لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تعرف على الأثر السلبي لغياب الآباء على طول عمر الأبناء

11:58 ص الأربعاء 18 أكتوبر 2017

تعرف على سبب الأثر السلبي لغياب الآباء على طول عمر

كتب- أحمد عصام روّاي:

كشفت دراسة حديثة أجراها فريق بحثي من جامعة "برينستون" الأمريكية الأثر السلبي لفقدان الآباء على صحة الأبناء الجسدية وطول عمرهم.

قام فريق البحث بقياس طول "التيلوميرات – telomeres" وتحليل بيانات مجموعة من 5 آلاف طفل، ينتمون إلى أُسَر تعاني فقدان الأب.

أجرى الباحثون مقابلات مع الأمهات لبحث طبيعة الحالة الصحية والنفسية للأطفال وسلوكياتهم ومهاراتهم، آخذين في الاعتبار التبايُن القائم بين تلك الأسر من حيث الظروف المعيشية والدخل والتعليم.

كشفت النتائج أن التيلوميرات تتأثر سلبًا بغياب الأب، وأن الأبناء الذين غاب عنهم والدهم في التاسعة من العمر كانت التيلوميرات لديهم أقصر بنحو 14% مقارنةً بغيرهم.

بينما يؤدي سجن الأب إلى قصر طولها بنسبة 10%، أما في حالة انفصال الوالدين أو طلاقهما، فينخفض الطول بنسبة 6%، ويزداد الأثر لدى الفتيان مقارنة بالفتيات، خاصةً عند فقدان الأب في عمر الخامسة؛ إذ يقصر طولها بنسبة 16%.

وتتمثل مهمة التيلوميرات في الحفاظ على نهايات الكروموسومات خلال عملية الانقسام وتجدُّد الخلايا؛ فمع تكرار العملية، يقصر طولها بنسبة معينة كلما زاد عمر الإنسان، وعندما يصل هذا الطول إلى حد معين لا يستطيع بعدها القيام بعمله، تفشل الخلايا في نسخ نفسها ومن ثم القيام بوظائفها، ويبدأ موت الخلية.

 وهذا يعني أن التيلوميرات أشبه بمؤشر العمر البيولوجي داخل كل خلية، لذا بحثت عديد من الدراسات في إمكانية عكس هذه العملية ومن ثم إطالة عمر الخلايا.

وتشير دراسات سابقة إلى أن هناك علاقة بين قصر التيلوميرات والشيخوخة والوفاة المبكرة وارتفاع خطر الإصابة بالسرطانات، مثل سرطان الثدي والعظام والبنكرياس والكبد والرئة وغيرها، بجانب ضعف الجهاز المناعي.

يقول "دانييل نوترمان" -أستاذ البيولوجيا الجزيئية بجامعة برينستون وطبيب الأطفال والباحث الرئيسي في الدراسة- لـ"ساينتيفيك أميريكان": "إن الدراسة قامت على فرضية أن شدة الإجهاد ومدته يرتبطان بطول التيلومير، وأن غياب الأب عن حياة الطفل يؤدي لزيادة التوتر لديه، سواء كان ذلك لأسباب اقتصادية أو عاطفية أو كليهما".

لم تكن تلك الدراسة الوحيدة التي كشفت العواقب البيولوجية لغياب الأب، ففي الصين يُترك ملايين الأطفال مع أقاربهم نحوًا من ستة أشهر بعيدًا عن والديهم، ما يؤدي إلى تغيُّرات سلبية بأدمغة الأطفال، وفق ما انتهت إليه دراسة صينية.

وكشفت الدراسات أن الذكور هم أكثر عرضة للآثار السلبية من الإناث، وبالرغم من أن الدراسة لم تتطرق للسبب الذي يجعل الفتيان أكثر تأثرًا من فقدان الأب مقارنة بالفتيات، إلا أن دراسات عدة انتهت إلى أن غياب الأب يمكن أن يكون عاملًا لتوقُّع السلوك الإجرامي والعدواني لدى هؤلاء الأبناء، فنجد أن خطر تعاطيهم للمخدرات وحملهم للسلاح يرتفع بنسبة 279%.

 

وتُعد تلك الدراسات هي الأولى من نوعها، فتلفت النظر إلى الارتباط الوثيق بين حالة الصحة النفسية السيئة والصحة الجسدية على المستوى الخلوي للأطفال الذين فقدوا آباءهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان