متى يؤدي الصرع قد يؤدي إلى الوفاة المفاجئة؟
تشكل المخاوف المحيطة بمرض الصرع عائقا كبيرا أمام اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهته، وذلك على الرغم من أنه يعد من أقدم الحالات الصحية المكتشفة والمعروفة.
الدكتور عماد نجم رئيس مركز كليفلاند كلينك لمرض الصرع التابع لمعهد طب الأعصاب بمستشفى كليفلاند كلينك في الولايات المتحدة الأمريكية، يقول إن السيطرة الكاملة على النوبات، التي يسببها المرض، يمكن أن تكون الفيصل بين الحياة والموت.
وأوضح الدكتور نجم أن مرض الصرع يصيب واحدا بالمئة من الأشخاص على مستوى العالم، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن هذه النسبة يمكن أن ترتفع في بعض الدول دون غيرها في العالم، إلا أن المعدل العالمي للإصابة يبقى محصورا بين واحد واثنين بالمئة في المجمل.
مرض عصبي مزمن
ويعتبر مرض الصرع من الأمراض العصبية المزمنة، ويسبب للشخص المصاب به نوبات دورية تتراوح بين النوبات المتوسطة والشديدة، كما يصاحبه عدة أعراض أخرى مثل نوبات التحديق ورمش العيون بشكل سريع وتصلب العضلات أو استرخائها بشكل مفرط.
كما تظهر على مريض الصرع أعراض أخرى مثل اهتزاز الذراعين والقدمين أو الرأس دون إمكانية السيطرة عليها، فضلا عن حالات فقدان التوازن والسقوط أو الإغماء وفقدان الوعي.
وفاة مفاجئة
وشدد الدكتور نجم على أن التشخيص يُعد أهم مراحل علاج هذا المرض، مشيرا إلى أن إهمال النوبات وعدم علاجها قد يؤدي إلى تدهور حالة المريض بشكل كبير، والأهم من ذلك أن إهمال علاج مرض الصرع قد يسبب نتائج كارثية تصل لحد الوفاة المفاجئة.
وأضاف الدكتور نجم قائلا: "تصيب حالات الوفاة المفاجئة “SUDEP” واحدا من كل ألف مريض مصاب بالصرع سنويا، ويمكن تجنب هذه النتائج القاسية فقط من خلال تلقي العلاج الملائم على أيدي الأطباء المختصين للوصول إلى التحكم الكامل بالنوبات العصبية، التي يسببها مرض الصرع.
وعادة ما يتم تشخيص المريض بمرض الصرع بعد إصابته بنوبتين على الأقل، وعندها يمكن للأطباء المباشرة بالعلاج عبر ثلاثة خيارات علاجية متاحة للسيطرة على المرض.
وأشار الدكتور نجم إلى وجود العديد من الخيارات العلاجية، التي تمكن الأطباء من مساعدة المرضى في السيطرة على مرض الصرع، أولها وأكثرها أهمية هو التشخيص الصحيح، الذي يساعد في اختيار الأدوية المناسبة. وأضاف: "يتوفر حاليًا الكثير من الأدوية الفعالة، التي يمكن أن نستخدمها في علاج مرضى الصرع."
تدخل جراحي
وفي الحالات، التي لا تنجح فيها الأدوية بالسيطرة الكاملة على نوبات الصرع، أوضح الدكتور نجم أنهم عادة ما يتجهون إلى التدخل الجراحي، الذي يتطلب بداية تحديد مكان مرض الصرع في الدماغ ومن ثم الشروع في العملية.
وأرجع الدكتور نجم التردد، الذي يصيب بعض المرضى في اتخاذ القرار بالخضوع للعمل الجراحي، إلى عدم إدراكهم أن هذه المخاطرة المدروسة قد تكون سببا في إنقاذ حياتهم، فضلا عن اعتقادهم الخاطئ بأن هذه العملية الجراحية هي إجراء تم اتباعه حديثا، إلا أنه أكد أن "العمل الجراحي المتبع في علاج مرض الصرع يعتبر من الإجراءات المعتمدة والمتبعة منذ سبعينيات القرن الماضي وأن الفرصة في شفاء المريض وتخلصه من نوبات الصرع تماما تكون أعلى بنسبة 50 بالمئة عند إجراء هذه العملية الجراحية".
واختتم قائلا: "لابد أن هذه التطورات تشكل أخبارا سارّة للمرضى، الذين يعانون من الصرع؛ فاليوم عند خضوعهم للعلاج الصحيح يمكن للغالبية العظمى منهم تجاوز المرض والتخلص من النوبات والعودة إلى ممارسة حياتهم الطبيعية بشكل كامل."
فيديو قد يعجبك: