لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الجراحة .. الحل الأمثل لعلاج الحصوات الصفراوية

02:55 م الخميس 27 يونيو 2013

(د ب أ)

تُعد الحصوات الصفراوية من مشاكل الجهاز الهضمي الشائعة، وهي غالباً ما تكون غير ضارة وتظل كامنة داخل الجسم دون علم المرضى بإصابتهم بها لعدم ظهور أعراض لها، لكنها قد تُشكل خطراً على المرضى في وقت ما. وتُعد الجراحة الحل الأمثل للخلاص من الحصوات الصفراوية؛ لأن الأدوية تعالج الأعراض فقط وليس الأسباب.

 

وأوضح بيرنت بيركنر، عضو الرابطة الألمانية لأطباء أمراض الباطنة بمدينة فيسبادن، أن 60 إلى 80 % من الأشخاص المصابين بالحصوات الصفراوية لا يعرفون أنهم مصابين بذلك، مطمئناً أنها عادةً لا تستلزم الخضوع لأي علاج، طالما لا تتسبب لصاحبها في الشعور بمتاعب.

 

وأرجع البروفيسور تيلمان زاوربروخ، عضو الجمعية الألمانية لمكافحة أمراض الجهاز الهضمي والكبد بمدينة غيسن، سبب ظهور هذه الحصوات إلى اضطراب في نسب خلط مكوّنات العصارة الصفراوية التي يفرزها الكبد، موضحاً أن هذه العصارة تتكون في الأساس من الماء بنسبة 80 % وتحتوي أيضاً على الكوليسترول والأحماض الصفراوية وبعض المواد الصفراء كمادة (البيليروبين) وكذلك مادة (الليسيثين) الدهنية والشوارد الإلكتروليتية.

 

ولكن إذا زادت نسبة إفراز الكوليسترول أو البيليروبين أو الكالسيوم، يُمكن أن تتحول هذه المواد حينئذٍ إلى بلورات قد تؤدي بعد ذلك إلى تكوّن حصوات.

 

زيادة الكوليسترول

وأضاف الطبيب الألماني أن زيادة الوزن أو فقدانه بشكل شديد وكذلك التقدم في العمر تندرج ضمن العوامل المؤدية إلى زيادة معدل الكوليسترول في المرارة بشكل كبير، لافتاً إلى أن الوقوع تحت ضغط عصبي يُمكن أن يؤثر على عملية مزج هذه المواد التي يفرزها الكبد، ما يُحفز تكوّن الحصوات، مع العلم بأن الإصابة بالحصوات الصفراوية يُمكن أن ترجع أيضاً إلى العوامل الوراثية.

 

وصحيح أن الإصابة بهذه الحصوات لا تتسبب غالباً في الشعور بأية متاعب، إلا أن البروفيسور زاوربروخ أوضح أن 25 % من المصابين بها تظهر لديهم بعض الأعراض ذات على مدار حياتهم؛ حيث يعانون مثلاً من الشعور بالامتلاء ونوبات انتفاخ أو غثيان.

 

ولكن نظراً لأنه ليس بالضرورة أن تُعزى مثل هذه الأعراض إلى الإصابة بالحصوات الصفراوية فقط، يشددّ زاوربروخ على ضرورة استشارة الطبيب لاستيضاح سبب الشعور بمثل هذه المتاعب غير المحددة.

 

وتلتقط أنكه ريشتر، عضو الرابطة الألمانية لاختصاصي الطب العام بمدينة كولونيا، طرف الحديث قائلةً :"عادةً ما أسأل المرضى، الذي يعانون من آلام في الجزء العلوي من البطن عن الأمراض المنتشرة في محيط عائلتهم وعن عملية الهضم لديهم وكذلك عن التوقيت الذي بدأ فيه شعورهم بهذه المتاعب".

 

وأردفت الطبيبة الألمانية أنه عادةً ما يُمكن استيضاح هذه المتاعب من خلال فحص عينة دم لاختبار وظائف الكبد لدى المريض ونسب الالتهاب لديه، مشددةً على ضرورة إجراء أشعة بالموجات فوق الصوتية على المرارة؛ لأنها تكشف عمّا إذا كان هناك حصوات بالكُلى أم لا بشكل فوري.

 

وأضافت اختصاصي الطب العام ريشتر :"يُفضل أيضاً إجراء منظار على المعدة، كي يتم استبعاد أن الإصابة بمشاكل في المعدة هي السبب في الشعور بهذه المتاعب".

 

 

 

المغص الصفراوي

أما إذا شعر المريض بآلام شديدة ومفاجئة وكأن أحشاؤه تتمدد وتتقلص في الوقت ذاته في الجزء العلوي من بطنه على الناحية اليمنى أو في منطقة أعلى المعدة، التي تفصل بين الحجاب الحاجز والمعدة، فتؤكد الطبيبة الألمانية أنه لا يُوجد أدنى شك حينئذٍ أنه مصاب بالحصوات الصفراوية؛ حيث تُشير هذه الأعراض إلى الإصابة بالمغص الصفراوي، الذي يُمكن أن يستمر لمدة تتراوح بين 15 دقيقة إلى 5 ساعات متواصلة، مع العلم بأنه قد يكون مصحوب أحياناً بقيء وغثيان.

 

ويلتقط البروفيسور زاوربروخ طرف الحديث من جديد موضحاً أنه عادةً ما ينشأ المغص الصفراوي نتيجة انزلاق الحصوات الصفراوية من المرارة إلى القناة الصفراوية وانحشارها داخل الموضع المؤدي إلى الاثنى عشر؛ حيث يتسبب ذلك في زيادة الضغط على القناة الصفراوية نتيجة عدم تصريف العصارة منها.

 

وأردف زاوربروخ :"قد ينتج هذا المغص أيضاً عن انحشار الحصوات الصفراوية في عنق المرارة، إذا ما تضيق هذا العنق وتم تصريف العصارة الصفراوية في اتجاه القناة الصفراوية والأمعاء الدقيقة".

 

وحذّر الطبيب الألماني من محاولة تحمل الألم الناتج عن نوبات المغص هذه، مؤكداً :"إذا استمر المغص لأكثر من ساعة، فلابد حينئذٍ من استشارة الطبيب أو استدعاء طبيب طوارئ على الفور"؛ حيث يُمكن أن يتسبب الانتظار في حدوث مضاعفات خطيرة مثل الإصابة بالتهاب شديد في المرارة أو القناة الصفراوية أو البنكرياس.

 

استئصال المرارة

ونظراً لأنه عادةً ما تتكرر الإصابة بهذا المغص لدى نصف المرضى تقريباً في غضون عام وغالباً ما تكون نوباته متكررة وشديدة، لذا غالباً ما يُوصي الأطباء بإجراء جراحة لاستئصال المرارة، مطمئناً أنه يُمكن استئصالها عن طريق عملية منظار البطن الجراحي بإجراء ثلاث إلى أربع فتحات في البطن.

 

أما عن إمكانية تفتيت هذه الحصوات عن طريق الأدوية، أكدّ الطبيب الألماني أن هذه الوسيلة العلاجية ليست مجدية بشكل كبير؛ حيث يُمكن أن تتكون حصوات أخرى في غضون فترة قصيرة؛ نظراً لعدم علاج السبب الرئيسي لتكوّنها، ألا وهو اضطراب خلط مكوّنات العصارة الصفراوية.

 

وأكدّ البروفيسور زاوربروخ أنه لا يوجد أي داع لتناول نوعيات خاصة من الأطعمة بعد إجراء جراحة استئصال المرارة؛ لأن العصارة الصفراوية في هذا الوقت ستسري بلا عوائق عبر القناة الصفراوية من الكبد إلى الأمعاء، مؤكداً أنه قلما يستلزم الأمر تناول أدوية، حتى إذا تم تناول أطعمة دسمة محتوية على دهون.

 

وبالنسبة لإمكانية تكوّن حصوات جديدة في القناة الصفراوية بعد إجراء الجراحة، طمئن الطبيب الألماني أن هذا الأمر نادر للغاية؛ ومن ثمّ يُمكن للمرضى الاستمتاع بحياتهم من جديد دون الخوف من الإصابة بنوبة مغص جديدة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان