هل سيتحسن حالنا لو استيقظنا مبكرًا؟
كتبت- هاجر حاتم:
كثيرًا ما نسمع لكي تكون ناجحًا يجب أن تستيقظ من نومك مبكرًا. فالمدير التنفيذي لشركة أبل، تيم كوك، يستيقظ من نومه في الساعة 3:45 فجرًا، والمدير التنفيذي لشركة فيات، سيرجيو ماركيوني، يستيقظ الساعة 3:30 فجرًا، والملياردير ريتشارد برانسون في الساعة 5:45 صباحًا، بحسب ما ذكره موقع هيئة الإذاعة البريطانية bbc.
لكن هل هذا يعني أن معظم الناجحين يقومون بذلك؟
بالنسبة لنحو 50%، لا تعتبر تلك مسألة ذات أهمية، إذ تشير دراسات إلى أن حوالي 50% من الناس لا يفضلون السهر كثيرًا أو الاستيقاظ مبكرًا، ولكنهم في منطقة وسط بين هذا وذاك.
وتشير دراسات إلى أن واحد من بين كل أربعة تقريباً يستيقظ مبكرا، وأن واحد من بين كل أربعة أيضا يفضل العمل ليلا. وتظهر أبحاث أن عادة الاستيقاظ المبكر مقابل الاستيقاظ المتأخر تظهر انقساماً تقليدياً بين الجهة اليمنى والجهة اليسرى من الدماغ، بمعنى أنه هناك أشخاص أكثر قدرة على التحليل والتعاون مقابل أشخاص لديهم قدرة أكبر على التخيل وأصحاب نزعة فردية في السلوك.
ووجدت أبحاث كثيرة أن الأشخاص الذين يستيقظون مبكرًا يكونوا أكثر إصراراً ولديهم قدرة أكبر على توجيه الذات، فهم يضعون لأنفسهم أهدافاً سامية ويخططون أكثر للمستقبل، ولديهم شعور أفضل بالرفاهية. وبالمقارنة بمن يفضلون السهر والعمل ليلا، فإنهم يكونوا أقل عرضة للإصابة بالإحباط وأقل ميلًا لتناول الكحوليات والتدخين.
ورغم أن الأشخاص الذين يستيقظون مبكرًا يكونوا أكثر قدرة على الإنجاز في المجال الأكاديمي، فإن من يعملون ليلاً يكونوا أفضل من حيث الذاكرة وسرعة الإدراك والقدرة المعرفية.
وتقول كاثرين وولف، أستاذة علم الأحياء بجامعة أكسفورد، أن إرغام الناس على اتباع أنماط بعيدة عما يفضلونه يمكن أن يكون ضاراً. فعندما يستيقظ الذين يفضلون السهر ليلا مبكرا، على سبيل المثال، تكون أجسامهم لا تزال تفرز مادة الميلاتونين، ومن ثم يحدث ارتباك في عملية إفراز تلك المادة ويمكن أن يكون لذلك الكثير من النتائج النفسية السلبية، مثل الحساسية للأنسولين والجلوكوز والتي يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن.
ويتغير تفضيل الشخص للسهر أو الاستيقاظ مبكرا مع تغير العمر، فالأطفال يميلون تجاه الاستيقاظ مبكرا، ثم يميل الشخص للسهر في العشرينات، قبل أن يحدث تغير طفيف بالعودة إلى الصباح في سن الخمسينات.
وبالنسبة للأشخاص الذين ينامون متأخرا ويستيقظون في السابعة صباحاً، فإن أجسامهم لا تزال تظن أنهم نائمون وتعمل طبقاً لذلك، ولذا يظلوا مترنحين بين النوم والاستيقاظ لفترة أطول ممن ينامون مبكرا ويستيقظون في نفس الوقت.
فيديو قد يعجبك: