لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل قلقك حول صحتك أغرقك في وساوس مرضية؟!!

06:23 ص الخميس 04 أكتوبر 2012

هل قلقك حول صحتك أغرقك في وساوس مرضية؟!!

نصائح نفسية من الدكتورة ثمينة شاهيم لقراء جوهرة. أرسلوا استفساراتكم إلى:advice@jawhara.meكلنا نصاب بآلام وأوجاع عرضية من ألم الرأس والأسنان إلى اضطراب المعدة أو الغثيان. بعضنا يتجاهلون ذلك والبعض الآخر يتذمرون منه بينما آخرون يبحثون فورًا عن الاستشارة الطبية. ولكن هناك نسبة صغيرة من الأشخاص (2-6%) يضخمون دائمًا العوارض الصحية الصغيرة معتقدين أنها ورم خبيث أو سرطان أو أي مرض خطير آخر.يعرف هؤلاء الأشخاص بإصابتهم بحالة واهنة تسمى بالوساوس المرضية وهي حالة نفسية يطغى فيها انشغال مقلق بالصحة. هؤلاء الأفراد يعتقدون أنهم يعانون من أمراض خطيرة حتى عندما تؤكد لهم الفحوصات الطبية أنهم بصحة جيدة. وفي حين أن معظمنا نقلق قليلًا حول حالتنا إلا أن المصابون بالوساوس المرضية يسيطر عليهم القلق حيال إصابتهم بمرض خطير مما يؤثر على كل نواحي حياتهم من عملهم إلى علاقاتهم وحتى بعض مهامهم اليومية.هذا المرض الخطير لا يظهر عادة لوحده بل يترافق مع اضطراب في المزاج والقلق. القلق والاكتئاب يسببان عوارض جسدية فعلية مثل تسارع دقات القلب ما قد يوحي بوجود مرض جسدي أكثر خطورة كأمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم.المبالغة بردة الفعل تجاه الأمراض الصغيرة مثل السعال أو بقعة موجعة أو ألم في المعدة يعتبر دليلًا على أن المصاب بالوسواس المرضي يعاني من مرض خطير. فتصبح الزيارات للطبيب روتينية وغالبًا ما يوصف هؤلاء الأطباء بأنهم غير مكترثين أو غير مختصين لأنهم يطمئنون المريض بأنه ليس مصابًا بأي مرض. إحدى صديقاتي مدخنة استيقظت في إحدى الليالي مقتنعة أنها تعاني من سرطان الحنجرة لأن حنجرتها كانت تؤلمها. معظمنا لن نفكر بأن سبب الألم هو سرطان الحنجرة. ولكنها سارعت إلى قسم الطوارىء في المستشفى وبدأت تلهث وتقول إنها لا تستطيع التنفس. ولكن اتضح في الأخير أنه كان مجرد ألم في الحنجرة. وبعد سنوات كثيرة وزيارات عديدة لأطباء مختصين بالأمراض السرطانية اختارت الاقلاع عن التدخين. ولكن للأسف انتقل سرطانها الخيالي من حنجرتها إلى معدتها.هناك الكثير من العوامل التي تسبب الوساوس المرضية منها:-          انتشار فيروس أو وباء-          حالات الموت والمرض بين الأصدقاء والعائلة-          مواقف حياتية مجهدة-          البحث عن الحالات الطبية على الانترنت والاعتقاد بالاصابة بالمرض (السايبركوندريا)-          تغيير الأطباء بكثرةيصبح الانشغال بالمرض نبوءة تحقق ذاتها ويمكن أن يصاب الشخص بمرض جسدي فعلي نتيجة التوتر المستمر.العلاجات مثل العلاج السلوكي المعرفي فعالة في حالة الوساوس المرضية لأن دماغ المصاب بهذه الحالة موجه ليرى الخطر في كل ما يتعلق بالمسائل الصحية وهذا العلاج يساعد على إعادة هيكلة طريقة التفكير المتشائمة هذه. الجزء الأصعب هو اصطحاب المريض لرؤية عالم نفسي أو طبيب نفسي لأنه يعتقد أنه مصاب بمرض جسدي لا علاقة له بالحالة النفسية. ويتقبل المريض هذه الفكرة فقط عندما يحيله الطبيب إلى طبيب نفسي.من أين يأتي هذا الخوف والقلق من المرض؟ إرجاع السبب إلى علم النفس أو الطب النفسي قد لا يكون الجواب الوحيد لذلك. هل مجتمعنا مسؤول إلى حد ما؟ هناك الكثير من الأمراض الجديدة والعوارض التي ظهرت في السنوات الأخيرة.شركات صناعة الأدوية والمعنيون بالمهنة الطبية يستفيدون من جعلنا نعتقد أننا مريضون. بعض تلك الأمراض تربك العقل فعلًا. هل تعلمين أن هناك مرض يدعى السكتة الدماغية الهاتفية تحصل عندما يتوقف تدفق الدم بين الأذن والكتف لدى حمل الهاتف؟الوصول السهل إلى المعلومات والبحث عن العوارض على الانترنت لم يساعد بشيء. بالنسبة للمصاب بالوسواس المرضي فالانترنت هو بحر من المعلومات المغذية للاضطراب العصبي. وبينما كنت أتفقد بريدي الالكتروني للمرة العاشرة اليوم وتابعت تصفح الانترنت ظهر أمامي مرض جديد، متلازمة التعب من المعلومات أي الارتباك الذي تسببه كمية هائلة من المعلومات. هل يبدو ذلك مألوفًا؟!! أظن أنه من الأفضل القول إنه حان الوقت  لإطفاء الحاسوب.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان