لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حكايات أمهات "بديلات" ربين أكثر من 100 طفل

06:13 م الأربعاء 21 مارس 2018

كتبت- بسمة أبوطالب ونرمين الجلاد:

رغم أن الحياة قد تحرم كثيرين من أمهاتهم، إلا أن "الأم البديلة" تحمل مشاعر الأم الحقيقية، بنفس القدر من مشاعر الحب والحنان.

"الولاد كانوا دايمًا بيعملولي كروت ويكتبوا ليا كلام حلو ويرسمولي فيها قلوب".. هكذا بدأت "وهيبة عبد المنعم" حديثها عن احتفال الأطفال بها في عيد الأم، أثناء فترة إدارتها لإحدى دور الأيتام الشهيرة.

تروي وهيبة عبد المنعم -65 سنة- أم لفتاتين، لـ "مصراوي": "ابتديت اشتغل في الدار من 15 عسنة، واشتغلت على طول مديرة للفرع، وكان معايا بنات وولاد كتير ومن هما بيبهات خالص، فا دول أكتر ناس أنا ربيتهم وقضيت وقت معاهم، وأثروا فيا جدا"

ربيت عدد كبير من الأولاد وصل إلى ما يزيد عن 50 طفل وطفلة، حتى وصل سن الفتيات منهن إلى 13 سنة، و 16 سنة من الأولاد، وخرج عدد كبير منهم "كفالة منزلية".

موضحة: "الكفالة المنزلية دى يعني أسرة بتتكفل بيهم ويعيشوا معاهم في نفس البيت".

وتكمل "وهيبة": "من أول ما روحت هناك سبحان الله، الولاد كانوا بيقولولى يا ماما، الكبار والصغيرين أو "ماما وهيبة"، وكنت بحاول أحسسهم على قد ما أقدر إننا عايشين في بيت طبيعي مش في "ملجأ"، لأن طبعا إحساس الملجأ دا رهيب أوى وبيوجع".

وتابعت: "كنت أحاول دائمًا تربية الأولاد مثل تربيتي لإبنتي، لكن هناك فرق، لأنه في الدار يوجد نظام الشباب المتطوعين، وهم مجموعة من الأشخاص الذين يأتون لزيارة الأولاد، ويخرجون معهم  ويلعبون معهم ويتابعوهم في الدارسة والمذاكرة، فكان الأطفال يرتبطون بهم بشكل كبير، وكانوا من أكثر الأشخاص تأثيرًا على الأولاد".

"وكنا دائمًا ما يتم استشارة الأخصائيين النفسيين، وأنا أيضاً خذت دورات تدريبية، لتعلم كيفية التعامل والتصرف مع الأولاد بطريقة علمية وصحيحة، كما أن الأمهات البديلة والمشرفات كن يخضعن لدورات تدريبية لتعليمهن كيفية التعامل مع الأطفال بشكل صحيح".

وعند سؤالها عن كيفية إجابتها عن سؤال الأولاد عن أمهاتهم، روت: " كنت بواجه مشكلة في الأول إنى أحاول على قد ما أقدر أفهم الولاد من سن صغير شوية من أربع سنين، إن أهاليهم طلعوا عند ربنا، عشان احنا مكناش نعرف مصيرهم بالفعل، بس كانت بتقابلني بعد شوية مشكلة شوية لما ابتدوا يكبروا، ابتدت الأسئلة تكتر، طيب هما راحوا فين؟ هما سابونا ليه؟ طيب هما فين؟".

وتابعت:"ولكن من أكثر المواقف التي أثرت بي، عندما سألتني إحدى فتيات الدار عن مكان والدتها وعندما أجبناها أنها توفيت، طلبت الذهاب لزيارة قبر أمها.

وعلى الرغم من أن قصص الأولاد التي أثرت بي، كثيرة، لكن قصة "سمر" – 11 سنة-  من أكثر الأطفال الذين أثروا بي".

 مضيفة: " سمر كان عندها القلب ووسافرت معاها أسوان عشان تعمل العملية اللى أخذت 11 ساعة، لكن العملية ادت إلى إصابتها بالغرغرينة في إديها الاتنين، دي كانت أصعب حاجة عليا ومكنتش قادرة أواجه الموقف ساعتها وانهرت، لكن ربنا قواني وسافرت معاها انجلترا عشان تركب كفين صناعيين، وقضينا 5 سنين في رحلة علاجها، لكنها دلوقتي هي أقوى بكتير وذكية، ومتفوقة في دراستها".

أما الاحتفال بعيد الأم، قالت: "كان الأولاد بيكتبولى كروت فيه كلام حلو ويرسمولي فيه قلوب، ويلموا من بعضهم فلوس بسيطة ويجبولي هدايا، كنت ببقى فرحانة بيها أوى".

أما أميرة البالغة من العمر 41 سنة، قالت: "إنها تعمل في إحدى دور الايتام منذ 20 سنة حتى الآن، عايشت في هذه الفترة عديد من قصص الأطفال منهم اليتيم، ومنهم من تخلي عنهم والديه".

وأضافت: " كل واحد من الأطفال دول ليهم مكان في قلبي زي بنتي بالضبط، من وهما صغيرين كنت بقولهم إني مامتهم، ولما كبروا كنت بروح اخطبلهم، ولو بنت من الدار لازم يجوا يطلبوها مني وأنا احط شروط كمان".

وتروى "أميرة" قصة "علا"، إحدى فتيات الدار التي حرصت على تربيتها وقضت معها الكثير من الوقت، لدرجة أن ابنتهاكانت تتهمها دائمًا أنها تحب "علا" أكثر منها، وعندما تزوجت، علمت على تجهيزها بشكل كامل، ومازالت تزورها حتى الآن وتهتم بها.


وأكملت: "أنها تحمد الله على نعمة وجود هؤلاء الأطفال في حياتها لأنهم يضيفوا جمال وبراءة إلى حياتها ودائما ما تشعر بإحساس الأمومة معهم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان