لماذا عاد كورونا يضرب بشراسة من جديد؟.. خبراء يكشفون الأسباب

كتبت- هند خليفة

تزايد ملحوظ شهدته حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، خلال الفترة الأخيرة، وظهر ذلك جليًا بعد الإعلان عن إصابة عدد كبير من الفنانين والشخصيات العامة والرياضية، أبرزهم وزير الخارجية، سامح شكري، وعدد من الإعلاميين، على رأسهم عمرو أديب وزوجته لميس الحديدي، فضلًا عن فنانين ولاعبين كرة قدم.

وكانت قد استقرت الإصابات خلال الفترة الماضية عند معدلات الـ 800 و 900 حالة، ثم عادت للارتفاع مرة أخرى بتسجيل 912 حالة إيجابية جديدة بالفيروس ومتحوراته بنهاية الأحد، إضافة إلى 26 وفاة.

وقد راود أذهان الكثيرين أسئلة حول السبب وراء الارتفاع الملحوظ بأعداد الإصابة بكورونا خلال تلك الفترة، وهو ما يجيب عنه "مصراوي" من خلال بعض الخبراء والمختصين.

-الشتاء وأوميكرون

من جهته يقول الدكتور فايد عطية، أستاذ مساعد الفيروسات الطبية والمناعة، إن زيادة أعداد الإصابات بفيروس كورونا ملحوظة خلال الفترة الأخيرة سواء في مصر أو دول العالم، لافتًا إلى أن ذلك قد يرتبط بسببين أساسيين.

وأوضح عطية لـ"مصراوي" أن زيادة الإصابات مرتبطة بفصل الشتاء وانخفاض درجة حرارة الجو، وهو فصل تنتشر فيه الأمراض الفيروسية التنفسية كالأنفلونزا وكورونا.

وأضاف سببًا آخر لارتفاع أعداد الإصابات، وهو المتحورات الأخيرة للفيروس التاجي، مثل أوميكرون ومن قبله دلتا، موضحًا أنها متحورات تتميز بسرعة الانتشار وزيادة أعداد الإصابات بشكل كبير، فقد لا تسبب إصابات خطيرة أو حرجة، لكن الانتشار سريع.

وأفاد بأن متحور أوميكرون أسرع انتشارًا من دلتا، بينما دلتا كان أكثر انتشارًا من الفيروس الأصلي.

ولم يستبعد عطية أن نكون وصلنا لذروة الموجة الحالية لفيروس كورونا، قائلًا إننا مع التزايد الملحوظ بالإصابات نكون وصلنا للذروة، ومتوقعًا أن تستمر زيادات الإصابات حتى انكسار الموجة وتناقص الأعداد بنهاية فصل الشتاء في شهر فبراير المقبل.

-ألاعيب كورونا

وأوضح أن الفيروس يقوم ببعض المراوغات والألاعيب من أجل الاستمرار والانتشار، مشيرًا إلى أن ذلك من خلال تحوره وتحوله جينيًا بظهور سلالات جديدة له بين الحين والآخر، إضافة إلى زيادة الانتشار وحدة المرض وطرق العدوى، والتقليل من فعالية اللقاحات، لافتًا إلى أنه على الرغم من ذلك إلا أنها مازالت مؤثرة.

وأكد عطية أن نسبة التطعيمات مرتبطة بمعدل الوفيات والإصابات وشدة الانتشار وحدة الإصابة، مشددًا على أنه كلما زاد عدد من تناولوا اللقاح كلما قل الانتشار وشدة المرض ونسب الوفيات.

-ذروة متحور أوميكرون

وبدوره يوضح أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، إسلام عنان، أن ذروة الموجة الرابعة الخاصة بمتحور دلتا انكسرت بداية الشهر الحالي، وأن ما يحدث الآن من ارتفاع أعداد الإصابات يشبه كثيرًا ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية، منذ عشرة أيام نتيجة لانتشار متحور أوميكرون.

وأضاف عنان لـ"مصراوي" أننا الآن في ذروة أوميكرون الذي حل بديلًا لمتحور "دلتا" عالميا ومحليا، مشيرًا إلى أن هذا المتحور الجديد يشمل عددا من الصفات على رأسها زيادة الانتشار بصورة أعلى 3 مرات من متحور "دلتا"، وبالتالي نشهد تضاعفا للإصابات على مستوى العالم كل ثلاثة أيام، كما يُهدد بإصابة عائلات بأكملها.

وأفاد بأن أعراض كورونا أصبحت حدتها أقل في الآونة الأخيرة، وتصيب الجهاز التنفسي العلوي، وتتمثل في الوهن العام واحتقان الأنف والحلق، ونادرا ما يُصاب بفقدان حاستي الشم والتذوق، مع صداع يستمر بين أسبوع إلى أسبوعين إذا تفاقمت الحالة.

-ارتفاع أعداد الإصابات ثلاث أضعاف موجة دلتا

وتوقع عنان أن تزداد أعداد الإصابات على غرار ما حدث في أمريكا، التي وصلت فيها أعداد الإصابات منذ أيام إلى مليون إصابة، مشيرًا إلى أن هذا المعدل يتخطى ثلاث أضعاف ذروة متحور دلتا.

وشدد على ضرورة اتخاذ العديد من الإجراءات لتقليل فرص الإصابة بالعدوى، على رأسها الحصول على اللقاح المضاد لكورونا، الذي يساهم في تقليل فرص الإصابة ودخول المستشفى، وكذلك الحفاظ على التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، ومعاملة أي أعراض برد كاشتباه كورونا، خاصة أن البعض يصاب بالفيروس دون أن تظهر عليه أعراض أو أعراض وخيمة.

- متحور أوميكرون وهروب مناعي

وكانت صرحت دكتور ماريا فان كيركوف، خبيرة علم الأوبئة والمسؤولة التقنية في منظمة الصحة العالمية عن مكافحة كورونا، أن متحور أوميكرون، وهو المتغير الأحدث المُصنف تحت "مثير للقلق" والذي تتبعه منظمة الصحة العالمية، ينتشر على نطاق واسع بكل بلدان العالم.

وأشارت دكتور كيركوف إلى حقيقة أنه تم اكتشاف انتشار المتحور الجديد في كافة المناطق التي يتوافر فيها نظم رصد جيدة لتسلسل طفرات فيروس سارس-كوف-2، وأن البيانات تفيد بأن هناك زيادة حادة للغاية في عدد الحالات، وأضافت دكتور ماريا في تصريح متلفز، تم بثه عبر حسابات منظمة الصحة العالمية الرسمية على منصات التواصل، أنه وفقًا لآخر تحديث لمنظمة الصحة العالمية، تم الإبلاغ عن ما يقرب من 10 ملايين حالة في الأيام السبعة الماضية.

وشرحت دكتور كيركوف أن هناك عددا من الأسباب وراء تلك الزيادة الحادة، من بينها أن الطفرات، التي يحتوي عليها متحور أوميكرون، أكثر قدرة على الالتصاق بالخلايا البشرية بسهولة أكبر، أما ثاني الأسباب، بحسب ما ذكرته المسؤولة التقنية عن مكافحة كورونا في المنظمة الأممية، فهو ما يسمى "الهروب المناعي"، والذي يعني أنه يمكن تعرض الأشخاص للعدوى مجددًا، والسبب الثالث هو أن عدوى متحور أوميكرون تصيب وتستنسخ في الجهاز التنفسي العلوي، وهو مختلف عن متحور دلتا والمتغيرات الأخرى، وصولًا إلى التسلسل الأصلي للفيروس والذي يصيب ويتكاثر في الجهاز التنفسي السفلي بالرئتين، وبالتالي فإن هذا المزيج من العوامل سمح لأحدث متغيرات فيروس سارس-كوف-2 بالانتشار بسهولة أكبر، وفقا للعربية.