تعافى في 20 دقيقة.. رجل يستعيد المشي والتحدث والأكل بعد فقدانهم 8 سنوات
كتب – سيد متولي
استعاد رجل هولندي يدعى ريتشارد، وعيه الكامل بعد 20 دقيقة فقط من تناول علاج الأرق "عقار الزولبيديم"، بعدما عانى من إصابة دماغه جعلته غير قادر على المشي أو التحدث أو الأكل لمدة ثماني سنوات.
تم تشخيص الرجل البالغ من العمر 39 عامًا من أمستردام، بأنه مصاب بخرس حركي في عمر الـ29، وقد عانى من اضطراب عقلي نادر بعد الاختناق بقطعة من اللحم، ما أدى إلى حرمان دماغه من الأكسجين وسلبه قدرته على أداء المهام الأساسية في الحياة.
كان ريتشارد قادرًا فقط على الرد على الأسئلة من خلال الإيماءات بعينيه، لكنه لم يستطع أن يتحرك من تلقاء نفسه وكان لا بد من إطعامه من خلال أنبوب.
وقال الأطباء إنهم قرروا إعطائه عقار الزولبيديم، كأمل أخير، بعد تقارير أن حبوب النوم هذه تعالج مؤقتًا مرضى الشلل في الدراسات حول العالم.
وفي غضون 20 دقيقة، تمكن ريتشارد من المشي بمساعدة القائمين برعايته والاتصال بوالده، الذي لم يسمع صوت ابنه منذ ما يقرب من عقد من الزمان.
وكتب مسعفون في المجلة، أن إعطاء ريتشارد الدواء مرة واحدة في اليوم يمكن أن يبقيه في حالة استعداد للتعافي لمدة ساعتين، لكن الدواء سيبدأ في فقدان تأثيره إذا تم تناوله لمدة خمسة أيام.
لا يشل الخرس الحركي الناس جسديًا، لكنه يبطئ وظائفهم العقلية لدرجة أن الدماغ يكافح لإرسال إشارات إلى الجسم للتحرك أو التحدث أو الأكل، يعتقد الباحثون أن "عقار الأرق" يساعد في إعادة فتح هذه المسارات والعلاج منها.
وكانت ويليميجن فان إيرب، تحضر للدكتوراه في جامعة رادبود، تتدرب لتصبح طبيبة في رعاية المسنين عندما التقت بريتشارد في دار رعاية متخصصة.
وقالت إن عائلة ريتشارد وافقت على علاجه بعقار الأرق "أمبيان"، لأن وضعه بدا ميؤوسًا منه وليس للأدوية الأخرى أي تأثير.
في غضون 20 دقيقة، سأل ريتشارد ممرضته عن كيفية تشغيل كرسيه المتحرك، وساعده مقدمو الرعاية، كما طلب وجبات أكل سريعة واتصل بوالده.
واستمرت آثار الدواء قرابة ساعتين قبل أن يفقد وعيه مرة أخرى، وكان على فريقه الطبي أن يصبح انتقائيًا بشأن علاج ريتشارد لأن جسده يبدأ في تحمل الدواء بعد خمسة أيام.
وقال الفريق المعالج: "في المتوسط، سيتطلب الأمر أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع خالية من الأدوية لملاحظة آثار جرعة واحدة من عقار الزولبيديم مرة أخرى".
تظهر عمليات المسح، بعد حادثه في عام 2012، أن أجزاء من دماغ ريتشارد تبدو وكأنها مغلقة بسبب الحمل الزائد، كلما حاول أداء مهمة أساسية.
وقال هيس أرنتس، الباحث من المركز الطبي بجامعة أمستردام والذي كان يعتني بريتشارد: "يمكنك مقارنة الدماغ كما كان ، بأوركسترا وترية كبيرة، مع ريتشارد ، عزفت آلات الكمان الأولى بصوت عالٍ لدرجة أنها أغرقت الأعضاء الآخرين في أوركسترا الوتر ولم يعد بإمكان الناس سماع بعضهم البعض".
ويضمن عقار "زولبيديم"، أن تعزف آلات الكمان الأولى هذه المزيد من "البيانيسيمو" ، ما يعني القدرة على أداء المهام الأساسية للجسم في الوقت المناسبن حيث يمكن أن يؤدي استخدام هذا الدواء إلى كبت هذا النشاط المفرط غير المرغوب فيه للدماغ، مما يخلق مساحة للكلام والحركة.
وأشارت الدراسات السابقة إلى أن واحدًا من بين كل 20 مريضًا مصابًا باضطرابات في الوعي مع تناول "أمبيان" تتحسن حالتهم، على الأقل مؤقتًا، حيث يسعى الباحثون الهولنديون لإيجاد حل طويل الأمد، بعدما لوحظ الخرس الحركي في الأشخاص الذين عانوا من صدمات في الدماغ، وكذلك في مرضى السكتة الدماغية والسرطان والأورام، ويُصنف على أنه اضطراب في الوعي، وهو مصطلح يشمل أيضًا الأشخاص الذين يعانون من الغيبوبة.
المرضى الذين يعانون من هذه الحالة النادرة لا يستجيبون للأوامر أو الأسئلة ولكن يبدو أنهم مستيقظين ويتواصلون بشكل طبيعي من خلال حركة العين، كما أن خيارات العلاج محدودة، في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي إزالة ورم أو كيس من الدماغ إلى تخفيف الأعراض على الفور تقريبًا، ويقول المرضى الذين يتعافون عندما حاولوا القيام بحركة أو إيماءة، بدا الأمر كما لو أن أجسادهم تشكل مقاومة تجعل من الصعب القيام بها.
فيديو قد يعجبك: