إعلان

خبيرة صحية تحدد 3 أمور حيوية لمنع انتشار الأوبئة

11:00 م الإثنين 08 يونيو 2020

فيروس كورونا

د ب أ-

بغض النظر عن الموقع الجغرافي، و مستوى دخل الفرد والنظام السياسي، تعتبر الفجوات في أنظمة الدول لمنع حالات انتشار الأمراض المعدية والتحكم فيها متماثلة بشكل لافت للنظر. ومعالجة هذه الفجوات أمر أساسي لمحاربة مرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد- والذى يبدو أنه يمثل تحديا متكررا- كما يوفر فرصة للاستثمار الذى يعزز في الوقت نفسه المساواة والرفاه بصورة أوسع نطاقا.

وتقول الدكتورة ميشال خان الخبيرة الصحية، المتخصصة في مجال الأوبئة إن الحصول على الرعاية الصحية، مجانا وفي وقت الحاجة إليها أثبت أنه يمثل تحديا لقدرة الدول على احتواء حالات تفشي الأمراض المعدية. فعدم التمتع بتغطية صحية شاملة يحول دون حصول بعض الأشخاص – مثل الذين لا يستطيعون دفع مقابل الخدمات، أو لا يحظون بتغطية تأمينية من جانب أرباب العمل، أو المهاجرون غير المسجلين- على خدمات الاختبار والعلاج بسرعة.

و تقول خان في تقرير لها نشره موقع معهد تشاتام هاوس البريطاني، والمعروف رسميا باسم المعهد الملكي للشؤون الدولية: إن هذا يسفر عن انتشار - يمكن تجنبه- للعدوى والوفاة في أوساط هذه الفئات، وفى الدولة على نطاق أوسع. واتضحت مثل هذه المظاهر لعدم المساواة في الرعاية الصحية في دول ذات دخل مرتفع مثل الولايات المتحدة، وفي دول ذات دخل منخفض مثل كينيا .

وبالمثل، فإن عدم المساواة الهيكلية في الظروف المعيشية وظروف العمل، يعني أن أولئك الذين يقضون فترات طويلة في أماكن مزدحمة للغاية، لا يمكن فيها تطبيق التباعد الاجتماعي أو السلوكيات المثلى للنظافة الصحية، أكثر عرضة للخطر. وتعتبر سنغافورة مثالا واضحا على ذلك حيث واجهت استراتيجية فعالة، تبنتها للتحكم في مرض كوفيد-19للعرقلة بسبب ظروف الازدحام والافتقار إلى النظافة في بعض مهاجع العمال المهاجرين.

وهناك فجوة أخرى، وهي الافتقار إلى شبكات الأمان المالية بالنسبة لقطاعات كبيرة من السكان مثل العمال غير الرسميين- مما يعنى عدم حصولهم على دخل من أصحاب العمل أو الدولة إذا عجزوا عن العمل بسبب المرض، أو بسبب تحمل مسئوليات رعاية الأسرة، أو متطلبات التباعد الاجتماعي.

وتؤكد خان أنه لا يمكن التقليل من أهمية تأثير عدم توفر الدخل المأمون على التحكم في مرض كوفيد-19. فملايين الأشخاص هاجروا من المدن في الهند إلى مناطق ريفية، بعد أن أصبحوا بدون مصدر دخل بمجرد إعلان الإغلاق؛ واعتبر هذا سببا في نقل الفيروس إلى المناطق الريفية. ويعتبر ضمان الحصول على دخل في حالة المرض أمرا أساسيا للأشخاص لكي يتوقفوا عن العمل في حالة شعورهم بأعراض المرض أو تعرضهم للفيروس بسبب شخص مريض في الأسرة، وذلك من أجل منع انتشار العدوى في أماكن العمل.

وهناك أيضا قضية تتعلق بعدد المواطنين الذين يثقون بحكوماتهم، وهذا يتأثر بالتواصل الحكومي الفعال أثناء حالات الطوارئ. فالثقة والتواصل أمران مهمان للالتزام بتوجيهات الصحة العامة، مثل التباعد الاجتماعي.

وعلى سبيل المثال، يعتقد أن التزام مواطني المملكة المتحدة بإجراءات التباعد الاجتماعي الجسدي لم يعد قائما عندما اهتزت الثقة برئيس الوزراء والمستشارين. وهناك دول أخرى، من بينها الولايات المتحدة، ونيجيريا وباكستان بذلت جهدا كبيرا لإقناع فئات من المواطنين بتجنب التجمع في أماكن العبادة وذلك لأن ثقتهم أكبر في كبار رجال الدين الذين يقولون لهم إن حضورهم مأمون.

وترى خان أن التصدعات في الأساس الذي تعتمد عليه كل السياسات والقواعد – وهو وجود نظام قوي للمراقبة، والمساءلة والإنفاذ- أصبحت واضحة في أنحاء العالم. فديناميكيات السلطة ، والفساد أتاحت للأشخاص " أصحاب النفوذ" تجنب القواعد الخاصة بالتباعد الاجتماعي والعزل الذاتي بعد السفر. ومثل هذا النوع من عدم الالتزام يمكن أن يسفر عن زيادة انتشار المرض و ضعف الثقة بالسلطات.

وتقول خان إن المراقبة أمر مطلوب لتنفيذ الاستراتيجية الأساسية للتحكم في انتشار المرض-حيث من الضروري اجراء الاختبار، والتعقب، والعزل بالنسبة للأشخاص الذين يمكن أن ينشروا العدوى. ولا يعتمد هذا فقط على جمع البيانات بصورة قوية وأنظمة الإدارة، ولكن أيضا على الثقة والالتزام تجاه أجهزة الحكومة. وكثير من الدول يعاني ضعفا بالنسبة لهذه الأمور وتحتاج إلى سنوات لتحقيق ذلك.

وتضيف خان أنه الواضح أن الجميع، فقراء أو أغنياء، لديهم الآن بعض الاهتمام بسد هذه الفجوات. فقد أظهر مرض كوفيد-19 أن معالجة التفاوتات الهيكلية لا يفيد الفئات المهمشة فحسب، بل إنها تحمى الدولة كلها من تداعيات الأمراض المعدية.

وتختتم خان تقريرها بالقول إن الحل لمواجهة الفجوات ليس سهلا، ولكنه واضح ويتمثل في توفير المزيد من فرص التمتع، على قدم المساواة، بالرعاية الصحية وشبكات الأمان المالي؛ والحد الأدنى من مستويات الأحوال المعيشية والعمل، وزيادة اهتمام الحكومات بكسب ثقة المجتمع وتوفير آليات تعبئة الموارد الصحية بأسرع ما يمكن، وفرض القواعد بصورة قوية وعادلة

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان