كيف أنهى "كوفيد طويل الأمد" حياة مهندس بعد مغادرته العناية المركزة بأشهر؟
كتب – سيد متولي
توفي مريض بفيروس كورونا، كان قد خرج من العناية المركزة قبل أشهر فقط بعد أن نجا من معركة مع كوفيد-19 استمرت 60 يومًا مع المرض.
كان مهندس الفضاء رويل ريبايا Roehl Ribaya ،47 عامًا، آخر مريض بكورونا يغادر وحدة العناية المركزة في مستشفى بلاكبول فيكتوريا بانجلترا في يوليو، بعد أن أمضى ما يقرب من شهرين على جهاز التنفس الصناعي، وفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية.
وبعد ذلك تم نقل المريض إلى جناح عام لإعادة التأهيل بعد التخلص من العدوى وخرج في النهاية من المستشفى في 14 أغسطس.
لكنه عانى من سكتة قلبية في منزله في ليثام، لانكشاير، في 13 أكتوبر وتوفي في المستشفى بعد يومين، حيث قالت أرملته، الممرضة ستيلا ريشيو ريبايا، إنه "لم يشف قط" من الآثار طويلة المدى للفيروس "كوفيد طويل الأمد".
تعتقد الأسرة أن وفاة ريبايا كانت مرتبطة بـ "كوفيد طويل الأمد"، وهي سلسلة من المضاعفات التي تبقى موجودة بعد التعافي من المرض الأصلي.
ولكن لم يتم إجراء تشريح الجثة، ولا تعرف الأسرة ما إذا كان سيتم إجراء تحقيق في وفاة المهندس البريطاني.
وأظهرت عدة دراسات أن التهاب الأعضاء الحيوية بما في ذلك القلب والكبد والكلى والدماغ يمكن أن ينتج عن نوبة المرض، كما يمكن أن يُترك الناجون يعانون من ضيق في التنفس وإرهاق وضعف بسبب كورونا.
وتقول مؤسسة القلب البريطانية، إن عضلة القلب الملتهبة يمكن أن تكون سببًا لسكتة قلبية- عندما يصبح النشاط الكهربائي للعضو فوضويًا لدرجة أنه يتوقف عن الضخ.
وكانت قد أعلنت هيئة الخدمات الصحية البريطانية الشهر الماضي أنها ستتعرف رسميًا على كوفيد طويل الأمد وستضع إرشادات للأطباء حول كيفية علاج الحالة المنهكة، لكن الأطباء كافحوا لمساعدة الأشخاص المصابين بهذا المرض المتنوع لدرجة أنه كان من الصعب دراسته وتشخيصه، حيث يُعتقد أن ما يصل إلى 60 ألف شخص في المملكة المتحدة يعانون من الآثار طويلة الأمد للمرض.
ولا توجد بيانات موثوقة حتى الآن حول عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم نتيجة "كوفيد طويل الأمد''، لكن الضرر الكبير الذي يمكن أن يسببه الفيروس للقلب والرئتين يشير إلى احتمال حدوثه.
وتقول زوجة المتوفى: "زوجي لم يكن هو نفسه قط، كان يعاني كثيرا من المضاعفات كان لا يستطيع التنفس طوال الوقت".
في حين يقول الصديق المقرب للمتوفى مارك ديلاباجان: "إن الأسرة محطمة، سبب وفاة ريبايا كان السكتة القلبية والسبب الثانوي هو التليف الرئوي بعد التعافي من كوفيد-19، بسبب المضاعفات".
ووصل ريبايا إلى مستشفى بلاكبول في 29 مايو وقضى 48 يومًا في العناية المركزة باستخدام جهاز التنفس الصناعي، وفي يوليو، عندما خرج من العناية المركزة ، قال كبير المستشارين الدكتور جيسون كوبيت إن ذلك يشير إلى أنه نجا من الموجة الأولى من هذا الفيروس القاتل، إنه لأمر مدهش أن أكون قادرًا على بوداع آخر مريض يتعافى من كوفيد لدينا"، لكن العاملين في المستشفى أصيبوا بالصدمة بعد وفاة الرجل رغم تعافيه من كورونا.
يأتي ذلك بعد أن وجدت دراسة، أن ما يقرب من ثلثي مرضى فيروس كورونا، لا يزالون يعانون من تلف في الأعضاء بعد أشهر من خروجهم من المستشفى، كما وجد خبراء جامعة أكسفورد، أن 60 في المائة من المرضى يعانون من ندبات أو التهاب في رئتيهم بعد ثلاثة أشهر من التغلب على الفيروس، وأظهرت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أن 30 في المائة أصيبوا بأضرار دائمة في الكلى و26 في المائة لقلبهم و 10 في المائة في الكبد، كما أظهر الناجون من كوفيد علامات تغيرات في الأنسجة في أجزاء من دماغهم، وكان أداؤهم أقل في الاختبارات المعرفية والجسدية، وعانى ثلثاهم من ضيق تنفس مستمر و55 في المائة ظهرت عليهم علامات التعب العقلي والجسدي.
فيديو قد يعجبك: