تربو الحلزون الذي أراد أن يكون سريعا، فيلم رسوم متحركة يقدم رسالة
( د ب أ ) –
تحمل غالبية أفلام الرسوم المتحركة الكبيرة رسالة ضمنية تحث على تخطي التحديات وتحمس على التغيير، وفيلم الرسوم المتحركة الذي نحن بصدده الآن وعنوانه "تربو" لا يختلف كثيرا عن هذا التوجه، حيث يقدم رسالته من خلال قصة الحلزون "ثيو" الذي اراد ان يصبح سريعا.
للوهلة الأولى قد تبدو الفكرة بسيطة، ولكن سحر وبراعة استديوهات "دريم وورك" أضفت شيئا على مضمون العمل. تبدأ القصة بشعور الحلزون ثيو بالضجر من بطء حركته، ومن إيقاع حياته الممل المرهق. حيئنذ يتعرض لحادث يتحول بسببه وبصورة أشبه بالمعجزة إلى حيوان سريع بمقدوره أن يتنقل بحرية من مكان إلى مكان كما يريد. وأكثر من ذلك أصبحت سرعته تضاهي سرعة سيارات السباق، بل سرعة الضوء علاوة على دقته وروعة إيقاع الحركة، لقد تحول إلى ظاهرة حقيقية.
بعد اكتساب كل هذه الصفات تغيرت طبيعة الحامض النووي لدى الحلزون، مما دفعه إلى السعي لتحقيق أهداف أخرى: المشاركة في سباق الـ500 ميل بإنديانا بوليس العريق، جنبا إلى جنب مع سيارات سباق فائقة السرعة.
وبالرغم من اتهام الجميع له بالجنون والغرور، يصر الحلزون تربو على على عدم التراجع عن طموحاته، مصمما على ألا يسمح لأي شيئ بأن يقف في طريق تحقيق أحلامه.
يشارك بالأداء الصوتي لشخصيات الحلزونات المختلفة في الفيلم كوكبة من النجوم، أمثال المخضرم ريان رينولدز، الذي يجسد بصوته شخصية تربو، أما شقيقه فيجسده النجم بول جياماتي، أما مايكل بينيا فيؤدي شخصية تيتو أما مغني الراب سنوب دوج فيؤدي دور (سموف موف) وميشيل رودريجيز في دور باث، وأخيرا صامويل ل. جاكسون في دور ويبلاش.
الفكرة الأساسية وليدة خيال المخرج الشاب ديفيد سورين في أولى أعماله الطويلة، وقد استوحاها من أسلوب لعب ابنه بسيارات السباق، ومن مراقبة الحلزونات التي كانت تلعب في الفناء الخلفي لمنزله.
يقول المخرج عن بدايات وضع الفكرة محل التنفيذ إن "فكرت في البداية في عمل فيلم رسوم متحركة عن سيارات السباق، ولكن كان يتعين على البحث عن شخصية محورية تكون محببة وقادرة على اكتساب شعبية جماهيرية. لذلك وجدت أن الحلزون يمكن أن يحقق ذلك بصورة تلقائية.
لكي تحصل دريم ووركس على التأثير المناسب فيما يتعلق بعالم وأجواء سباقات السيارات، اضطرت للتعاون مع منظمة انديكار (IndyCar) التي تنظم سباق انديانا بوليس العريق الذي يبلغ طوله 500 ميل.
وكان نتيجة هذا التعاون أن انعكس دور هذه المؤسسة بقوة في الفيلم، ودورها التنظيمي ودقة العمل الذي تقوم به وهو ما يتضح من خلال مسارات السباق ومراحله وكذلك عمليات تسجيل السيارات المشاركة في السباق وتصنيفها، كما استعانت الشركة المنتجة بخبرات السائق الشهير داريو فرانكيتي، الحائز على بطولة السباق الأمريكي الشهير لأربع سنوات، ليقوم بدور المستشار التقني لفريق عمل الفيلم.
بعد ذلك يأتي دور الموسيقى التصويرية الهام في هذه النوعية من الأفلام التي تتميز بالطابع الحماسي، والتي تسهم بقدر كبير في إنجاح الفيلم، كما تعمل على استمرار الفيلم لسنوات طويلة لما تتركه من ذكريات جميلة في الوعي الجمعي للمشاهدين. قام بوضع الموسيقى التصويرية للفيلم الفنان هنري جاكمان بالتعاون مع مطرب الراب الشهير سنوب دوج، الذي صدر له مؤخرا ألبوم ريجي بعنوان "Reincarnation".
قام المطرب المثير للجدل بتأليف الأغنية الرئيسية في الفيلم، حيث يقوم لأول مرة بتأليف أغنية موجهة للأطفال، ولكن بحس ناضج، وهو توازن يوجهه شباك التذاكر. يؤكد على هذا مايكل بينيا أحد أبطال الفيلم، والذي لم يخف ميله لمشاهدة أفلام الرسوم المتحركة مع نجله، والذي يعتقد أن الأفلام الموجهة للصغار يجب أن تحتوي على تنويعات وإشارات عن كل شيئ سواء يهم الأطفال أو الكبار الذين يشاركونهم الاهتمام بهذه النوعية من الأفلام.
تجدر الإشارة إلى أن شركة السيارات الشهيرة شيفروليه حرصت على التواجد في الفيلم من خلال تصميم خاص لنموذج السيارة "كمارو" بمناسبة تصوير الفيلم، وهو أسلوب مبتكر للدعاية من خلال العمل الفني، كما حدث مع بعض شركات السيارات مثل بورش وفيراري في فيلم الرسوم المتحركة الشهيرة "كارز" أو "سيارات" من انتاج شركة بيكسار، وبصرف النظر عن نوعية الفيلمين من المتوقع أن يحقق "تربو" مع دريم ووركس نفس النجاح الذي حققه "كارز" مع بيكسار التي أسسها الراحل ستيف جوبز.
فيديو قد يعجبك: