لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

اكتئاب ما بعد الولادة .. أعراضه وسُبل علاجه

03:29 م الأحد 13 يوليو 2014

490134761

- تتمنى كل امرأة أن تُصبح أماً في يوم من الأيام وتعتبر أن هذه اللحظة ستكون أسعد لحظات حياتها. ولكن قد يختلف شعور بعض النساء عندما يتحقق ذلك؛ فبدلاً من أن يشعرن بالسعادة لميلاد طفل جديد، ينتابهن شعور بالتوتر والحزن. وقد يرجع هذا الشعور، الذي عادة ما يستمر لفترة قصيرة، إلى الإصابة بما يُعرف باسم "اكتئاب ما بعد الولادة"، الذي قد يؤدي في بعض الحالات إلى اكتئاب حقيقي.

 

أعراض متعددة

وتلتقط عالمة النفس الألمانية بريغيته رامزاور من مستشفى هامبورغ-إبندورف الجامعي طرف الحديث وتقول :"عادةً ما تُعاني المرأة بعد الولادة من الإنهاك الشديد وقلة النوم، إلى جانب التغييرات الهرمونية التي تطرأ عليها، فضلاً عن أنها قد لا تتلقى الدعم والمساعدة من زوجها أو عائلتها بصورة مستمرة، ما قد يتسبب في إصابتها باكتئاب ما بعد الولادة".

 

وأضافت رامزاور :"يستمر اكتئاب ما بعد الولادة لعدة أيام أو أسبوعين على الأكثر. وتتمثل أعراض هذا الاكتئاب في أن تصبح الأم شديدة الحساسية وسريعة الغضب مع تعرضها لنوبات بكاء، علماً بأنه لا يُصيب سوى 10 إلى 15 % من كل النساء حديثات الولادة، لكن يُمكن أن يتطور إلى الإصابة باكتئاب حقيقي".

 

وعن أعراض هذا الاكتئاب قالت رامزاور :"تفقد الأم الأمل في الحياة بعد الولادة وتقل توقعاتها بمعايشة أي شعور بالسعادة في المستقبل وينتابها شعور مستمر بالخوف من إصابة طفلها بالسوء وكذلك تتمنى العودة لحياتها قبل الولادة، الأمر الذي يسلب النوم من عينها".

 

اكتئاب النفاس

وأشارت داغمر فايمر، أخصائية علم النفس وعلم القبالة من مدينة كلاين أوستهايم الألمانية، إلى أن هناك حالة أخرى من الاكتئاب تتوسط اكتئاب ما بعد الولادة ومرض الاكتئاب المستمر لفترات طويلة، ألا وهي "اكتئاب النفاس".

 

وعن سمات هذا النوع من الاكتئاب، تقول فايمر :"تُصاب المرأة خلال الستة إلى الثمانية أسابيع الأولى بعد الولادة بالخوف وفقدان الدافعية. وقد يتحوّل اكتئاب النفاس هذا إلى اكتئاب حقيقي، لكن ليس بالضرورة أن يحدث ذلك دائماً؛ حيث يتوقف هذا الأمر على كم الأعباء، التي تُثقل كاهل المرأة بعد الولادة".

 

ولمواجهة هذه الأعباء، تقول عالمة النفس فايمر :"عادةً ما أضع خطة مع مريضاتي، كي يساعدن أنفسهن على تخطي هذه المرحلة بسلام. ويأتي على رأس هذه الخطة أن تحصل المرأة مثلاً على قسط كاف من النوم، ثم نبدأ بعد ذلك في التفكير فيما يُمكن للزوج أو للأقارب تحمله من مسؤوليات وكذلك من يمكنه تولي مسؤولية الأطفال الآخرين".

 

أما إذا لم يتسن للمرأة تحديد الأشياء التي يُمكن أن تساعدها لتخطي هذه الفترة، تؤكد فايمر على أن ذلك يُمثل مؤشراً تحذيرياً لسوء حالة المرأة في هذا الوقت؛ لذا غالباً ما تقوم فايمر بتحويل النساء في مثل هذه الحالات إلى طبيب نفسي أو معالج نفسي.

 

وأوضحت كريستيانه هورنشتاين، الطبيبة بمركز نوردبادن للطب النفسي بمدينة فيسلوخ الألمانية، أن النساء اللائي يعانين من الاكتئاب يتلقين رعاية طبية كاملة مع أطفالهن خلال ستة إلى ثمانية أسابيع، بالإضافة إلى التواصل أيضاً مع أزواجهن وكذلك مع أفراد عائلتهن المقربين خلال هذه الفترة.

 

وأضافت هورنشتاين :"إلى جانب تقديم العلاج النفسي والدوائي لهؤلاء النساء خلال هذه الفترة، اهتم الأطباء أيضاً بمتابعة علاقة كل أم بطفلها؛ حيث قاموا بمراقبة كيفية تعامل الأم مع طفلها وإذا ما كان يُمكنها فهم الإشارات الصادرة منه أم لا، ويُمكنها تفسيرها على نحو صحيح أم لا، وإذا ما كانت تستجيب لهذه الإشارات بشكل فوري وعلى نحو كاف أم لا".

 

العلاج السريع

وأكدت عالمة النفس الألمانية روسلر ومؤلفة كتاب "الأمراض النفسية في فترتي الحمل والرضاعة" على أن سرعة البدء في تلقي المرأة للعلاج لمرضها النفسي بعد الولادة، يُزيد فرصها في الشفاء، لافتةً إلى أنه غالباً ما يكفي تلقي العلاج النفسي فحسب، لكن يُمكن الاضطرار لتناول الأدوية في الحالات الصعبة فقط.

 

وعن مدى خطورة هذه الأدوية، تقول روسلر :"هناك أدلة جيدة على نوعية الأدوية النفسية، التي يُمكن للمرأة المرضعة تناولها دون خوف، والنوعيات الأخرى التي لا يُفضل تناولها".

 

وأشارت روسلر إلى أن فطام الطفل يُمكن أن يُساعد أيضاً على التخفيف من الأعباء التي تُسبب للمرأة الاكتئاب، قائلةً :"يُمكن للزوج في هذا الوقت إعطاء الطفل زجاجة الرضاعة ليلاً؛ ومن ثمّ ستواصل الأم نومها دون أن تضطر للاستيقاظ من أجل إرضاع الطفل، ما يُساعدها بالطبع على علاج الاكتئاب؛ لأنه كلما تسنى للأم أخذ قسط أكبر من الراحة، أمكنها تكريس اهتمامها لطفلها على نحو أفضل". ولتعويض الاتصال الجسدي، الذي كان يحظى به الطفل أثناء الرضاعة، تنصح روسلر الأمهات بتدليك أطفالهن أو احتضانهن بدلاً من ذلك.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان