لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أمر طارئ.. ضاع جمالي!!

06:00 ص الخميس 14 يونيو 2012

أمر طارئ.. ضاع جمالي!!

بقلم: عمر أبو الخطابدخلت غرفتها مسرعة كعادتها، وكأن أحد يلاحقها، وبدأت تنبش الغرفة بحثاً عن شيء ما فقدته في حقيبتها، صراخ أمها وهي تقول لها: “لقد تأخرنا على حفل العشاء، هيا أسرعي”، لم يكن يجدي مع ثناء التي لم تجد ما كانت تبحث عنه، ففضلت عدم الخروج من الغرفة، وانتقلت في البحث إلى غرفة أختها الصغرى، ولم تكن هذه المرة الأولى التي تفسد فيها ثناء رحلة ما أو الذهاب إلى حفلة مسائية بصحبة الأهل..بعد فترة وجيزة دخلت الأم غاضبة وهي تزمجر: “ماذا أصابك، والدك ينتظر في السيارة لم يبق على بدء الحفل سوى دقائق، وأنت هنا ماذا تفعلين”، نظرت ثناء إلى والدتها دون أن تنبس ببنت شفه، أرادت الأم أن تواصل سردها الغاضب، لكن ثناء قاطعت والدتها بصوت حزين: “لا أريد الخروج، دعيني وحدي”.. تفاجأت الأم برد ابنتها العنيف دون أي مبرر، وعادت تجرر ذيول الخيبة إلى السيارة، وهي تقول في نفسها: “ماذا جرى لها، هل هي مريضة، لابد أنها خائفة من ميساء بنت خالتها فنكد هذه البنت لا مثيل له”.. قاطع الوالد تفكير الأم بصوت يدل على أن حرارة دماغه بدأت بالارتفاع: “مابال ثناء لم تأتي، هل تعاني من زكام أو صداع”، أجابت الأم دون أن تنظر إلى اتجاه زوجها: “لا أعرف، هيا بنا انطلق لقد تأخرنا على والدتي، ربما كانت مريضة”..الساعة تجاوزت منتصف الليل، وثناء مازالت تبحث في غرفتها وغرفة أختها الصغيرة ليلى عن ضالتها دون جدوى، أضواء سيارة الوالد نبهت ثناء إلى وصول عائلتها من حفل العشاء الشهري، والذي كانت تريد الذهاب إليه بشدة، ولكن الأمر الطارئ جعلها تعيد حساباتها في الذهاب..دخلت الأم دون أن تلقي التحية على ابنتها، لأن عدم ذهاب ثناء سبب للأم حرجاً أمام عائلتها في عدم قدرتها على السيطرة على ابنتها وتصرفاتها الطائشة، ركضت ثناء نحو والدتها تريد أن تتعرف عن مجريات الحفل: “أخبريني كيف كان الحفل”، لم تنظر الأم ناحية ابنتها الشغوفة في الحصول على بعض المعلومات، وقالت باستهزاء: “وماهو السبب الطارئ الذي جعلك تقررين عدم الذهاب، هل أضعت قلم أحمر الشفاه، أو أفسدت فستانك”.. نظرت ثناء إلى والدتها، وقالت بجدية: “لا المرآة أضعتها، وأنت تعلمين أنني لا أذهب إلى أي مكان دون مرآتي، لا أريد أن أبدو أقل جمالاً من فتيات العائلة”.. فزمجرت الأم غاضبة: “هل أنت مجنونة، تضعيني ووالدك بموقف محرج أمام جدتك وعائلتي بسبب المرآة، هل فقدت عقلك”، فجاوبتها ثناء بصوت خافت: “ألم تقولي لي منذ فترة أن سر جمال المرأة هو اهتمامها بحقيبة يدها”.. نظرت الأم نظرة غاضبة تشوبها نظرات لا تخلو من الدهشة، أدارت ظهرها وخرجت من الغرفة وهي تتمتم بلغة غير مفهومة، كان واضحاً أنها تشتم المرآة، ومن أحضر المرآة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان