كيف غير فيروس كورونا العالم خلال عامين؟
كتبت- أميرة حلمي:
في عام 2020 اجتاحت العالم جائحة فيروس كورونا ، ويمكن القول إنه أسوأ جائحة شهده العالم منذ 100 عام.
تسبب COVID-19 في أكثر من 75 مليون حالة إصابة و1.6 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم اعتبارًا من منتصف ديسمبر 2019.
وأثر المرض على كل جانب من جوانب الحياة، من العمل والمدرسة إلى الأنشطة اليومية مثل شراء البقالة، وحتى خزانات الملابس.
فيما يلي بعض الطرق التي غير بها كورونا، العالم خلال عامين منذ ظهوره:
- مفردات جديدة
دخل عدد من الكلمات والعبارات الجديدة إلى المعجم العام في عام 2020، قيل لنا إننا بحاجة إلى "تباعد اجتماعي"، أو البقاء على مسافة مترين، أو إبطاء انتشار المرض من أجل تقليل العبء على نظام الرعاية الصحية.
حتى أن الناس أصبحوا على دراية بالمصطلحات الوبائية الغامضة نسبيًا مثل "رقم التكاثر الأساسي"، أو متوسط عدد الأشخاص الذين يصابون بالفيروس من شخص مصاب واحد.
وبالطبع فإن اسم المرض نفسه، COVID-19، هو مصطلح جديد، مع تسمية منظمة الصحة العالمية للمرض رسميًا في 11 فبراير.
- تعليق حركة المطارات:
مع تصاعد الانتشار وزيادة أعداد المصابين، وعدم توافر لقاح في بداية انتشار الوباء، قررت العديد من دول العالم تعليق الرحلات الجوية وإغلاق حدودها لمدد محددة، ومن دول بعينها انتشر فيها الوباء بكثرة.
- الأسرة والوباء
طوال فترة الوباء، رأينا مزايا وعيوب كلاً من الحبس مع العائلة لفترات طويلة من الزمن، ومن المؤكد أن هناك ضغطًا إضافيًا على العائلات التي اضطرت للتعامل مع مواقف التعلم عن بعد للأطفال في سن المدرسة.
ومع ذلك، أبلغ البعض عن تجارب إيجابية مع أسرهم، إذ قال 34٪ في دراسة أمريكية إنهم كانوا يشعرون بأنهم أقرب إلى عائلاتهم، وفي الأسر التي لديها أطفال، أفاد 52٪ بأنهم أقاموا اتصالات جديدة. بالإضافة إلى ذلك، وافق 78٪ على أن الحجر الصحي جعلهم يقدرون علاقاتهم.
- دور العبادة
من بين الأمور التي غيرها الفيروس هو شكل العبادة خلال عامين، ففي ظل الانتشار ومع قرارات الغلق وحظر التجوال في أوقات محددة، قررت الحكومة المصرية غلق المساجد والكنائس لمدة معينة منعا للتجمعات، ثم قررت فتحها مع منع صلاة الجمعة والأعياد.
- أقنعة الوجه
قبل انتشار فيروس كورونا لم يعتاد العالم على ارتداء الكمامات التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، بل وفرضت الحكومات غرامة على غير الملتزمين بارتدائها.
ومع ندرة الأقنعة الطبية في بداية عام 2020 وانتشار الفيروس، بدأت مصانع الخياطة في إنتاج أقنعة لمجتمعاتهم.
بعد ذلك، انضمت شركات الملابس وتجار التجزئة إلى العمل، وقاموا بإضافة أقنعة إلى خطوط الأزياء الخاصة بهم.
الآن، في أجزاء كثيرة من العالم، لا يمكنك مغادرة منزلك دون ارتداء قناع.
في البداية، لم يكن واضحًا ما إذا كان ارتداء الأقنعة القماشية سيقي من COVID-19، ولكن مع مرور العام، أظهرت العديد من الدراسات فوائد ارتداء الأقنعة لكل من مرتديها ومن حولهم.
- الحب في زمن كورونا
وفي وقت انتشار كورونا، اختلفت الطقوس كثيرًا بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول، ومن ضمن تلك الإجراءات إلغاء قاعات الاحتفال وعقد القران في المساجد ودور المناسبات وغيرها، فلجأ البعض إلى التواصل بالمأذون تلفونيا أو عن طريق الإنترنت لإتمام عقد الزواج في العديد من البلدان، وأيضا إقامة حفلات الزفاف "أون لاين" عبر التطبيقات التي تعتمد على الكاميرا بحيث يشارك كل من أقارب وأصدقاء ومعارف العرسان فرحتهما من مكان عزلة.
- القلق والاكتئاب
تسبب الوباء في خسائر فادحة في الصحة العقلية للناس في عام 2020، إذ وجدت دراسة في أغسطس 2020 نشرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن مستويات القلق والاكتئاب والأفكار الانتحارية ارتفعت بشكل كبير وسط الوباء.
لم تستطع الدراسة تحديد سبب ارتفاع حالات الصحة العقلية، لكن العوامل المتعلقة بالوباء، مثل العزلة الاجتماعية وإغلاق المدارس والجامعات والبطالة والمخاوف المالية الأخرى، فضلاً عن خطر المرض نفسه، قد تلعب دورًا في ذلك.
- حجز التجمعات والمناسبات
عندما بدأت الشركات في فتح أبوابها بعد عمليات الإغلاق الأولية، احتاج الناس إلى التكيف مع الوضع الطبيعي الجديد لتقليل مخاطر انتشار المرض من الأنشطة اليومية.
نفذت الشركات سياسات القناع الشاملة، وتحول تناول الطعام إلى الهواء الطلق فقط.
أصبحت غرف الانتظار شيئًا من الماضي، وتم حظر التجمعات والمناسبات الكبيرة نهائيا في كثير من المناطق.
على الرغم من عدم وجود طريقة لضمان عدم وجود خطر الإصابة بـ COVID-19، فإن اتخاذ الاحتياطات يمكن أن يقلل من خطر الانتشار.
- شائعات متفشية
من فكرة أن شرب الكلور يمكن أن يقتل الفيروس إلى نظرية أن الفيروس تم إنشاؤه في المختبر كسلاح بيولوجي، أنتجت أجواء وباء COVID-19 موجة من المعلومات المضللة.
في الواقع، وجدت إحدى الدراسات، التي نُشرت في 10 أغسطس 2020 في المجلة الأمريكية للطب الاستوائي والصحة، أن الوباء قد ظهر أكثر من 2000 إشاعة ونظرية مؤامرة وتقارير عن التمييز.
يمكن أن يكون لمثل هذه المعلومات الخاطئة عواقب وخيمة، إذ وجد الباحثون في الدراسة الجديدة أن الشائعات المتعلقة بـ COVID-19 كانت مرتبطة بآلاف من حالات العلاج في المستشفيات ومئات الوفيات.
وخلص المؤلفون إلى أنه "يجب على الوكالات الصحية تتبع المعلومات الخاطئة المرتبطة بـCOVID-19 في الوقت الفعلي، وإشراك المجتمعات المحلية وأصحاب المصلحة الحكوميين لفضح المعلومات المضللة".
- إغلاق المدارس
يبدو أن الأطفال قد نجوا إلى حد كبير من الآثار الشديدة لـCOVID-19 بعد عامين من الظهور، إذ اتخذت العديد من المدارس في جميع أنحاء العالم قرارًا بالإغلاق في عام 2020، واختارت التعلم الافتراضي بدلاً من النزول للمدرسة.
كانت الأسئلة حول المدة التي يجب أن تظل مغلقًا وكيفية إعادة الفتح بأمان موضوع الكثير من الجدل.
خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون
يبدو أن عمليات الإغلاق الناجمة عن فيروس كورونا، والتي أدت إلى إبطاء الزحام والضجيج المعتاد في المدن إلى ما يقرب من التوقف، أدت أيضًا إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير في جميع أنحاء العالم.
ووجدت دراسة نُشرت في 19 مايو في مجلة Nature Climate Change أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية اليومية انخفضت بنسبة 17٪ في أوائل عام 2020، مقارنة بمستويات عام 2019.
ويبدو أن هذا أحد أكبر الانخفاضات في التاريخ المسجل، لكن هذا الانخفاض المؤقت بعيد كل البعد عن أن يكون كافياً للتراجع عن الآثار الضارة لتغير المناخ من صنع الإنسان.
- تقرب ظهور لقاحات
عادة ما يستغرق تطوير لقاح جديد من سنوات إلى عقود، ولكن في إنجاز غير مسبوق، ابتكر باحثون في عدة دول لقاحًا لفيروس كورونا في أقل من 12 شهرًا بقليل.
تحرك العلماء بسرعة للبدء في تطوير لقاح، وبحلول منتصف مارس، بدأت التجارب المبكرة على البشر، وبحلول أواخر الصيف، كانت اللقاحات جاهزة لتجارب أكثر تقدمًا مع آلاف المشاركين.
في ديسمبر، سمحت الولايات المتحدة بتطعيمين من لقاح COVID-19، من شركة Pfizer و Moderna، بعد أن أظهرت التجارب نتائج مبهرة.
ملف خاص| عامان على الجائحة.. كيف أثر فينا فيروس كورونا؟ (مُحدث)
لمتابعة أحدث تطورات كورونا ومعرفة كل ما هو جديد عن الفيرس.. اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: