لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عكس المتوقع.. انخفاض كبير في معدلات المواليد خلال حظر كورونا

11:01 م الخميس 10 سبتمبر 2020

صورة تعبيرية

د ب أ

عندما ترددت شعارات "ابقوا في المنزل" خلال فصل الربيع، كان للبعض تكهنات ساخرة بشأن حدوث طفرة في أعداد المواليد أثناء فترة تفشي مرض "كوفيد-19" الناتج عن الاصابة بفيروس كورونا المستجد، بحسب ما ذكرته صحيفة "فيلادلفيا إنكوايرر" الامريكية.

كما تداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الاقتراحات فيما بينهم، حول الاسم الذي يجب أن يتم إطلاقه على جيل المواليد الجديد، حيث اقترح البعض اسم "كورونيال" في مستهل عمرهم، ثم اسم "كوارانتينز" (وهي كلمة قريبة من كلمة "كوارانتين" الانجليزية، التي تعني الحجر الصحي).

ولكن مع استمرار تفشي فيروس كورونا، صار الاقتصاديون وعلماء الأوبئة لا يعرفون حقا كيف سيؤثر الوباء على معدلات المواليد. وبينما توقع البعض فقدان ما يصل إلى نصف مليون مولود بسبب ما حدث من شطب للوظائف، وحالة القلق السائدة بشأن الصحة العامة، يرى البعض الآخر أن ثمة عوامل أخرى فريدة مصاحبة للوباء قد تؤدي إلى تعقيد الوضع.

وفي يونيو الماضي، نشرت مؤسسة "بروكينجز" ،وهي مؤسسة غير ربحية معنية بالسياسات العامة ، تقريرا توقع حدوث انخفاض في أعداد المواليد بما يتراوح بين 300 ألف و500 ألف طفل، نتيجة لتفشي الوباء. وللوصول إلى هذا العدد، نظر الباحثون في كيفية تأثر معدلات المواليد بعد حدوث كل من "الكساد الكبير" في عام 2008 - وهو ما أدى إلى انخفاض بنسبة تسعة بالمئة في أعداد المواليد على مدار الأعوام الأربعة التالية - ووباء "الإنفلونزا الإسبانية" في عام 1918، مما أدى إلى حدوث تراجع بنسبة 5ر12 بالمئة.

ومن جانبه، قال فيليب ليفاين، الذي شارك في كتابة التقرير، إن النظرية القائلة إن معدلات المواليد سوف ترتفع بسبب الوباء، تتعارض مع اقتصاديات الخصوبة، بحسب ما نقلته "فيلادلفيا إنكوايرر".

وأوضح ليفاين، أستاذ الاقتصاد في كلية ويلسلي: "قررنا التحقيق في الامر واستخلاص استنتاجاتنا فتوصلنا إلى العكس تماما"، مضيفا أن "الخلاصة الرئيسية التي يجب أن نتوقعها من ذلك، هو حدوث انخفاض كبير في أعداد المواليد في العام المقبل".

ويرى ليفاين أنه من الممكن أن يجادل المرء في أن "كوفيد-19" سيؤدي إلى انخفاض أعداد المواليد بصورة أكبر مما حدث بعد تفشي وباء "الإنفلونزا الإسبانية" في عام 1918، مشيرا إلى أن النشاط الاقتصادي لم يتباطأ خلال فترة تفشي ذلك الوباء، لأن الولايات المتحدة كانت تخوض حربا، فكان من الضروري أن تظل المصانع مفتوحة لأنه "من الضروري إنتاج أدوات الحرب".

من ناحية أخرى، كشف استطلاع للرأي أجراه معهد "جوتماخر" في مطلع مايو، وشمل 2009 من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 18 و49 عاما، أن أكثر من 40 بالمئة من النساء قد غيرن خططهن بشأن التوقيت الذي يرغبن في الإنجاب فيه ، أو عدد الأطفال الذين يرغبون في إنجابهم بسبب الوباء. وفي المقابل، أعرب 17 بالمئة ممن شملهن الاستطلاع أنهن يرغبن في إنجاب المزيد من الأطفال، أو زيادة عدد أفراد أسرهن قريبا.

وقالت جينيفر هورني، وهي أستاذة في علوم الأوبئة بجامعة ديلاوير، إن هناك عناصر متداخلة في الأمر.

وأوضحت: "نتوقع بالفعل أن نرى انخفاضا في معدلات الخصوبة عندما يكون لدينا انخفاض في التوازن بين العمل والحياة، وهو ما يراه الكثير من الناس، على الأرجح. ولكن لدينا أيضا معدلات متزايدة من الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي في بعض الأماكن، مما يقودنا إلى الاعتقاد بأن الناس يمارسون الجنس غير الآمن على نحو متزايد، مع شركاء مختلفين."

وبينما صنفت هورني "كوفيد-19" على أنه حالة طوارئ صحية عامة، فإن طول فترة تفشي الوباء يجعله مختلفا تماما عن الكوارث الكبرى الأخرى التي قامت بإجراء أبحاث بشأنها في الماضي، مثل الأعاصير.

ونقلت "فيلادلفيا إنكوايرر" عن هورني القول "إن الإجهاد والتأثيرات الصحية العقلية والجسدية الناتجة عن ذلك، ستكون طويلة الأمد بالفعل".

وأوضحت أليسون بلوم، وهي طبيبة معالجة في مؤسسة "مين لاين" للخصوبة في فيلادلفيا بالولايات المتحدة، أنه بالنسبة لأولئك الذين يسعون للحصول على خدمات المساعدة على الاخصاب، فإن الطلب ظل ثابتا طوال فترة تفشي الوباء.

وقالت بلوم إن "الأشخاص الذين نعمل معهم ظلوا لسنوات وشهور يرغبون في حدوث حمل. وإن الانتظار لمدة شهر ليس خيارا بالنسبة لبعضهم. لذا فإن الأشخاص الذين يرغبون في تكوين أسرة لا يؤخرون العلاج."

وأوضحت بلوم أنه عندما أوقفت مؤسسة "مين لاين" خدماتها بصورة مؤقتة في شهر آذار/مارس الماضي، فإن بعض المرضى الذين يتلقون العلاج هناك صاروا أكثر قلقا.

وقالت: "إننا نتعامل مع فئة خاصة من المرضى، ومن المهم أن نأخذ ذلك بعين الاعتبار. فالناس يبحثون عنا، وما نقوم به هو أمر يتأثر بعامل الوقت".

وفي الوقت الذي مازال ينتظر فيه الاقتصاديون وعلماء الأوبئة لكي يروا كيف سيؤثر الوباء في النهاية على معدلات المواليد حول العالم على المدى الطويل، فقد بدأت النماذج تظهر بالفعل. وقد انخفضت معدلات الولادات المبكرة في العديد من الدول، وذلك بشكل كبير في بعض الاحيان.

ويرى ليفاين أنه في الحالتين، ستكون هناك تداعيات مهمة بالنسبة لما يحدث لسكان العالم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان