هل يتحول فيروس جدري القرود إلى جائحة مثل كورونا؟

كتب – سيد متولي

رفعت منظمة الصحة العالمية درجة التهديد العالمي لجدري القرود إلى "معتدل"، وسط مخاوف من انتقال الفيروس إلى الحيوانات و"عدم القضاء عليه أبدا".

وفي تقييم للمخاطر رفعت المنظمة درجة تهديد جدري القرود، بعد أن انتشر في عشرات الدول، موضحة أن "انفجار الحالات التي لا صلة لها ببعضها البعض أو بإفريقيا (موطنه الأصلي)، يعني أن الرقم الحالي من المرجح أن يكون أقل من الواقع".

وحذرت المنظمة من أنه "إذا استمرت العدوى، فإن الأشخاص المعرضين للخطر والأطفال، سيصابون به"، وهم ضمن الفئات التي قد تفقد حياتها بسبب الفيروس، وفق ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

ويبقى السؤال.. هل يتحول فيروس جدري القرود إلى جائحة مثل كورونا؟.. هذا ما نستعرضه وفقا لموقع newscientist.

وفقا لما أكده باحثون بجامعة تكساس الأمريكية، فإن فيروس جدري القرود لن يتحول إلى جائحة عالمية على غرار فيروس كورونا القاتل.

وتقول هالة غصن، مديرة الأبحاث والدواء واللقاح في قسم الصيدلة بمستشفى جامعة تكساس الامريكية، إن جدري القرود لن يصبح وباء بسب أن انتشار عدوى الفيروس يأتي بعد ظهور الأعراض، بينما تميز فيروس كورونا بانتقال العدوى قبل ظهور الأعراض.

وأضافت الباحثة، أن جدري القرود لا يعد مرضا سريع الانتشار مثل كورونا، كما أن هناك معلومات كافية عن هذا الفيروس، مشيرة إلى أن سبب عدم تحوله لجائحة، هو أن الجدري نفسه اختفى القرن الماضي، كما أن هناك جهوزية تامة في الوقت الحالي لمراقبة جدري القرود بسبب تشابهه مع الجدري، في ظل توفر لقاحات وأدوية تساعد في الوقاية وعلاج المرضى.

ماذا قالت الصحة العالمية؟

وقالت منظمة الصحة العالمية، إنه من غير المرجح أن يتحول جدري القرود إلى جائحة.

وقالت روزاموند لويس، التي تقود أمانة مكافحة الجدري في برنامج الطوارئ التابع لمنظمة الصحة العالمية: "إنه في الوقت الحالي، لن يتحول الفيروس إلى جائحة"، لكنها أشارت، مع ذلك، إلى إن مسؤولي الصحة العالمية قلقون بشأن القائمة الطويلة من الأشياء المجهولة المتعلقة بجدرى القرود وانتشار الفيروس.

وأضافت الطبيبة، أن جدري القرود "لا ينتقل بسهولة بين الأشخاص"، وهو ما دفع المسؤولين إلى الاعتقاد بأنه لن يتطور إلى جائحة مثل COVID-19، موضحة أن فيروس جدري القرود يتحور "بشكل أبطأ بكثير".

ما هو جدرى القرود؟

جدري القرود هو مرض يسببه فيروس ينتشر عادة بين القردة في وسط وغرب إفريقيا، كما يوحي الاسم، ولكنه ينتقل أحيانًا إلى البشر، مما يؤدي إلى تفشي المرض بشكل صغير.

تم رصده لأول مرة في القرود في المختبرات في عام 1958، تم التعرف على أول حالة بشرية في ما يعرف الآن بجمهورية الكونغو الديمقراطية في عام 1970.

ما هي الأعراض؟

تشمل الأعراض الأولى لجدري القرود الحمى، والصداع، وآلام العضلات، وآلام الظهر، وتضخم الغدد الليمفاوية، والقشعريرة والإرهاق.

يمكن أن يظهر الطفح الجلدي أيضًا، عادةً على الوجه أولاً ثم على أجزاء أخرى من الجسم بما في ذلك الأعضاء التناسلية، يمكن أن يبدو الطفح الجلدي في البداية مثل جدري الماء.

هل هو مميت؟

عادة ما يكون جدري القرود خفيفًا، حيث يتعافى معظم الأشخاص في غضون أسابيع قليلة دون علاج.

يمكن أن يكون جدري القرود في إفريقيا مميتًا لما يصل إلى 1 من كل 10 أشخاص يصابون بالمرض، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، ومع ذلك، هناك نوعان رئيسيان من جدري القرود: سلالة الكونغو وسلالة غرب أفريقيا، تذكر منظمة الصحة العالمية أن الرقم 1 من كل 10 ينطبق على سلالة الكونغو، وأن سلالة غرب إفريقيا قاتلة في حوالي 1 من كل 100 حالة تم الإبلاغ عنها.