مرة واحدة أم في كل عام.. هل سنحتاج إلى لقاح سنوي ضد كورونا؟

كتبت- هند خليفة

مع ارتفاع عدد الأشخاص الذين تم تحصينهم بالكامل ضد فيروس كورونا إلى مئات الملايين، يفكر علماء المناعة وخبراء الأمراض المعدية الآن في سؤال جديد في الجائحة المنتشرة، وهو إلى متى ستستمر مناعة اللقاح، وهل يحتاج الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح إلى جرعات معززة للحفاظ على حمايتهم؟

ضعف المناعة في مواجهة متغيرات COVID-19 الأكثر قوة قد يتسبب في زيادة العدوى في المستقبل، وفي أسوأ السيناريوهات، عودة كاملة للحجر الصحي وعمليات الإغلاق، كما يقول الخبراء، بحسب موقع medicalxpress.

قال الدكتور جريج بولاند، مدير مجموعة أبحاث اللقاحات في مايو كلينيك، إن مناعة الشخص دائمًا ما تنخفض إلى حد ما بعد التحصين أو العدوى الطبيعية، ولكن هل ستختفي مناعتك ضد فيروس كورونا بسرعة، كما هو الحال مع الأنفلونزا أو نزلات البرد، أم أنها ستستمر لفترة أطول كما هو الحال في أمراض مثل الحصبة أو السعال الديكي؟

قال بولاند: "تنخفض مستويات الأجسام المضادة بمرور الوقت، وهذا صحيح بالنسبة لكل لقاح نعطيه.. وتتلاشى بسرعة مناعة الناس ضد فيروسات كورونا الموسمية تلك التي تسبب نزلات البرد، لهذا السبب يمكنك الإصابة بالزكام مرارًا وتكرارًا".

وأضاف: "لكن يبدو أن اللقاحات التي تم تطويرها ضد فيروس SARS-CoV-2 ، الذي يسبب COVID، تخلق مستويات عالية من الأجسام المضادة التي تحمي حتى مع زوالها".

وفي إحدى الدراسات الحديثة التي أجريت على 3900 من العاملين في مجال الرعاية الصحية تم اختبارهم أسبوعيًا للكشف عن COVID، تبين أن حوالي 5 ٪ كانت نتيجة اختبارهم إيجابية بين ديسمبر وأبريل، على حد قول بولندا، لكن من بين 204 مصابين بالمرض، تم تطعيم 16 منهم فقط بشكل كامل ضد COVID-19.

قال بولندا: "أنت تتحدث عن معدل 0.3٪" من العدوى لدى الأشخاص المحصنين بالكامل، وإذا تم تطعيمهم، وإذا كانوا مصابين بالعدوى، فإن حمولاتهم الفيروسية كانت أقل بنسبة 40٪ إلى 50٪ وكان احتمال إصابتهم بالحمى أقل بنسبة 60٪ تقريبًا، إذا كانوا مرضى بدرجة كافية ليبقوا في الفراش، فإنهم يقضون يومين في السرير أقل من غير الملقحين ".

واستكمل بول أوفيت ، مدير مركز تعليم اللقاحات بمستشفى الأطفال في فيلادلفيا ومستشار مؤسسة الغذاء الأمريكية: "الهدف من هذا اللقاح هو إبعادك عن المستشفى وخروجك من وحدة العناية المركزة وخارج المشرحة".

وفقًا لهذا المقياس، يعتقد خبراء مثل بولندا وأوفيت الآن أنه من غير المحتمل أن تكون هناك حاجة إلى المعززات في أي وقت قريب لمعظم أو ربما كل أولئك الذين تم تطعيمهم.

قال بولندا إنه حتى في مواجهة المتغيرات الأحدث والأكثر عدوى مثل متغير دلتا الذي ظهر في الهند، تمكنت اللقاحات الحالية من منع المرض الشديد بين الملقحين بالكامل.

فيما قال أوفيت: "من الأسهل بكثير منع الأمراض الحرجة الشديدة، وأعتقد أنه من المرجح أن تتمتع بحماية تدوم أطول ضد الأمراض الخطيرة الشديدة.. إذا كان هذا هو الهدف، فعندئذ أتخيل أن اللقاحات ستستمر لسنوات."

وأضاف أوفيت: "عندما تحصل على لقاح ولا ترتدي قناعًا، يظل الفيروس يدخل أنفك وحلقك، ولا يزال يبدأ في التكاثر، ولا يزال قد يسبب بعض الأعراض قبل تنشيط جهاز المناعة لديك".

يضع الخبراء الذين يتتبعون معدلات الاستشفاء في COVID في الاعتبار عاملين حيث يقومون بتقييم ما إذا كانت هناك حاجة إلى معززات - صحة الجهاز المناعي لكل شخص وتطوير متغيرات فيروس كورونا الجديدة.

قال بولندا إن الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة - مدخنون ومرضى السكر والسمنة وكبار السن - قد يحتاجون إلى حقن معززة عاجلاً إذا أظهرت الإحصائيات أنهم ينزلون في المستشفى بمعدلات متزايدة.

من ناحية أخرى ، قد يتمتع الأشخاص الأصغر سنًا الذين يتمتعون بجهاز مناعي صحي بحماية تستمر لسنوات وسنوات.

قال الدكتور ديال هيوليت، مسؤول طبي: "بمجرد أن ترى أعدادًا كبيرة من الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل ويطورون مرضًا خطيرًا بما يكفي لإدخالهم المستشفى، فإن ذلك سيكون بالتأكيد إشارة تشير إلى أن التعزيزات ستكون مطلوبة".

وأشار الدكتور أنتوني فوسي، خبير الأمراض المعدية الرائد في الحكومة الفيدرالية، إن الحماية لن تكون بلا حدود، قائلا: "أتصور أننا سنحتاج، في وقت ما، إلى مادة معززة".

ويعبر بولندا عن تخوفه من ظهور متغير جديد مختلف بما فيه الكفاية عن الفيروس من النوع البري بحيث لا تكون محميًا، ولكنه قريب بما يكفي بحيث يعتقد جسمك أنه ما تم رؤيته بالفعل ويسمح لك بالإصابة بالعدوى دون رادع .

وقال بولندا: "إن المرحلة التي نحن فيها الآن هي إلى حد كبير سباق يائس بين لقاح ومتغير". "إذا تمكنا من تحصين الجميع بسرعة كبيرة ولم نسمح لمتغير دلتا بالحصول على حصن ، أعتقد أننا سنكون بلا مأوى."

قال بولندا إن مسألة اللقاحات المعززة قد تصبح محل نقاش إذا انتهى الأمر بلقاح COVID المدرج في لقاح الإنفلونزا السنوي كلقاحين مقابل واحد، كما تحقق بعض شركات الأدوية.