مع بدء حملة التطعيم ضد كورونا.. هل سيتحول متلقي اللقاح إلى ناقلين صامتين للعدوى؟
كتبت- هند خليفة
مع بدء اليوم الأول من حملة التطعيم ضد فيروس كورونا، حذر خبراء طبيون من الناقلون الصامتون للفيروس بعد تلقيهم اللقاح، ذلك بعد إشارة العديد من الأبحاث إلى أن من يتلقى اللقاح يمكن أن يتحول إلى ناقل صامت للفيروس.
ودفع هذا السيناريو البعض للقلق من أن يصبح الأشخاص الذين تم تطعيمهم هم الناشرون الصامتون لفيروس كورونا، إذ قد يستمرون في نشره في مجتمعاتهم؛ مما يعرض الأشخاص غير المحصنين للخطر، وهو ما تحقق منه "مصراوي" خلال هذا التقرير.
عدوى لن ترتقي إلى كوفيد 19
من جانبه يؤكد الدكتور مجدى بدران- عضو الجمعية المصرية للحساسية و المناعة، أن لقاح الكورونا الصينى "سينوفارم" ليس به أى فيروس حي، وبالتالى فإن التحدث حول عدوى بسببه، بمثابة هراء، مؤكدًا أنه لن تتولد عدوى صامتة بعد أى تطعيم ضد الكورونا أبداً.
وأوضح بدران لـ"مصراوي" أنه من المفترض أن تقل فرص العدوى بعد بدء حملة التطيعم ضد فيروس كورونا، لكن حال حدثت العدوى لمتلقي اللقاح لن تتطور إلى مرض كوفيد، وبالتالى لن تحدث مضاعفات .
وحول إمكانية الإصابة بكورونا بعد تلقي اللقاح، يوضح بدران أن ذلك قد يحدث حينما يتعرض الشخص للفيروس قبل التطعيم مباشرة، أو بعد التطعيم مباشرة، موضحًا أنه فى الفترة التى لم يتمكن الجهاز المناعى من الاستجابة المناعية للقاح .
وأشار إلى أن اللقاح يحتاج إلى فترة حوالى أسبوعين لتحفيز مناعة في الجسم، و شهرا لتمام الفاعلية ، وأن أغلب اللقاحات المتاحة للتطعيم ضد فيروس كورونا تحتاج جرعتين جرعتين، يفصل بينهما عدة أسابيع، لتدريب جهاز المناعة بالتدريج .
وشدد على أنه لا يوجد لقاح يقي من العدوى ومن أى مرض 100% حيث أظهرت تقارير تغطية التطعيم ضد الإنفلونزا الصادرة عن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) أن التغطية الشاملة للتطعيم ضد الإنفلونزا بين الأشخاص من عمر 6 أشهر وما فوق خلال 2019-2020 كانت 52% فقط.
وقال إنه على الرغم من أن فاعلية اللقاحات ضد فيروس الكورونا تصل إلى 95 في المئة، فإنه يحتاج أيضا بعض الوقت للحصول على الفاعلية، مشيرًا إلى أن فعالية لقاحات الكورونا تبدأ فى العمل بعد 7- 14 يوما من تلقي الجرعة الثانية.
وتابع: "لا يعرف حتى الآن ما إذا كانت اللقاحات تحمي من جميع أنواع العدوى، أو تلك التي تسبب الأعراض فقط"، مشيرًا إلى أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، لهذا السبب أوصت بألا يفترض الناس المطعمون أنهم محصنون تماماً من العدوى بعد التطعيم.
واستطرد: "وبشكل عام، توفر اللقاحات حماية مرتفعة في التجارب السريرية، لكن من الممكن إصابة عدد قليل من الأشخاص بالفيروس حتى بعد الجرعتين".
المناعة تقل بمرور الوقت
ولفت إلى أنه حتى بعد الحصول على اللقاح، غير معروف فترة الحماية بدقة التى ستوفرها اللقاحات للمطعمين من الإصابة بالعدوى أو بالمرض ، وربما تستمر عدة أشهر إلى عام، ذلك في الوقت الذي ظهر فيه فيروس كورونا الجديد للوجود منذ سنة فقط، وانتهت المراحل الأخيرة من اختبار اللقاحات قبل بضعة أسابيع فقط، بعد أن كانت الشركات المطورة للقاحات قد تابعت المتطوعين لمدة شهرين على الأقل بعد جرعاتهم الثانية.
تحورات مستقبلية للفيروس
وتوقع بدران احتمال تحور فيروس كورونا الجديد، ليصبح فيروساً موسمياً، وهو فيورس أر إن إيه يقوم بالتحورات على مدار اليوم، مما يجعل اللقاحات الحالية أقل فعالية، كما هو الحال مع فيروس الإنفلونزا، الذى يستلزم التطعيم بلقاحات جديدة ضد الإنفلونزا كل عام.
وحول شدة العدوى لدى الأشخاص الذين تلقوا لقاح كورونا، أوضح أنها تكون أقل أومعدومة، بينما الشخص الذي يأخذ العدوى من آخر تلقى اللقاح فيشير إلى أن إحداثيات المرض تعتمد على مناعة الشخص الذى اكتسب العدوى و السلالة المعدية و كمية الجرعة المعدية .
وإذا أصيب ذخص تلقى اللقاح تظهر عليه الأعراض المعتادة، وفقًا لـ"بدران" وهي:
الأعراض الأكثر شيوعًا:
حمّى
سعال جاف
إرهاق
الأعراض الأقل شيوعًا:
آلام وأوجاع
التهاب الحلق
إسهال
التهاب الملتحمة
صداع
فقدان حاسة التذوق أو الشم
طفح جلدي، أو تغير في لون أصابع اليدين أو أصابع القدمين
الأعراض الخطيرة:
صعوبة أو ضيق في التنفس
ألم أو ضغط في الصدر
فقدان القدرة على الكلام أو الحركة
متى تنتقل عدوى كورونا إلى شخص تلقى اللقاح؟
ووفقًا لتقرير نشر في "أسوشيتد برس" فإن اللقاحات توفر حماية بنسبة حوالي 95% عند تلقي جرعتين، هذا يعني أن واحدا من كل 20 شخصا، رغم حصوله على اللقاح، قد يصاب بمرض كورونا المصحوب بأعراض.
وقال التقرير إنه من المتوقع أن يحصل الأشخاص على مستوى معين من الحماية في غضون أسبوعين بعد الحقنة الأولى؛ لكن الحماية الكاملة قد لا تحدث إلا بعد أسبوعين من الحقنة الثانية.
وحول تلقي شخص تطعيم كورونا ونقله الفيروس لآخرين، أوضح التقرير أن هناك احتمالية من الناحية النظرية، مثلا شخص تلقى التطعيم لكورونا التقى بشخص مصاب، وانتقلت للشخص الذي تلقى التطعيم عبر الأنف مثلا، عندها فإن جسم الشخص الذي تلقى التطعيم سيهاجم فيروس كورونا، الذي دخل إلى الجسم في الدم، ويمنع انتشاره؛ لكن هناك احتمالية أن فيروس كورونا الذي في الأنف سيبقى حيا وموجودا.
هذا يعني أن الشخص الذي تلقى تطعيم كورونا لن تظهر عليه أعراض؛ لأن جسمه هزم الفيروس، ولكن أنفه قد ينقل الفيروس عبر القطيرات، وإذا انتقلت هذه القطيرات إلى شخص لم يتلق التطعيم لفيروس كورونا، فقد يصاب بالفيروس.
ويشار إلى أنه في معظم التهابات الجهاز التنفسي، بما في ذلك فيروس كورونا المستجد، يعد الأنف هو المنفذ الرئيس للدخول، يتكاثر الفيروس بسرعة هناك، ويحفز الجهاز المناعي لإنتاج نوع من الأجسام المضادة خاصة بالغشاء المخاطي، وهي الأنسجة الرطبة المبطنة للأنف والفم والرئتين.
فإذا تعرض الشخص نفسه للفيروس مرة ثانية، فإن تلك الأجسام المضادة، وكذلك الخلايا المناعية التي تتذكر الفيروس، تقمع الفيروس بسرعة في الأنف قبل أن تتاح له فرصة التسلل لجسم.
تحذيرات من التخلي عن إجراءات الوقاية بعد التطعيم
وكان البروفيسور جوناثان فان تام- نائب كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا، حذر من أن الأشخاص الذين تلقوا لقاح كورونا المستجد لا يزال بإمكانهم نقل الفيروس للآخرين ويجب عليهم الاستمرار في اتباع قواعد الإغلاق.
وشدد فان تام، في تصريحات لصحيفة صنداي تلغراف على أن العلماء لا يعرفون بعد تأثير اللقاح على انتقال العدوى، مشيرًا إلى أن اللقاحات تقدم "الأمل" لكن معدلات الإصابة يجب أن تنخفض بسرعة.
وقال: "لا يوجد لقاح فعال بنسبة 100٪ ، لذا لا توجد حماية مضمونة" منوهًا إلى أنه من الممكن الإصابة بالفيروس في فترة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بعد تلقي اللقاح - ومن "الأفضل" السماح بـ "ثلاثة أسابيع على الأقل" لتطور الاستجابة المناعية بشكل كامل لدى كبار السن.
وقال البروفيسور فان تام: "حتى بعد تناول جرعتين من اللقاح، يظل هناك احتمال أن تنقل العدوى لشخص آخر وستستمر سلاسل الانتقال بعد ذلك"، محذرًا: "إذا غيرت سلوكك، فمن الممكن أن تستمر في نشر الفيروس، وإبقاء عدد الحالات مرتفعًا وتعريض الآخرين للخطر الذين يحتاجون أيضًا إلى لقاحهم ولكنهم في الطابور".
فيديو قد يعجبك: