"مطلقة أحسن من لقب عانس"..حكايات ضحايا الطلاق المبكر
كتب - شيماء محمود:
في زماننا لم يعد "الزواج" مرادفًا لتكوين أسرة ولم شمل حبيبين في بيت واحد، ولكنه أصبح لدى البعض مرادفًا للهروب من العنوسة وضغط الأهل والخوف من قطار العمر الذي يمر مسرعًا، وحلم الأمومة الذي تنطفئ شموعه يومًا بعد آخر.
هؤلاء الفتيات اللائي يعتبرن الزواج ملاذ آمن يبتعدن به عن كل ما تقدم، عادة ما يتسرعن في اختيار الطرف الآخر أو القبول بما هو متاح دون مراعاة العواقب، التي قد تصل في بعض الأحيان إلى الكثير من المشكلات أو فشل العلاقة بالكامل.
وبالرغم من تسجيل الكثير من حالات الزواج التي كان أساسها رغبة الزوجة في أن تصبح أم أو هروبها من نظرات الأهل والأقارب أو الخوف من تمضية العمر دون شريك، إلا أنها تظل حالات تشذ عن الواقع.
وتواصل "مصراوي" مع بعض السيدات اللاتي تزوجن وفقًا لأحد الدوافع السابق ذكرها، وذلك للحديث عن دوافعهن الحقيقية ومدى نجاح التجربة.
"أحلم بالامومة هذه كانت أولى كلماتها عند سؤال سارة فؤاد عن زواجها، وقالت "أفضل الزواج عشان أخلف.. أهم حاجة بالنسبة ليا الخلفة حتى لو بعد كده اطلقنا".
"هنفرح بيكى إمتى" دافع آخر ووسيلة ضغط قررت على إثرها آية محمد أن تتزوج، آية قالت "كنت خايفة أكون عانس.. ووافقت على طول بالجواز".
وللتعرف على رأي العلم في هذه الظاهرة، قال الدكتور أحمد عبد الله أستاذ علم النفس بجامعة الزقازيق "هذه الظاهرة خطأ مجتمعي كبير، فالمجتمع يدين العانس وكأنها هي المسئولة عن ذلك، فتحاول الهرب من وصم المجتمع لها بالعنوسة بصرف النظر عن أي ظروف، وأصبحت الفتيات يفضلن لقب مطلقة على "العنوسة".
من جانبه قال الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف "الزواج في حد ذاته ليس صفقة تجارية وإنما ينبغي أن يقوم هذا الزواج على التكافؤ بين الزوجين والمسألة ليست مسألة الهرب من العنوسة، فكونها عانس أفضل بكثير من مطلقة، لأن المجتمع الذي نعيشه لا يقدّر ظروف الآخرين، وعليها الصبر حتى يأتيها نصيبها".
وعن حالات الطلاق المبكر قال ناصر البارودى المحامى بالنقض "للأسف في الآونة الأخيرة انتشرت حالات الطلاق المبكر بشكل كبير، الأمر الذي يدعوا للتساؤل وطلب رأي العلم لتفسير الظاهرة بشكل خاصة أن الطلاق أحيانًا يحدث بعد فترة زواج لا تتعدى الشهرين أو الثلاثة أشهر".
جدير بالذكر أن معدل العنوسة وصل في مصر إلى 11 مليون وفقًا لتقرير جهاز التعبئة العامة والإحصاء.
فيديو قد يعجبك: