مصراوي يحاور ستيفاني كارلو أول "راقصة بالية" محجبة في العالم
حوار- علا محب:
صاحبة وجه ملائكي وابتسامه رقيقة، تتمايل في خفة ورشاقة كالفراشات تنقل رحيق الأمل والتفاؤل لغيرها من الفتيات، ويتنبأ لها الكثيرين بمستقبل مشرق على غرار ماري تاجليوني إحدى أبرز راقصات البالية فى تاريخ أوروبا.
هي راقصة البالية ستيفاني كارلو، رفرفت عاليا فى سماء الفن وبدأ اسمها يضيئ بشدة وخاصة فى أستراليا، ولكن سرعان ما اعتنقت هذه الفتاة وأسرتها الصغيرة الإسلام وارتدت الحجاب، وظن الكثيرين أن هذه الفراشة أصبحت فريسة فى قفص "العيب" و"الحرام". ولكن وعلى غير المتوقع لم يكن هذا حال ستيفاني، ولم يكن "الحجاب" عقبة في طريقها، بل ساعدها على اكتشاف نفسها وزاد من فرصها فى مساعدة كل المسلمات من بنات جيلها.
وفي الوقت الذي يحتفل فيه العالم بـ"يوم المرأة"، فإن هذه الفتاة عكست صورة منيرة للمرأة التي بقدرتها وإصرارها استطاعت الموازنه بين تحقيق حلمها وعدم الإخلال بأحد تعاليم الدين الإسلامي لتصبح بذلك أول راقصة باليه محجبة فى العالم، وكان لـ(مصراوي) معها الحوار التالي..
من أنتِ؟
أنا ستيفاني كارلو، أبلغ من العمر 14( عاماً)، اعتنقت أنا وأسرتي الإسلام فى عام 2010، وأحلم بأن أكون أول راقصة بالية محجبة محترفة فى العالم.
بعد اعتناق الإسلام وارتداء الحجاب، هل شعرت أنكِ تضحين بحلمك كراقصة بالية؟
كنت أتدرب على رقص البالية منذ أن كان عمري سنتين، لذا لم يكن هذا مجرد حلم أود تحقيقه بل حياتى كلها وأحلامى التى أعيش من أجلها. و بعد اعتناقي الإسلام فى 2010، بدأت فى القراءة أكثر عن الدين وتعلم أصول ومفاهيم الدين، والذى لم يخالف الأحلام ولا ينتقص من إرادة أى فتاة أو امرأة، فمن خلال الإسلام تعلمت أن أكون متواضعة وفى نفس الوقت أحفظ كرامتي، أن أفهم أن لحياتي هدف وأن الدين الإسلامي لا يهدم الأحلام بل يشجعك على تحقيقها.
الحجاب لم يكن يوما عائق أمامي، بل هو يمثل هذا الدين الذى اعتنقته وأقتنه به، "فإذا كان من حق الجميع أن يخلع ثيابه فى حريه ويرتدى ما يحلو له.. فمن حقى كذلك ارتداء ثيابي كاملة وفي مقدمتها الحجاب" .. ولا أظن الحجاب أو غطاء الجسم يعنى طمس للروح أوالعقل.
هل حققت أى انجازات كونك أول راقصة بالية محجبة؟
بالطبع، لم يكن الحجاب يوما يقف فى طريق تحقيق أحلامي، بل إني ممتنه لله على اعتناق الاسلام ومساعدتي فى تحقيق أحلامى، فمثلا لعبت دور رئيسي فى إحدى أهم الروايات، وشاركت في مسرحيتين غنائيتين وأنا فى الثامنة من عمرى. بل ودعيت إلى البرلمان، حيث فزت بالجائزة الأولى فى "مسابقة الكتابة لشباب سيدنى" عن كتابة قصة اعتناقي الإسلام وولعي بالبالية والتى كانت تضم اكثر من 3000 شخص، وكنت أبلغ 11 عاما فى ذلك الوقت.
فزت أيضا فى مسابقة "المواهب المسلمة فى ملبورن"، فضلا عن ظهوري على شاشة التليفزيون فى قناة ABC3، وأنا أحلم بأن اصبح أول راقصة بالية محجبة ومحترفة، بل وثقل موهبتي والعمل على تشييد أول مدرسة للفنون المسرحية التى توجه كل طاقتها للأطفال والشباب من مختلف العروق والأديان.
ما هى الشرارة التى جعلتك لا تستسلمي وتدافعين عن حلمك؟
إننى أفخر بكونى أسترالية، وبعد اعتناقي الإسلام، فوجئت بتغير معاملة العديدين لمجرد ارتدائي الحجاب، حينها أصبت بالإحباط، خاصة بعد رفض العديد من استديوهات البالية وجودي لمجرد كونى محجبة. وشعرت باليأس لإجبار القالب النمطى لشكل راقصة البالية على الفتيات، وبعدها قررت أن أحارب من أجل تحقيق حلمى، ومن هنا بدأت فكرة التمويل لتحقيق حلمى وبدء أول مدرسة للفنون لا تشترط عرق، لون، ديانة أو ملبس.
هل تخشين من ردود فعل بعض المسلمين الذين يحرمون "رقص البالية"؟
لقد اخترت أن أكون مسلمة وأن أتعلم المزيد عن الدين الإسلامي، وحجابى هو تعبير عن امتناني وطاعتي لله، والتى لا تتعارض أبدًا مع تحقيق حلمى فى حدود معقولة وملبس لا ينافي الدين الإسلامى.
أما إجابتي على السؤال، فالعكس صحيح تمامًا فأنا أجد الكثير بل المعظم يقف فى صفى ويشجعني. ووجدت العديد من الشباب من دول مختلفة مثل أمريكا وأوروبا وأستراليا يدعمونني، وكنت أحد النماذج التي دفعتهم لنيل أحلامهم التي وقف ما يسمى بـ"الإسلاموفوبيا" عائقًا في سبيل تحقيقها.
المثير أني تلقيت العديد من التعليقات من رافضي الدين الإسلامي، ولكنى لا التفت كثيرا لهؤلاء لأنى اعتبرهم جهلاء لا يجرؤون على فتح كتب الدين الإسلامي ومعرفة تفاصيل هذا الدين، بل يوجهون اللوم والغضب بداخلهم دون معرفة كامله بهذا الدين المتسامح الذى يدعو للحب والخير دون تفرقه. وهذا ما جعلنى مصرة أكثر على تحقيق حلمى. ومن هنا بدأت حملة أول راقصة بالية فى العالم
ما هى أكثر التحديات التى تواجهيها الآن؟
تغيير النمط المتعارف عليه عن راقصة البالية، وأن الملبس لا يعبر عن هذا الفن الذى يهدف الى تحقيق الحب والسلام الداخلى، وبالرغم من أن هناك العديد من التغييرات التي طرأت على هذا المجال، ولكن مازال أمامنا طريق طويل لمزيد من التغييرات.
ما هى "البرامج الخاصة" التى ترغبين فى إضافتها بمدرسة الفن التى قررتِ إنشائها وأشرت اليها فى حملتك؟
أريد أن أكون راقصة بالية محترفة واعمل على تعليم البالية فى مدرسة للفن، والتى تساعد كل من لديه موهبة على تعزيزها والتشجيع على تحقيق الأحلام، بغض النظر عن العرق أو الديانة أو الملبس.
ما هى الرسالة التى تودين توجهيها للمجتمع من خلال رقص البالية؟
البالية فن يعبر عن العديد من المشاعر والقصص، فحركة بسيطة برأسك أو ذراعك يمكن أن تعبر عن عاطفه بعينها وتحكى قصة ورائها، البالية فن يعبر عن التواضع ويدعو للحب. ومن خلال ارتدائي الحجاب أود أن أدعو الناس إلى تقبل الاختلاف وعدم الشعور بالخزى أو العار منه، بل على العكس لا يحق أن ترتدى ما ترفضه معتقداتك أو رؤيتك الشخصية أو تضع نفسك فى قالب نمطي معين، فقط لمجرد رغبتك في تحقيق حلمك وإرضاء المجتمع من حولك.
فيديو قد يعجبك: