11 سلالة مختلفة لفيروس كورونا.. منها 3 في مصر
كتب- سيد متولي
مع بداية التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد بلقاح فايزر في بريطانيا، يواصل كوفيد-19 رعب العالم، فبغض النظر عن الوفيات التي يخلفها كل يوم وأعداد المصابين التي لا تعد ولا تحصى مع محاولة تطوير اللقاحات، إلا أن المصيبة الأكبر تتمثل في أن كوفيد-19 يطور من نفسه.
وعلى مدار ما يقرب من نحو عام على ظهور الفيروس، تم اكتشاف أكثر من سلالة لفيروس كورونا المستجد، ما قد يصعب مهمة العلماء في كشف خبايا كوفيد-19 القاتل. ويستعرض "مصراوي" كل ما تريد معرفته عن سلالات فيروس كورونا التي تم اكتشافها.
سلالتان في أمريكا
بحسب الصحيفة الأمريكية "يو إس إيه توداي"، فإن سلالة فيروس كورونا في الإصابات التي تم التأكد منها على الساحل الغربي الأمريكي مرتبطة ترتبط بسلالة تم تحديدها لأول مرة في ولاية واشنطن.
أما بالنسبة للسلالات التي تم رصدها في الساحل الشرقي الأمريكي، تقول الصحيفة إنها شبيهة بسلالة الفيروس التي جاءت من الصين ثم انتقلت إلى أوروبا وبعدها إلى نيويورك وولايات أخرى.
سلالة في الهند
ظهرت سلالة جديدة من الفيروس المستجد في الهند، اكتشفتها دراسة مشتركة أجراها علماء من تايوان وأستراليا، حيث أكدت أنها تطورت بسبب حدوث طفرة ما، بحسب ما نقلت شبكة سكاي نيوز عن صحيفة "ساوث تشاينا مورينج بوست" الصينية الناطقة بالإنجليزية في هونج كونج.
وكشفت الدراسة عن تغير في الآليات التي يتبعها الفيروس لربط نفسه بالخلايا البشرية، وحدث التغيير تحديدا في ارتفاع كم البروتين الذي يتيح لكورونا الارتباط بالخلايا، ولا سيما في الرئتين.
وقيل إن العينة تعود لطالب هندي كان يدرس في ووهان، لكن سلالة الفيروس الموجودة لديه لا تبدو شبيهة بتلك التي وجدت في المدينة الصينية.
ويستهدف هذا التحور خلايا تفرز إنزيمات معينة في الرئتين، بما يمثل ثغرة فتحت الباب سابقا أمام إصابة البشر بفيروس سارس، حيث باتوا يعانون بعدها من الالتهاب الرئوي الحاد.
السلالة الأخطر في ماليزيا
أعلنت ماليزيا عن سلالة حديثة من الفيروس التاجي دخلت البلاد، أكثر عدوى بعشر مرات، منذ أقل من شهر، ووفقا لشبكة بلومبيرج، عثر على تلك الطفرة الجديدة، التي تسمى D614G، بين 3 حالات على الأقل من 45 شخصاً، انتقلت إليهم العدوى عبر صاحب مطعم عائد من الهند، خرق الحجر الصحي المنزلي المحدد بـ 14 يوماً.
أدت الطفرة إلى زيادة عدد سلالات فيروس كورونا الذي بدوره يزيد بشكل كبير من قدرته على إصابة الخلايا البشرية، ويقول الباحثون إنه لا يزال غير معروف ما إذا كانت هذه الطفرة الصغيرة تؤثر على شدة أعراض المصابين أو تزيد من معدل الوفيات، وفقًا لـ"رويترز".
هذه السلالة انتشرت بشكل واسع في أوروبا والولايات المتحدة، إلا أن منظمة الصحة العالمية أفادت سابقا بأنه لا يوجد دليل على أنها تؤدي إلى عوارض مرضية أكثر خطورة، وفقا لـ"العربية"، ما يعني أن اللقاح ضد كورونا سيكون فعالا حال ثبت أمانه.
في حين أكد مدير عام وزارة الصحة الماليزية الدكتور نور هشام عبد الله، أن تلك السلالة الجديدة قد تعني أن الدراسات الحالية حول اللقاحات ربما تكون غير مكتملة أو غير فعالة لمواجهة تلك الطفرة المستجدة.
وكتب نور هشام في منشور على فيسبوك: "على الناس توخي الحذر واتخاذ المزيد من الاحتياطات لأن هذه السلالة تم اكتشافها الآن في ماليزيا أكثر عدوى بـ10 مرات، هناك حاجة ماسة للتعاون حتى نتمكن معًا من كسر سلسلة العدوى".
سلالة في إندونيسيا
اكتشف العلماء سلالة فيروسات تاجية متحولة، يقال إنها معدية أكثر بعشر مرات في إندونيسيا مع زيادة الحالات في البلاد. وقالت هيراواتي سودويو، نائب رئيس معهد "أيكمان" للبيولوجيا الجزيئية بالعاصمة الإندونيسية، إن طفرة D614G للفيروس، التي وُصفت بأنها أكثر عدوى ولكنها أقل فتكا، تم العثور عليها في بيانات تسلسل الجينوم من العينات التي تم جمعها من قبل المعهد، مضيفة أنه يلزم إجراء مزيد من الدراسة لتحديد ما إذا كان ذلك وراء الارتفاع الأخير في عدد الحالات.
هذه السلالة D614G، قالت منظمة الصحة العالمية عنها، إنها تم اكتشافها في فبراير وانتشرت في أوروبا والأمريكتين، وفي سنغافورة وماليزيا أيضا.
كما حذر سياهريزال سياريف، عالم الأوبئة بجامعة إندونيسيا، من أن الجميع في البلاد يجب أن يكون يقظ، حيث أن هذه السلالة قد تتسبب في ارتفاع عدد الحالات إلى 500 ألف بحلول نهاية العام.
وتعليقا على ذلك، الدكتورة جيهان العسال، نائب رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، قالت إنه تم اكتشاف سلالتين من الفيروس في مصر حاليا، أظهرتها العينات التي تم دراستها من المرضى بالعزل بعد فحصها، لذلك يتم تحليلها لمعرفة كافة التفاصيل بشأنها، مشيرة إلى أنه تم اكتشاف 3 سلالات رئيسية للفيروس بالعالم وكل منهم تحتوي على سلالات أخرى فرعية.
اثنان في مصر
وفقا للدكتور أمجد الحداد، مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، فإن هناك سلالتين في مصر من فيروس كورونا ولكنهما أقل خطورة من باقي دول العالم.
كما كشفت الدكتورة جيهان العسال، نائب رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس "كورونا" بوزارة الصحة، عن وجود سلالتين من الفيروس في مصر، تم تحديدهما عن طريق الاختبارات التي تُجرى للمرضى للتأكد من إصابتهم بالعدوى.
وأوضحت خلال حوار لها مع "مصراوي"، أنه يختلف مصابو السلالة الأولى عن مصابي السلالة الثانية في طريقة ظهور الأعراض والمضاعفات وشدة الفيروس ومدى تأثيره على الإنسان، لافتة إلى أنه لا يستطيع أحد تحديد الإصابة بأي من السلالتين سوى بأخذ العينة من المريض وتحليلها ومعرفة مصدرها وكافة تفاصيلها، ومشاهدة النتائج على المريض، وهناك حالات بين خفيفة إلى شديدة حسب نوع الفيروس.
سلالة أخطر في مصر
بينما قال الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس للشؤون الصحية، إن هناك "سلالة جديدة شرسة ولها خصائص لم تكن موجودة في أي سلالات سابقة، ومن ضمنها قدرتها على العدوى السريعة".
وأوضح تاج الدين خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي محمد الباز، في برنامج "آخر النهار" المذاع على قناة النهار، أن الشخص المصاب قد ينقل العدوى لـ 3 أو 4 فأكثر بسبب السلالة الجديدة، أما في السلالات السابقة فكان ينقل العدوى لـ شخص واحد.
سلالة أوروبية
أثبت العلماء ظهور سلالة جديدة لفيروس كورونا بالدول الأوروبية في الأشهر الأخيرة الماضية.
وليست هناك إلى حد الآن معلومات دقيقة عن مدى خطورة تلك السلالة، لكن دراستها تعد أمرا هاما لإدراك التحورات وسبل انتشار العدوى، جاء ذلك في مقال نشره الخبراء السويسريون والإسبان في صحيفة مكتبة medRxiv العلمية.
وقام كاتبو المقال بدراسة السلاسل الوراثية لجينوم الفيروس الذي أصاب الأوروبيين، وتوصلوا إلى استنتاج يفيد بأن 80% من الأوروبيين مصابون بسلالة غير عادية وأطلقوا عليها تسمية 20A.EU1. وفقا لروسيا اليوم.، وظهرت تلك السلالة، حسب العلماء، الصيف الجاري في إسبانيا، وانتشرت في الوقت الراهن في 12 دولة أوروبية وكذلك في هونج كونج ونيوزلندا.
سلالة جديدة تصيب حيوان "المنك"
واكشفت الحكومة الدنماركية سلالة جديدة من كورونا تصيب حيوان "المنك" وتنتقل إلى الإنسان. وقررت الحكومة الدنماركية إعدام 17 مليونا من حيوانات المنك بعد رصد سلالة جديدة من فيروس كورونا يمكنها الانتقال إلى البشر، حيث أصيب العشرات ممن كانوا على اتصال مباشر مع الحيوانات المصابة، وهو ما دفع الحكومة إلى إغلاق مناطق عدة في إقليم "جوتلاند الشمالي" وفرض حظر تجول على 280 ألف مواطن دانماركي لمنع انتشار الفيروس، وفقا لبي بي سي.
سلالة جديدة في الصين
قالت صحيفة الجارديان البريطانية ناقلة عن خبيرة طبية، إن فيروس كورونا المستجد، ربما لن يكون آخر الكوارث الصحية في العالم، وربما تكون أحد أنواعه في الطريق إلى العالم لتحدث جائحة أخرى لم تنتهي سابقتها بعد.
وذكرت عالمة الفيروسات، شي تشنجل، والقاطنة والعاملة في المكان الذي ظهر فيه الوباء لأول مرة من ووهان في الصين، إن هناك خطرًا من انتشار أنواع جديدة من فيروس كورونا.
وأضافت تشنجل: "يظهر ذلك من معرفتنا بأن الخفافيش التي تعيش في المناطق الحدودية في جنوب الصين، تحمل أنواعا أخرى من فيروس كورونا، التي يمكن أن تنتقل إلى البشر".
فيديو قد يعجبك: