بدون أعراض.. سيدة عانت من كورونا أكثر من 3 أشهر وظلت تنقله للآخرين 70 يوما
كتب – سيد متولي
يبدو أن غالبية الأشخاص المصابين بفيروس SARS-CoV-2 ، يتخلصون من الفيروس المعدي بعد 8 أيام تقريبًا، ولكن هناك اختلافات كبيرة من شخص لآخر، لذلك من المهم فهم المدة التي يمكن أن يظل فيها الأشخاص ناقلين للمرض "معديين"، لأن ذلك يوفر تفاصيل جديدة حول مرض وفيروس لا يزالان غير مفهومين جيدًا.
ووفقا لموقع " medicalxpress"، أفاد باحثون في مجلة Cell ، عن حالة غير عادية لامرأة مصابة بسرطان الدم عانت من فيروس كورونا لمدة 105 يومًا على الأقل، وناقلة للمرض "معدية" لمدة 70 يومًا على الأقل، والغريب في الأمر أنها كانت بدون أعراض طوال الوقت.
ويقول فينسينت مونستر، عالم الفيروسات في المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية بالولايات المتحدة، والذي أشرف على دراسة الحالة: "في الوقت الذي بدأنا فيه هذه الدراسة، لم نكن نعرف الكثير عن مدة التخلص من الفيروس، مع استمرار انتشاره، سيصاب المزيد من الأشخاص الذين يعانون من مجموعة من الاضطرابات المثبطة للمناعة، ومن المهم أن نفهم كيف يتصرف SARS-CoV-2 في أجسام البشر".
وبدأ مونستر، الخبير في الأمراض المعدية الحديثة، في نشر بحث عن السارس- CoV-2 في يناير، تم الاتصال به في أبريل من قبل أخصائي الأمراض المعدية فرانسيس ريدو، وهو مؤلف مشارك في الدراسة، حول مريضة في منطقة كيركلاند واشنطن بالولايات المتحدة، أصيبت بكورونا في وقت مبكر جدًا من جائحة كوفيد-19، وخضعت للعديد من اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل الإيجابية للفيروس على مدى أسابيع ، وأراد أن يعرف ما إذا كانت لا تزال تتخلص من الفيروس.
وكانت المريضة، وهي امرأة تبلغ من العمر 71 عامًا، تعاني من نقص المناعة بسبب سرطان الدم الليمفاوي المزمن ونقص سكر الدم المكتسب، ولم تظهر عليها أبدًا أي أعراض لـ كوفيد-19، وتم تأكيد إصابتها بالفيروس عندما تم فحصها بعد دخولها المستشفى بسبب فقر الدم الحاد وأدرك أطبائها أنها كانت مقيمة في منشأة إعادة تأهيل تعاني من تفشي كبير للفيروس.
بدأ مختبر مونستر في مختبرات روكي ماونتن التابعة لـ NIAID في هاميلتون، بدراسة العينات التي تم جمعها بانتظام من الجهاز التنفسي العلوي للمريضة، ووجدوا أن الفيروس المعدي استمر في جسدها لمدة 70 يومًا على الأقل بعد أول اختبار إيجابي، ولم تتخلص المرأة تمامًا من الفيروس إلا بعد 105 يوما، حيث يعقب مونستر: "كان هذا شيئًا متوقعا، لكنه لم يحدث أبدًا من قبل".
يعتقد الباحثون أن المريضة ظلت معدية لفترة طويلة لأن جهازها المناعي الضعيف لم يسمح لها أبدًا برد فعل مناعي، كما أظهرت فحوصات الدم أن جسدها لم يكن قادرًا على إنتاج الأجسام المضادة، في مرحلة ما عولجت ببلازما النقاهة، لكن مونستر لا يعتقد أن العلاج كان له تأثير بسبب انخفاض تركيز الأجسام المضادة في جسدها، وعلى الرغم من عدم قدرتها على الاستجابة للأجسام المضادة، إلا أنها لم تستمر في تطوير أعراض كورونا.
وأجرى الفريق تسلسلًا عميقًا لجميع عينات الفيروس التي تم الحصول عليها من المريضة لمعرفة كيف يمكن للفيروس أن يتغير على مدار فترة عدوى المريضة، حيث أظهرت العينات التي تم جمعها في أوقات مختلفة متغيرات جينية سائدة مختلفة، ومع ذلك، لا يعتقد الباحثون أن هذه الطفرات لعبت دورًا في مدة استمرار الفيروس، كما اختبروا ما إذا كانت الطفرات تؤثر على قدرة أو سرعة الفيروس على التكاثر ولم يجدوا أي اختلافات.
ويقول مونستر إنه على حد علمه، هذه هي الحالة الأطول لأي شخص مصاب بفيروس SARS-CoV-2 بدون ظهور أعراض واضحة، مشيرا: "لقد رأينا حالات مماثلة للإصابة بالإنفلونزا ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، التي يسببها أيضًا فيروس كورونا".ش
فيديو قد يعجبك: