الأم السورية.. "خنساء العرب" تبكي الابن والشقيق والزوج
-
عرض 2 صورة
-
عرض 2 صورة
كتب - علاء المطيري:
على مدار 6 سنوات، هي عمر الثورة السورية، ظلت الأم السورية تتجرع مرارة ألم فقدان الابن والأخ والزوج وأحيانا "راحة" الشهادة.. ولم تقتصر مهمة الأم السورية على حمل الأبناء 9 أشهر في رحمها، بل تحملت عبءً أكبر هو حمل ذاك الطفل بعدما أصبح في ريعان الشباب، لكن على خشبة الموت الذي لم يرحم صغيرًا ولا كبيرًا.
وحدت ظروف الحرب بين الأمهات السوريات، لم تفرق بينهن انتماءات سياسية أو مذهبية، وامتد ألم الفراق والفقد ووجع العجز والخوف والقلق ليشملهن جميعًا، وفي بعض الأحيان، وصلت مرارة فقد الأبناء إلى فقدان بعض الأمهات 6 من أبنائهن، ليصبحن "خنساء" هذا الزمان.
وأورد المركز الصحفي السوري قصة "أم هاني" - أم سورية من ريف إدلب فقدت ولدين من أبنائها، مشيرة إلى أن الأول استشهد بنيران قناص على أحد الطرق المؤدية للمدينة، والثاني أصيب أثناء محاولته إنقاذ عائلته.
ولفت المركز إلى كلماتها التي تمتزج بالحزن والألم: "ألم كبير لفقد ولداي، لكن عزائي الوحيد أنهما شهيدان طالهما حقد ممن لا يرحم، وأرجو من الله أن أجتمع معهما بين أيدي من لا يظلم".
وتابع: "لكن مأساة أم هاني ليست الأكبر في سوريا؛ لأن بعض أمهاتها لا يجدن قبرًا لأبنائهن ولا حتى بقايا يمكنهن أن بتباكين عليها"، مشيرًا إلى أن الكثيرات ممن فقدن أبنائهن غرقًا بين أمواج البحر تنتابهن حسرة أكبر".
فرحة الأم
كأي أم في الدنيا تفرح الأم السورية بمولودها وتكون سعيدة عندما تراه يكبر؛ لكنها تنتظر فرحة أكبر هي عندما تراه يتزوج.. حلم قلما يتحقق في سوريا التي دمرتها الحروب، فبعض الأمهات أصبحن في المهجر وأبناؤهن في دوامة حرب إما سجناء أو مقاتلين أو مقتولين، وأخريات بقين في ديارهن بينما رحل عنهن أولادهن فرارًا من نار الحرب أو بحثًا عن سبيل للنجاة لمن تبقى من أسرهم.
وأورد موقع "آرا نيوز" قصة خديجة سلو، التي تزوج ابناها في كردستان العراق بعيدًا عن ناظريها، مشيرة إلى أنها تأثرت كثيرًا، وانزعجت لأنها لم تستطع أن ترى أولادها في يوم زفافهم، وأن كل ما يصل بينها وبينهم صور عبر الهاتف المحمول".
ولفت الموقع إلى أن أكثر من 11 ألف امرأة سورية قتلت منذ بداية الأزمة السورية عام 2011.
وفي 15 مارس الجاري قال كيفن كينيدي، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية الإقليمي لأزمة سوريا، إن أكثر من 7 ملايين امرأة وفتاة تأثرن بالنزاع في سوريا.
ووفقًا للأمم المتحدة، فإن النساء والفتيات بحاجة إلى المساعدة الإنسانية والحماية في جميع أنحاء البلاد، حيث تعيش كثيرات منهن في ظروف قاسية بشكل خاص، ومن بين أكثر من 643 ألف شخص يعيشون في 13 موقعًا محاصرًا، يوجد أكثر من 340 ألف امرأة وفتاة.
ووفقا لتقييم أجرته الأمم المتحدة في عام 2016 في عدة مناطق، فإن الأرامل والمطلقات السوريات اللاتي غالبًا ما يصبحن العائل الرئيسي للأسر يواجهن التمييز الذي يهدد حصولهن على المساعدات الإنسانية.
أصبحت الأم السورية بلا طفل ولا زوج ولا وطن، لكنها مازالت متمسكة بالأمل، والأمل مازال مشرقاً في عينيها، ومازالت تواصل البذل والتضحية والعطاء.
ووفقًا للشبكة، فإن عدد الأمهات الضحايا لا يقل عن 5280 سيدة، وما لا يقل عن 68 ألف أم تحولت إلى أرملة، بسبب مقتل أو فقدان زوجها، وفقًا للشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وما تزال قرابة 180 أمٍ داخل مراكز الاحتجاز، يتعرضن للتعذيب والاعتداء، وفقًا للشبكة التي أشارت إلى أنه منذ مارس 2011 وحتى مارس 2015 شهدت السجون 11 حالة ولادة.
كما مارست القوات الحكومية عمليات اعتقال وتعذيب للأمهات أمام أزواجهن أو أبنائهن بهدف نزع الاعترافات، وفي حالات أخرى يتم اعتقال الأم من أجل الضغط على زوجها أو ابنها لتسليم نفسه.
وفي بلدان اللجوء تحمل الأم السورية عبء إعالة الأسرة، بسبب فقدان الزوج أو الابن، أو بقائه داخل سوريا، وهذا ينطبق على قرابة 25% من النساء اللاجئات.
وتشير إحصائيات الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى أن مالا يقل عن 85 ألف أم سورية وضعت مولودها في بلد اللجوء.
فيديو قد يعجبك: