قد تصل إلى الوفاة.. ماذا يحدث لجسمك عند الإفراط في تناول الملح؟
كتبت- أميرة حلمي
يُطلق عليه السُم الأبيض، ومع ذلك لا نجد مفرا من الاستغناء عنه، ولا تكتمل وصفة طعام إلا بوجود نسبة من الملح لإضافة نكهة وطعم له، ولكن يجب الحذر عند استخدامه والأخذ في الاعتبار الآثار الوخيمة على الصحة نتيجة الإفراط في استهلاكه.
يتكون الملح من عنصري الصوديوم والكلوريد، نحو 40٪ صوديوم و60٪ كلوريد، ويُستخدم عادة لإضافة نكهة إلى الأطعمة أو حفظها.
والصوديوم معدن أساسي لقيام العضلات والأعصاب بوظيفتها، جنبًا إلى جنب مع الكلوريد الذي يساعد أيضًا في الحفاظ على توازن الماء والمعادن.
ومع ذلك، على الرغم من وظائفه الأساسية، فإن تناول الكثير من الملح يمكن أن يكون له آثار صحية ضارة، على المدى القصير والطويل.
نستعرض ما يحدث في جسمك إذا تناولت الكثير من الملح في وجبة واحدة أو يوم واحد، وتقارن ذلك بالآثار طويلة المدى لنظام غذائي غني بالملح، وذلك وفقاً لموقع "health line" الطبي.
آثار قصيرة المدى
تناول الكثير من الملح، سواء في وجبة واحدة أو على مدار يوم، يمكن أن يكون له بعض العواقب قصيرة المدى التي تتمثل في:
- احتباس الماء
يتمثل في الشعور بالانتفاخ أو الانتفاخ أكثر من المعتاد، ويحدث ذلك لأن الكليتين ترغبان في الحفاظ على نسبة معينة من الصوديوم إلى الماء في جسمك وللقيام بذلك، تحتفظ الكُلى بالمياه الإضافية لتعويض الصوديوم الإضافي الذي تناولته.
قد يؤدي احتباس الماء المتزايد هذا إلى التورم، خاصة في اليدين والقدمين، ويمكن أن يتسبب في زيادة وزنك أكثر من المعتاد.
- ارتفاع ضغط الدم
يمكن أن تتسبب الوجبة الغنية بالملح أيضًا في تدفق حجم دم أكبر عبر الأوعية الدموية والشرايين، ما يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في ضغط الدم.
ومع ذلك، قد لا يعاني الجميع من هذه الآثار، ويُعتقد أن حساسية الشخص تجاه الملح تتأثر بعوامل مثل الوراثة والهرمونات.
- العطش الشديد
يؤدي تناول وجبة مالحة أيضًا إلى جفاف الفم أو الشعور بالعطش الشديد، وتشجيعك على الشرب هو طريقة أخرى يحاول جسمك من خلالها تصحيح نسبة الصوديوم إلى الماء.
يمكن أن تؤدي الزيادة الناتجة في تناول السوائل إلى التبول أكثر من المعتاد، أو يؤدي عدم تناول السوائل بعد تناول كميات كبيرة من الملح إلى ارتفاع مستويات الصوديوم في الجسم فوق المستوى الآمن، مما يتسبب في حالة تعرف باسم فرط صوديوم الدم.
ويمكن أن يتسبب فرط صوديوم الدم في تسرب الماء من الخلايا إلى الدم، في محاولة لتخفيف الصوديوم الزائد، إذا تُرك هذا التحول في السوائل دون علاج، فقد يؤدي إلى حدوث ارتباك ونوبات وغيبوبة يعقبها وفاة.
تشمل الأعراض الأخرى لفرط صوديوم الدم الأرق وصعوبات في التنفس والنوم وانخفاض التبول.
آثار طويلة المدى:
قد يؤدي تناول الكثير من الملح على مدى فترة طويلة إلى ظهور العديد من المشكلات الصحية.
- ارتفاع ضغط الدم
تشير الأبحاث إلى أن الأنظمة الغذائية الغنية بالملح تزيد بشكل كبير من ضغط الدم، وأن خفض محتوى الملح في النظام الغذائي للشخص يمكن أن يساعد في خفض مستويات ضغط الدم.
- يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان المعدة
تربط العديد من الدراسات بين اتباع نظام غذائي غني بالملح وزيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة، وتشير دراسة شملت أكثر من 268000 مشاركًا إلى أن الأشخاص الذين يتناولون الملح بمعدل 3 جرامات يوميًا قد يكون لديهم خطر الإصابة بسرطان المعدة بنسبة تصل إلى 68٪ أكثر من أولئك الذين يتناولون الملح بمعدل 1 جرام يوميًا.
آلية تأثير الملح على سرطان المعدة قد تكون عن طريق التسبب في القرحة أو التهاب بطانة المعدة.
- التأثير على مخاطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة المبكرة
لا تزال العلاقة بين الأنظمة الغذائية الغنية بالملح وأمراض القلب والوفاة المبكرة مثيرة للجدل إلى حد ما.
تشير بعض الدراسات إلى أن تناول كميات كبيرة من الملح يسبب ارتفاع ضغط الدم وتصلب الأوعية الدموية والشرايين، وهذه التغييرات تؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة المبكرة.
في حالة تناولك جرعات زائدة من الملح يمكنك التخلص منها عن طريق ما يلي:
- تأكد من شرب كميات كافية من الماء لمساعدة جسمك على استعادة نسبة الصوديوم إلى الماء المطلوبة.
- تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، مثل الفواكه والخضروات والبقوليات والمكسرات والبذور ومنتجات الألبان، إلى جانب الصوديوم، يعد البوتاسيوم عنصرًا غذائيًا يلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على توازن السوائل في الجسم.
تساعد الأنظمة الغذائية الغنية بالبوتاسيوم في مواجهة بعض الآثار السيئة للأنظمة الغذائية الغنية بالصوديوم، ومن ناحية أخرى، فإن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة منخفضة من البوتاسيوم قد تزيد من حساسية الشخص للملح.
ولتجنب كميات الملح الزائدة يجب عليك التقليل من الأطعمة المصنعة أو وجبات المطاعم، واستهلاك المزيد من الأطعمة الطازجة.
فيديو قد يعجبك: