التدخين في زمن الجائحة.. وسيلة خطيرة لنشر "كورونا"

كتبت- هند خليفة

يعد التدخين بشكل عام من أسوأ العادات التي تهدد حياة الأفراد، وتضعف جهازهم المناعي، وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة سواء كانت صادرة عن وزارة الصحة أو الأطباء والمختصين، من خطورة التدخين عامة وبشكل خاص خلال فترة جائحة كورونا، إلا أن الكثيرين مستمرين باتباع تلك العادة التي تسبب خطرًا عليهم والمحيطين بهم.

وفي هذا الصدد حاول "مصراوي" الإجابة على بعض الأسئلة تتبادر أذهان البعض، حول علاقة التدخين بانتشار فيروس كورونا، وتأثيره على شدة الإصابة.

دراسات: التدخين يزيد من مخاطر كورونا

كانت توصلت دراسات عديدة إلى أن التدخين قد يغير الجينات بطريقة تخلق المزيد من نقاط الدخول الخلوية لفيروس كورونا، فقالت إحدى تلك الدراسات التي أجراها علماء أستراليون أن تدخين 3 سجائر فقط قد يجعل الشخص عرضه للإصابة بفيروس كورونا، كما أنه حتى التدخين السلبي، يمكن أن يكون له تأثير مماثل على الأطفال الصغار.

وقالت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، يمكن أن يكون للتدخين والتبخير الإلكتروني والتدخين السلبي، تأثيرات ضارة على الرئتين والجهاز التنفسى الأوسع، لذلك فمن المنطقي أنها قد تزيد من مخاطر فيروس كورونا COVID-19.

سبب خطير لزيادة وفيات الكورونا

وحول ذلك قال الدكتور مجدى بدران- عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن معدلات الوفيات بسبب فيروس كورونا تتزايد بين الرجال وبخاصة الأكبر سنا، مرجعًا هذا المعدل إلى اعتيادهم التدخين، كما أن وفيات التدخين تمثل 4,3 ضعف وفيات الكورونا، مشددًا على أن التدخين سبب خطير لزيادة وفيات الكورونا.

وأضاف بدران لـ"مصراوي" أن تدخين الشيشة أصبح قاتل حاليًا، حيث أن 20% من مستخدميها يتبادلونها مع آخرين مما يعني غياب الابتعاد الاجتماعى، وانتشار الكورونا، منوهًا إلى أنها وسيلة مثالية لنشر الفيروس، ولذلك لابد من غلق المقاهي للتقليل من انتشار الكورونا.

عاملًا مساعدًا على الإصابة بكورونا وانتشارها

وأكد أن التدخين عاملا مساعدًا في الإصابة بالمرض وانتشاره، فهو يمهد للإصابة بالأمراض المزمنة التي ترحب بالكورونا، كما أنه يزيد من فرص الإصابة بباقة من الأمراض المزمنة، والكورونا تستهدف ذوي الأمراض المزمنة خاصة المهملة مثل (أمراض القلب- السكري- قلة المناعة- السرطانات- الانسداد الرئوي المزمن- السكتة الدماغية- الربو الشعبي).

وأشار بدران إلى دراسة على عينة من المرضى الأمريكيين المصابين بفيروس كوفيد-19 وجدت أن 89 ٪ من أولئك الذين دخلوا المستشفى في مارس الماضى كان لديهم أمراض مزمنة، ارتفعت النسبة إلى 94٪ للمرضى من سن 65 فما فوق، وفي الصين كانت نسبة الأمراض المزمنة 25% فى مرضى الكورونا، لافتًا إلى إن 56% من وفيات كورونا في مصر، كانوا من أصحاب الأمراض المزمنة.

وأوضح أن تدخين التبغ والتدخين الإليكتروني، يزيد من استقبال المستقبلات الخلوية للفيروس، وهي تتواجد على أسطح الخلايا التنفسية في صورة بروتينات تعمل كمستقبلات للفيروس عن طريق الالتصاق به وتدخله للخلايا، كما أن النيكوتين يحفز مستقبلات الكورونا التي ترتبط بشوكة الفيروس مما يسهل دخوله الخلايا التنفسية.

مخاطر التدخين خلال الجائحة

ونبه بدران إلى أن التدخين قد أصبح أخطر فقد يجعل الفرد عرضة لإصابة شديدة قد تهدد حياته في حال إصابته بالكورونا، فقد يحتاج إلى الدخول في وحدات العناية المركزة وللتهوية الميكانيكية، كاشفًا أن احتمالات الوفاة تزداد 2,4 مرة عند المدخنين.

وتابع بأن التدخين يزيد من التطور المتزايد لمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة، وهي من مضاعفات مرضى فيروس كورونا، كما يقلل من قدرة الحويصلات الرئوية على امتصاص الأكسجين وطرد ثاني أكسيد الكربون، ويزيد من تراكم المخاط و البلغم، مما يؤدي إلى سعال مؤلم وصعوبات في التنفس .

واستكمل مخاطر التدخين خلال فترة جائحة فيروس كورونا، بأنه يزيد من التهابات الجهاز التنفسي الأخرى، خاصة الالتهابات الرئوية، ويقلل المناعة، إضافة إلى أنه يخفض مضادات الأكسدة، ويزيد من الشوارد الحرة فى الشعب الهوائية، ويشل الأهداب التنفسية، مشيرًا إلى أنه بذلك يمهد للإصابة بفيروس كورونا.

التوعية

وأكد أن الإقلاع عن التدخين يؤدي إلى تحسن مباشر في عمل القلب والرئتين مما يؤدي إلى إصابة أخف واستجابة أفضل وتحسن أسرع في حال الإصابة بالمرض ويقلل خطر الوفاة من المرض، وعليه لا بد من توعية المواطنين بالأخطار المحدقة التي يسببها التدخين في حال الإصابة بالكورونا، من خلال:

- إضافة تحذير ضرورة الإقلاع عن التدخين للوقاية من فيروس الكورونا الجديد كوفيد-19 و مضاعفاته.

- تغليظ العقوبات على من يدخن فى الأماكن العامة .

- على المدخنين مراجعة عيادات وزارة الصحة (30 عيادة ) للإقلاع عن التدخين

- دعم و تشجيع من يرغب فى الإقلاع عن التدخين