لماذا تشعر بالفراغ وعدم الراحة بعد تحقيق هدفًا كبيرًا؟

مصراوي-

من الناحية النفسية، يمكن أن يمنحنا الهدف إحساسًا قويًا بالاتجاه الذي سوف نسلكه، وذلك يلبي رغبة الإنسان الطبيعية في أداء شيء ما، كما يمكننا أن نشعر بالرضا عندما نتقدم ونحقق بعض الإنجازات.

ولكن الأهم من ذلك، أن الأهداف يمكن أن تؤثر على إحساسنا العام بالتواصل والرغبة في تحقيق التقدم، كما تساعدنا على استخدام سمات إيجابية، مثل الذكاء والمثابرة والفضول والاستقلال لكي نتمكن من العمل بنشاط وفعالية. وفقاً لموقع "arrajol".

كل ذلك يساعدنا على الشعور الجيد بأن لنا قيمة شخصية ومكان ودور هام وسط المجموعة.

وبعد تمكنك من تحقيق أهدافك التي وضعتها، وعملت جاهداً لمدة طويلة لتحقيقه وأصبح فجأة ورائك ومن الماضي، كل الأحاسيس الإيجابية التي ذكرناها تختفي، تجد أنك لم يعد بإمكانك تعريف نفسك كما فعلت من قبل، لديك فجأة وقت لا تعرف كيفية استغلاله، لم يعد بإمكانك حتى النظر بشكل دوري في المرآة والتفاخر أمامها وغيرها من الأسئلة التي لا تجد لها إجابات.

ويعود ذلك إلى أن المخ يطلق هرمون يدعى "الدوبامين"، وهو هرمون مرتبط بكل من الدافع والسعادة تحسبًا للمكافأة في النهاية، لذلك عندما تُخطط وتعرف أنك ستكافئ بالنجاح فإنك في وضع بيولوجي يُشعرك بالراحة، كل إنجاز تحققه يمنحك المزيد من هرمون "الدوبامين"، مما يجعلك ترغب في الاستمرار في العمل، ولكن عندما تصل إلى هدفك، فإن إفراز ذلك هرمون يقل، ما يؤثر على إحساسك بالراحة.

وفي بعض الحالات تؤدي سهولة الأهداف إلى إصابة الشخص بما يعرف بـ "مغالطة الوصول" إذ يشعر الإنسان بأنه بالفعل قد حقق هدفه ما يؤدي إلى انخفاض معدلات إفراز "الدوبامين".