويورك وهو كاتب ومخرج سينمائي تخرج في جامعة نيويورك. بدأ مشواره الفني بالسينما التسجيلية، حيث أخرج فيلما فلسفيا حول الحياة والموت. حصل تود على الجائزة الكبرى للجنة التحكيم من مهرجان "صندانس السينمائي" عام 1998 . بدأ مشواره مع السينما الكوميدية بالتعاون مع مدير الإنتاج ايفان ريتمان في فيلم "رحلة الطريق والمدرسة القديمة" في 2004  كتب وأخرج فيلم "ستارسكي وهاتش" بطولة بن ستيلر واوين ويلسون وقد تم ترشيحه لنيل جائزة الأوسكار لأفضل سيناريو مقتبس. في عام 2009 انتج أول أجزاء سلسلة "صداع الكحول"، ليرسخ مكانته في عالم السينما الكوميدية. 

جدير بالذكر أنه يمكن القول أن النجاح الذي حققته هذه السلسلة جعل من فيلم "صداع الكحول" الأعلى من حيث الإيرادات في تاريخ السينما الكوميدية، متجاوزا بفارق كبير أعمال أسماء مهمة في ذلك المجال مثل إيدي ميرفي أو حتى جيم كاري. فقد حقق الجزء الأول من السلسلة إيرادات بلغت 476 مليون دولار.  

والطريف في الأمر أن الفكرة الأساسية للعمل لا تزال بحث ثلاثة أصدقاء عن صديقهم الرابع ليلحق بحفل زفافه بعد أن فقدوه إثر حفل ماجن لتوديع العزوبية أمضوه معا الليلة السابقة.  

يظهر في الجزء الثالث من السلسلة مدى عمق التفاهم بين الثلاثي برادلي كوبر وزاك جاليفياناكيس وإد هيلمز، وكيمياء التناغم، حيث يجتمعون مرة أخرى على عكس كل التوقعات، داخل حبكة شديدة الشبه بالجزء الأول، ليبدءوا على مدار تتابع أحداث الفيلم في استعادة ذكريات الليلة الماضية بعد أن أفاقوا من سكرهم، لعلّهم يتمكنوا من اقتفاء أثر الصديق المفقود.

 يحاول الثلاثي تقمص دور المخبر السري أو المحقق، مما يوقعهم في مواقف ويدخلهم في مغامرات تنتزع الضحكات وتبعث على السخرية. ولكن الاختلاف هذه المرة يتمثل في اختفاء فكرة العرس وحفل وداع العزوبية، وإن كان ماضيهم من الحفلات الماجنة التي مروا بها وتوابعها لا يزال يلاحقهم.  

وفقا لما أوضحه المخرج تود فيليبس من قبل "لحظنا وجود رغبة حقيقية في انتاج جزء ثالث، وكان لدينا فكرة واضحة عن مضمونها. بالتأكيد لن يكون مثل الأجزاء السابقة ولكن تتويجا عظيما للسلسلة".

 يعتبر النجم كين يونج، ذو الأصول الأسيوية من أبرز عناصر الكوميديا في الجزء الجديد من السلسلة، حيث يلعب دور "Mr. Chow" والذي يكون السبب في أن ينتهي الحال بالأصدقاء الثلاثة في مدينة تيخوانا المكسيكية ومنها ينتقلون إلى مدينة لاس فيجاس عائدين إلى فندق قيصر بالاس، الذي أقاموا به حفل وداع العزوبية الأول.  

تعود إلى الجزء الثالث أيضا النجمة هيثر جراهام في دور (جاد) راقصة التعري، التي اختفت من الجزء الثاني الذي دارت أحداثه في تايلاند. كما يضم فريق العمل كلا من مليسا مكارثي في دور كيسي، جيفري تامبور في دور سيد، مايك إيبس في دور بلاك دوج، ساشا باريزي في دور تريسي، وآخرين

 يعود فيليبس للتعاون في هذا الجزء مع كاتب سيناريو الجزء الثاني كريج مازين، فيما يتكتم على باقي تفاصيل العمل الذي يتوقع النقاد أن لا يقل جنونا وجرأة في التناول عن الأجزاء السابقة.  

ويتساءل النقاد عما إذا كان هذا الجزء سيكون بمثابة ختام مرحلة صنعت نجومية الممثل برادلي كوبر، الذي ترشح للأوسكار العام الماضي. ولكن كوبر نفسه يؤكد مدى سعادته بالعودة إلى لاس فيجاس مرة أخرى، موضحا "أصبح يجمعني بزملائي علاقة صداقة قوية، لدرجة أننا أثناء التصوير كنا نشعر بأننا نقدم شو تليفزيوني من عدة حلقات بينها فواصل طويلة نسبيا".

ويرى كوبر أن "الأمور أصبحت أسهل بكثير بعد تأكيد النجاح في الجزئين السابقين"، حيث دخل الممثلون في ثوب الشخصية بصورة مذهلة وباتت تفاصيلها راسخ في أذهانهم، وهو ما يجعله يؤكد أن عنصر الكوميديا لا يزال حاضرا بقوة مع استمرار التشويق بصورة أكبر، بدرجة تجعل المشاهد حريص على متابعة الفيلم حتى النهاية لكي لا يفوته أي جزئية من تفاضيل الحبكة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان