اكتشفي تأثير الألوان على حالتك النفسية!!

نصائح نفسية من الدكتورة ثمينة شاهيم لقراء جوهرة. أرسلوا استفساراتكم إلى:advice@jawhara.meطوال النهار وكل يوم نحن محاطون بتنوع من الألوان لا نهاية له. الأحمر، الأزرق، الأخضر والأصفر تملأ عالمنا ليس فقط كأضواء بموجات مختلفة تطلق طاقة كهرمغناطسية بل أيضًا كإشارات غير لفظية تؤثر في رفاهنا الجسدي والنفسي.تعمل الألوان كشرارات غير مقصودة تؤثر على تفكيرنا وشعورنا وتفاعلنا مع العالم حولنا. العنصر المذهل أنه بإمكاننا رؤية حوالى 000 000 7 لون، مزيج بعض الألوان قد يسبب تضارب الأحاسيس بينما مزيج ألوان أخرى يخلق جوًا من التناغم والتوازن.هناك الكثير من العبارات التي تصور علاقتنا بالألوان، مثلًا أبيض مثل الثلج، أسود مثل الليل، أحمر مثل الدم وغيرها. لا شك أن مشاعرنا وتصوراتنا ترتبط باللون بطرق بدأنا نفهمها.  ولكن لإضافة منحى آخر لهذه المناقشة، الألوان في الثقافات الأخرى لديها معان جد مختلفة. لذا الأسود ليس دليل حداد في كل الثقافات، والأزرق لا يدل دائمًا على الحزن والأحمر يمكن أن يعني الجيد والشرير حسب المنطقة المعنية. “في آسيا البرتقالي لون إيجابي، مستنير روحيًا ومؤكد للحياة، بينما في الولايات المتحدة الأمريكية فإنه لون مخاطر الطريق والتأخر في الزحمة ومطاعم الوجبات السريعة”. (Bortoli & Maroto 2001)في العقود المنصرمة افتتن الباحثون بكيفية تأثير الألوان دون وعي على مزاجنا، طريقة تفكيرنا وانجذابنا أو نفورنا من لون معين. الاكتشاف العلمي لعلم نفس الألوان يتجاوز مجرد افتراض. العديد من المصممين، الرياضيين، المعلنين، أصحاب المطاعم، مؤمني الرعاية الصحية والمعلمين يبنون معرفتهم بكيفية تحسين الألوان للصحة، المزاج، الفعالية، الشهية والأداء.يعتقد العلماء أن اللون يؤثر علينا بسبب الارتباط المكتسب، فنحن نصادف بشكل متكرر ألوان مرتبطة بتجربة، مثلًا إشارات التوقف الحمراء تعني الخطر والسماء الزرقاء تنقل السكينة. ويقول الدكتور إيلينغتون “اللون الأخضر الذي يوقظ الهدوء مرتبط بالطبيعة والأشجار التي بدورها تترك تأثيرًا مريحًا على الكثير من الأشخاص”.إليك لمحة عن أكثر الألوان شعبية ومعانيها المنتشرة المرتبطة بالسلوك والصحة:الأبيض: البراءة، النقاوة، البساطة، النظافة. العاملون في الطبابة يرتدون الأبيض للدلالة على التعقيم.الأحمر: الاثارة، الخطر، التحذير، الطاقة، الرومانسية، السيطرة. يحسن الأداء في مهام دقيقة التفاصيل والقدرة الرياضية.الأزرق: السلام، التمرس، البرودة، الوفاء. مرتبط بالبحر والسماء. يزيد المهارة في النشاطات الابداعية.الأخضر: الاسترخاء، الراحة، الأمل، الطبيعة، التعب. مرتبط بالطبيعة، العشب والأشجار، يحفز حس الهدوء.الأصفر: بهجة، سعادة، حيوية، قوة. يذكر بالزهور، الشمس والصيف، ويحفز التفاؤل.يقول فرانك ماهنكي وهو مصمم محيطي في جنيف وسان دييغو وواحد من أهم مستشاري الألوان في العالم:”يستخف عامة الشعب بتأثير اللون على الحالات العاطفية في المنزل، المدرسة، العمل ومراكز الرعاية الصحية. حتى العديد من المهندسين والمصممين الداخليين لم يتدربوا على التأثيرات النفسية والجسدية للألوان…” مما قد يؤدي إلى اختيار لون لمحيط شخص ما قد لا يتناسب مع مزاجه أو ميوله الشاملة. الاختيار الصحيح للألوان قد يخلق ملاذا للراحة أو محيطًا يزيد الفعالية ويحفز الذهن ويرفع معدل الطاقة.الجراح الأميركي إدوين بابيت يعدد الألوان الشافية للعديد من الأمراض في كتابه Principles of Light and Color. لقد ذكر أن الألوان الدافئة مثل الأحمر، البرتقالي والأصفر محفزة وترفع ضغط الدم وتقوي وتنقي. وأما الألوان الكهربائية أو الباردة مثل الأزرق، النيلي والبنفسجي تهدىء، تسكن، تخفف الالتهاب وتخفض ضغط الدم.على الصعيد الجسدي فإن الضوء/اللون يصل إلى المهاد وهو مركز التحكم بالنظام العصبي اللاإرادي في الجسم. هذا ينظم عمل الغدة النخامية وهي الغدة الرئيسية في نظام الغدد الصماء. كل لون يتمتع بطول موجي مختلف وهذا يؤدي إلى ردات فعل محددة في النظام العصبي.اللون مثل علاج الضوء مستخدم في كل المستشفيات حول العالم. مثلًا يوضع المواليد الجدد مع اليرقان في ضوء أزرق وتعالج الاضطرابات العاطفية الموسمية بطيف ضوء كامل.في المرة التالية التي تكونين فيها داخل غرفة حاولي التفكير بألوان مختلفة كل لون بمفرده. اكتشفي كيف تشعرين، الأفكار والذكريات المستحضرة، كيف يشعرك ذلك اللون وماذا يعني لك.طبعًا لا أحد يدعي أن الألوان تشفي أمراض خطيرة ولكننا توصلنا إلى أن اللون ليس فقط جميلًا بل إنه ظاهرة تغير المزاج وتعدل ضغط الدم. ويقول الطبيب نورم شيلي مؤسس الجمعية الأمريكية الطبية الكلية “إن أفضل استخدام للضوء هو للاسترخاء”. وبما أن 75% أو أكثر من الأمراض تأتي نتيجة التوتر فالاسترخاء قد يقي منها”. والأهم أن الوعي على عمل الألوان يعلم الأشخاص كيفية استخدام جانب من الحواس كثيرًا ما يغفلون عنه لتعزيز السعادة والرفاه.