عيد الأم.. فكرة نشأت عند الإغريق وقادتها أمريكا في الغرب ومصر عربيًا
القاهرة - (أ ش أ):
تحتفل مصر اليوم بعيد الأم الذى يوافق ٢١ مارس من كل عام، وهناك روايات عديدة، وقصص كثيرة، تتناول نشأة عيد الأم، الذى يحل فى دول العالم فى مواعيد متباينة من العام، ويأتى حاملا تعبيرا وتقديرا عن حب الأبناء لملايين الأمهات حول العالم ودورهن فى تنشئة الأجيال الجديدة لأدوارهن، وتأرجحت تلك الروايات بين كونه عيدا أوروبيا، أم كانت أمريكا هي رائدته، أو عربيا ابتدعته مصر.
قديما ورد فى التاريخ أن الاحتفال بعيد الأم بدأ عند الإغريق باحتفالات عيد الربيع، وكانت تلك الاحتفالات مهداه إلى الإله الأم "ريا" زوجة كرونس الإله الأب، وفى روما القديمة كان هناك احتفال مشابه لهذه الاحتفالات كان لعبادة أو تبجيل "سيبل" وهى أم آخرى للآلهه، ثم جاء اليونانيون القدامى ليكون عيد الأم ضمن احتفالات الربيع، وفازت الألهه "رهيا" بلقب "الآلهه الأم"، لانها كانت أقواهن على الإطلاق، وكانوا يحتفلون بها ويقدسونها ، فيما كان للرومان أم لكل الآلهه تسمى باسم "ماجنا ماترا" وتعنى الأم العظيمة.
وفي العصر الحديث قادت "أمريكا الفكرة"، وبدايتها كان بفشل فكرة الناشطة الأمريكية "جوليا وورد هاو"، فى إقامة يوم للأم تحت مسمى "الأم من أجل السلام"، بسبب اعتراض من المدرسة البروتستانتية، وفي عام 1908، كان الاحتفال الرسمي بعيد الأم لأول مرة، عندما قامت "آنا ماري جارفيس"، إحدى قاطني ولاية فرجينيا الأمريكية، بالدعوة للاحتفال بعيد الأم وكان ذلك فى يوم تأبين والدتها، حيث أقامت حفلاً بعيد أمها في كنيسة "أندروس"، ومن ثم أخذ الناس يقلدونه.
وجاء اختيارها لتخصيص يوم للاحتفال بالأم، بعدما عاصرت مشاعر الكراهية التي سادت بين العائلات وبعضها غربي فيرجينيا بسبب الحرب الأهلية هناك، ثم قادت حملة لجعل عيد الأم عطلة رسمية معترف بها في الولايات المتحدة، ونجحت في ذلك عام 1914، وصدر أول إعلان رسمي عن عيد الأم في أمريكا عام 1910، وفى عام 1911 كانت الولايات الأمريكية كلها تحتفل بعيد الأم، بعدما انتشر في المكسيك، وكندا، والصين، واليابان، وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، وأخذت عطلة عيد الأم الانتشار في البلدان الأخرى، إلى أن أصبحت عالمية، ولذلك تعد جارفيس، هي مؤسسة عيد الأم في بلاد الغرب.
وعلى الصعيد العربي، يعد مصطفى أمين الكاتب الصحفي، ومؤسس جريدة أخبار اليوم، صاحب الدعوة، حيث أعلن فكرة الاحتفال بعيد الأم في إحدى مقالته بعموده الشهير "فكرة"، دعا من خلاله لتخصيص يوم يسمى يوم الأم وكانت دعوته تشمل الدول العربية، وليس فى مصر فقط، تكونت الفكرة فى ذهن مصطفى أمين، عندما بعثت إليه واحدة من الأمهات بخطاب تشكو فيه جفاء أبنائها وسوء تصرفهم معها، وقامت أخرى بزيارته في مكتبه، وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترملت وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرست حياتها من أجلهم، وظلت ترعاهم، حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها.
فكتب عن قصتها، واقترح تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير فضلها، قائلاً "لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه يوم الأم ونجعله عيدا قوميا في بلادنا، بلاد الشرق؟".
وكرر دعوته في نفس عموده، قائلا "ما رأيكم أن يكون عيد الأم في يوم 21 مارس، وفي هذا اليوم نساهم كلنا أن نجعله يوما يختلف عن باقي أيامها الروتينية، لا تغسل ولا تمسح ولا تطبخ وإنما تصبح ضيفة الشرف الأولى، فإنه اليوم الذي يبدأ به الربيع وتتفتح فيه الزهور وتتفتح فيه القلوب"، ولاقت دعوته رواجا كبيرا واختار القراء أول أيام فصل الربيع ليكون هو ذاته يوم عيد الأم، بما يحمل في طياته تشبيها للأم وصنيعها مع أبنائها بما يفعله الربيع مع الناس.
وتلخصت فكرة عيد الأم عند الكاتب الصحفي، في أن يقدم الأبناء الهدايا الصغيرة لأمهاتهم، ويرسلون لهم بطاقات تهنئة يشكرونهن على حسن صنيعهن معهم، وأن يعامل الأبناء أمهن في هذا اليوم كملكة، فلا تقوم بأي شيء من أعمال المنزل، وكان أول عيد للأم في مصر خلال عام 1956، ثم خرجت الفكرة من القاهرة إلى الدول العربية.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: