خرافات لقاح كورونا.. 6 أسباب وراء تخوف الكثيرين من تلقي التطعيمات
لا يرغب الكثيرون في تلقي اللقاح المضاد لـ"كوفيد-19" وسط انتشار الخرافات وسوء الفهم، وليس هذا في مصر فحسب، بل في مختلف أنحاء العالم، على الرغم من أن هذه الطريقة من شأنها أن تعيد الحياة الطبيعية الخالية من ارتداء الكمامات، إذ قال مدير معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة واشنطن، الدكتور كريستوفر موراي: "يجري فيسبوك استبياناً كل يوم، حيث يظهر أن الثقة في اللقاح بالولايات المتحدة تتراجع ببطء وبثبات منذ شهر فبراير".
وتُكمن خطورة عدم تلقي اللقاح أنه كلما طالت مدة بقاء الأشخاص غير محصنين، زادت فرص تحور الفيروس. وإذا كانت الطفرات كبيرة، فقد تؤدي إلى المزيد من السلالات المزعجة التي قد تتهرب من فعالية اللقاحات.
ولكن الخرافات المتفشية والمخاوف غير الضرورية تقف في طريق ذلك، وفيما يلي بعض الحجج الأكثر شيوعاً لعدم تلقي التطعيم ولماذا يريد الأطباء تصحيح الأمور، وفق ما نقل "سي إن إن".
1- "لا نعرف ما هي الآثار الجانبية طويلة الأمد"
وأوضح عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون، الدكتور أشيش جها، أن أي آثار جانبية سلبية من اللقاحات "تظهر دائماً خلال أول أسبوعين، وبالتأكيد في غضون أول شهرين".
ولهذا السبب طلب جها والعديد من خبراء الصحة الآخرين من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الانتظار لمدة شهرين على الأقل بعد تطعيم المشاركين في تجارب لقاحات "كوفيد-19" قبل التفكير في منح تصريح طارئ لأي لقاح.
وأضاف جها: "إذا كانت هناك مشكلات ... فستظهر في غضون شهرين من تلقي الناس للقاح".
وقال الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، وعضو اللجنة الاستشارية للقاحات والمنتجات البيولوجية ذات الصلة التابعة لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، إن أخطر الآثار الجانبية للقاح في التاريخ، اكتُشفت جميعها في غضون أول ستة أسابيع.
وأوضح أوفيت، مبتكر مشارك للقاح الفيروسة العجلية الذي درس علم اللقاحات لأكثر من أربع عقود، أن "لقاح الجدري يمكن أن يسبب التهاباً في عضلة القلب، ولقاح شلل الأطفال الفموي كان سبباً نادراً لشلل الأطفال وحدث في حوالي جرعة من أصل 2.4 مليون جرعة، وكان لقاح الحمى الصفراء سبباً نادراً للحمى الصفراء، كل ذلك حدث في غضون ستة أسابيع من تلقي الجرعة".
وأشار أوفيت إلى أنه قد تكون هناك آثار جانبية نادرة للغاية لم يتم العثور عليها على الفور خلال التجارب السريرية، ويعود السبب في ذلك إلى الندرة الشديدة لتلك الآثار الجانبية، و"ليس لأنها مشكلة طويلة الأمد".
وضمت كل من "فايزر"، وشريكتها "بيو إن تك"، و"جونسون آند جونسون" حوالي 44،000 مشارك في كل تجربة، وتم تطعيم نصف المتطوعين باللقاح، بينما حصل النصف الآخر على دواء وهمي.
وضمت تجربة شركة "مودرنا" حوالي 30 ألف مشارك، تلقى نصفهم اللقاح، بينما حصل النصف الآخر على دواء وهمي.
2- "اللقاح قد يضر بالخصوبة"
وأكد أوفيت أن هذا محض هراء، إذ لا يوجد دليل على أن الناس فقدوا أي خصوبة بسبب لقاحات "كوفيد-19".
وقال أوفيت إن الشائعات بدأت على ما يبدو بأسطورة مفادها أن البروتين الشوكي الذي يغطي سطح الفيروس، والذي يتم تقليده عندما تحصل على لقاح، يحاكي البروتين الموجود على سطح خلايا المشيمة.
وتابع أوفيت: "لذا فإن الفكرة الخاطئة تتمثل في أنه عندما تقوم باستجابة مناعية لبروتين فيروس سارس-كوف-2، فإنك أيضاً تستجيب عن غير قصد لبروتين مشيمي، مما يجعلك أقل عرضة للإخصاب".
وأضاف أوفيت أن هذا الاعتقاد ما هو إلا محض هراء، فهذا ليس صحيحاً.
وأكدت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أيضاً أنه لا توجد صلة بين اللقاحات والخصوبة.
وتقول المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها: "إذا كنتِ تحاولين الحمل الآن أو تريدين الحمل في المستقبل، فيمكن أن تتلقي لقاح مضاد لفيروس كوفيد -19 عندما يكون متاحاً لك".
وأضافت: "لا يوجد دليل حالياً على أن أي لقاحات، بما في ذلك لقاحات كوفيد-19، تسبب مشاكل في الخصوبة".
وتفوق فوائد التطعيم إذا كنتِ حاملًا أو تحاولين الحمل المخاطر بكثير، لأن الحمل يعرض الشخص لخطر أكبر للإصابة بمرض "كوفيد -19" الحاد.
وتشير بعض الأبحاث إلى أن لقاحات "كوفيد-19" توفر مستوى معيناً من الحماية لحديثي الولادة.
3- "ليس من شأنك إذا لم أحصل على التطعيم"
أما رفض تلقي لقاح "كوفيد-19" فيؤثر في الواقع على الكثير من الناس، أي أنت، وأحبائك، وحتى البلد ككل.
وقال أوفيت: "عندما يقول الناس لماذا تهتم؟ أنت حصلت على التطعيم فأنت في آمان وأنا سأختار عدم التطعيم، فإن هذا يضع ثلاثة افتراضات خاطئة".
وتابع أوفيت: "أولاً وقبل كل شيء، اللقاحات ليست فعالة بنسبة 100%، لذا حتى وإن حصل أصدقائك وعائلتك على التطعيم، ولكنك لم تحصل عليه، فلا يزال بإمكانك حمل الفيروس ونقل العدوى إلى أحبائك".
ومع العودة إلى الأماكن المزدحمة، والحفلات الموسيقية، والأحداث الرياضية، ودور السينما، تصبح الحاجة إلى التطعيم الجماعي أكثر أهمية.
ومن الخطأ الاعتقاد أن كل من يريد لقاحاً يمكنه الحصول عليه فقط، وأشار أوفيت إلى "بعض الأشخاص الذين يتلقون العلاج الكيميائي للسرطان الذين لا يمكنهم الحصول على لقاح، ويعتمدون على مناعة القطيع لحمايتهم".
أيضاً، من خلال عدم التطعيم، أو كونك جزءاً من مجموعة ذات حجم معقول من الأشخاص الذين يختارون عدم الحصول على اللقاح، فأنت تسمح للفيروس بمواصلة التكاثر، وعندما يُسمح له بالاستمرار في التكاثر، فإنه سيخلق الطفرات، التي يمكن أن تسبب بعد ذلك متغيرات مقاومة تماماً للمناعة التي تسببها العدوى الطبيعية أو اللقاح".
وبمعنى آخر، قد يؤدي عدم الحصول على لقاح إلى جعل اللقاحات أقل فعالية، ما قد يفسد التطعيمات للجميع، ويعيد البلاد إلى الوراء وسط الوباء.
4- "أنا شاب وبكامل صحتي، لذا لست بحاجة إلى التطعيم"
ومن المهم تلقي الشباب والبالغين الأصحاء التطعيم، وقد عانى الكثير ممن رفضوا تلقي اللقاح من العواقب بالفعل، أي سلالة شديدة العدوى تصيب الشباب بشدة.
ويعد الفيروس المتحور "B.1.1.7" الآن أكثر سلالات فيروس كورونا انتشاراً في الولايات المتحدة، وعلى عكس السلالة الأصلية، فإن هذه السلالة تؤثر بشدة على الشباب.
ويمكن أن يُصاب الشباب بمضاعفات "كوفيد-19" طويلة الأمد، وقد عانى الكثير منهم من التعب المزمن، وألم في الصدر، وضيق في التنفس، وضباب الدماغ بعد أشهر من الإصابة.
ووجدت دراسة حديثة أن نسبة 30% من الأشخاص الذين أصيبوا بـ"كوفيد-19" عانوا من الأعراض لمدة تصل إلى تسعة أشهر بعد الإصابة.
وقد يكون الشباب فئة ناقلة لفيروس كورونا بسهولة، وأبلغت عدة ولايات مؤخراً عن ارتفاع الإصابات بـ"كوفيد-19" لدى الشباب، وأشار جها إلى أن الكثير من حالات انتشار المرض تحدث بين فئة الشباب التي تتحرك لا مبالية للإصابة.
وقد يكون الشباب ضحايا لأجهزتهم المناعية القوية، ولاحظ الأطباء أن بعض المرضى الشباب الذين كانوا يتمتعون بصحة جيدة في السابق يعانون من عواصف السيتوكين، والتي تحدث بشكل أساسي عندما يبالغ الجهاز المناعي لشخص ما في رد فعله، مما قد يسبب التهاباً حاداً أو أعراضاً خطيرة أخرى.
5- "هذه اللقاحات حصلت على تصريح استخدام طارئ فقط"
ورغم أنه من الصحيح أن لقاحات "فايزر بيو إن تك" و"مودرنا" و"جونسون آند جونسون" لديها تصريح استخدام طارئ من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ولم تحصل بعد على الموافقة الكاملة.
ولكن هذا فقط لأنه لم يمر وقت كافٍ لإظهار المدة التي تظل فيها اللقاحات فعالة، حسبما قاله أوفيت.
وأوضح أوفيت أنه "عادةً، تريد أن ترى فعالية لمدة عام أو عامين، ولكن مع لقاحات كوفيد-19، لم يكن ذلك ممكناً، إذ لم يكن إجراء دراسة لمدة عام أو عامين أو ثلاثة أعوام خياراً، لأن الفيروس كان يقتل مئات الآلاف من الأشخاص".
وشدد أوفيت أن تصريح استخدام طارئ للقاحات لا يعني أنها أقل أماناً.
وبصفته عضواً في اللجنة الاستشارية للقاحات لدى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، قال أوفيت إن اللقاحات تتم مراجعتها بمستوى التدقيق ذاته الذي ستحصل عليه للحصول على الموافقة الكاملة.
وأضاف أوفيت أنه واثق من أن اللقاحات ستحصل على موافقة كاملة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، مشيراً إلى أن بيانات الفعالية خلال تجارب المرحلة الثالثة والآن في العالم الحقيقي "ممتازة".
6- "أصبت مسبقاً بـ"كوفيد-19"، لذا لست بحاجة إلى التطعيم"
ويقول خبراء الصحة إنه حتى إذا كنت مصاباً بفيروس كورونا، فلا يزال يتعين عليك الحصول على اللقاح لأن المناعة التي تحصل عليها من التطعيم ستكون على الأرجح أطول أو أقوى من المناعة التي تحصل عليها بعد الإصابة.
وقالت طبيبة طب الطوارئ الدكتورة لينا وين إنه عندما يتعلق الأمر باللقاحات ذات الجرعتين، أي تلك التي تنتجها شركة "فايزر و"مودرنا"، يجب على الأشخاص الذين أصيبوا بالفعل بفيروس كورونا الحصول على الجرعتين.
وأضافت وين: "لا نعرف أيضاً المدة التي ستستمر خلالها الحماية بعد الإصابة بفيروس كورونا، لذا يجب الحصول على التطعيم (الكامل)".
فيديو قد يعجبك: