انصت وارسم.. هكذا تتعامل مع صديق طفلك الخيالي
كتبت- أميرة حلمي
لأن الأطفال يتمتعون بخيال واسع، ولديهم قدرة على نسج قصص وشخصيات خالية، فلديهم ما يُعرف بـ"الأصدقاء الخياليين"، وهي ظاهرة نفسية غالبا ما تحدث في سن الطفولة، وأحيانا في مرحلة المراهقة، ونادرا عند البلوغ.
نحو 62% من الأطفال في سن ثلاث لخمس سنوات يمتلكون أصدقاء خاليين يتمثلون في إنسان أو حيوانات أو شخصيات كرتونية أو لعبة محببة كالدبدوب وغير ذلك، ويسعون غالبا لمشاركة أبوية في هذه الصداقة "الوهمية"، وفق ما أكدته الدكتورة مايسة فاضل أستاذ علم النفس التربوي المساعد بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، مؤكدة في تصريحها لـ"مصراوي" أنّها ظاهرة طبيعية وصحية.
"وكلما كان الصغير ذكيًا كان لديه القدرة على نسج القصص والشخصيات الخيالية، وتوضح النظريات أن الأطفال الذين لديهم أصدقاء خياليين يستطيعون تطوير مهاراتهم؛ بسبب كثرة استخدامهم للممارسات اللغوية، ويأتي ذلك نتيجة لقيامهم بإجراء "المحادثات" مع أصدقائهم الخياليين"، تقول أستاذ علم النفس التربوي.
وتوضح أنه على الأبوين أن يكونا على دراية بأن الصديق الوهمي يعكس مشاعر الطفل وعليهما ألا تتدخل في هذه العلاقة، إنما يمكنهما التعرف على مخاوف الطفل وقلقه ورغباته من خلال القصص التي قد يرويها عن صديقه الخيالي، وهنا يكون التعامل مع الصغير بشكل وسطي، فلا يجب تكذيبه وتعنيفه أو مسايرته التامة وإحساسه أنه صادق في كل ما يقوله.
وبحسب ما تؤكد "فاضل"، تتلاشى الشخصية الوهمية لدى الطفل بمجرد اندماجه في عالم المدرسة والعالم الخارجي والاحتكاك بالأصدقاء الحقيقيين وتعاملة في الواقع الخارجي بشكل مباشر.
وشدد الدكتور علي بهني استشاري الطب النفسي، على دور الأسرة في كيفية التعامل مع سلوك أطفالهم، مؤكدًا لـ"مصراوي" أهمية مراقبة ما يشاهده الطفل ويحاكيه كي تكون شخصياته الوهمية إيجابية، ثم الإنصات جيدًا لخيالاته وتصويرها وتجسيدها لهم برسومات وقصة لكي يدرك أن هذا خيال، وحثّه على تكوين صداقات مع الأقارب والجيران حتى لا يغرق في "الخيال" بعد سن الخمس سنوات، إضافة إلى التنزهه ومحاكاة الواقع الخارجي.
فيديو قد يعجبك: