مما الفرق بين التعلّم والدراسة؟
كتب- معتز حسن:
يخلط الكثيرون بالخطأ بين مفهومي الدراسة و التعلم، وقد يظن البعض أنه ليس هناك فارق بينهما أو أنمها يعطيان نفس المعنى، بينما هناك فارق كبير بينهما. فالدراسة تختلف تمامًا عن التعلم من الحيث التلقي والمفهوم والمحتوى الذي يتم دراسته بشكل معين ولما له من تأصير على حياتنا.
وفي محاولة لشرح الفارق بينما، هذه بعض التفاصيل التي توضح مفهوم كلًا من الدراسة والتعلم، حسب ما ذكر موقع "أراجيك" المعنى بالمعرفة العامة.
أولًا الدراسة:
هى أن تدرس أن تحفظ وتفهم وتردد الذي يُقال لك دون تحريف على الإطلاق. ففي المدارس والجامعات هناك البعض من يتحكمون في المواد الدراسية بأنفسهم ويجبروك على أشياء خاصة بها، ويغلقون في وجهك كل أبواب النقاش المتحضر.
وبطريقة أبسط تعتبر الدراسة تجعلك تدرك ذلك الشيء، وتثبت للمدرس أن ذلك الشيء هام لدرجة أنك حفظته عن صميم قلب، وأفرغته له في ورقة الاختبار لتبرهن أنك تلميذ متفوق وتستحق الإشادة، ومن الممكن أن تنسى كل ما درسته. والسبب وراء ذلك يرجع إلى لأنه لم يكن لديك الدافع له من الأساس.
في الدراسة أنت توضع أمام العديد من المواد الدراسية درسًا بعد درس، ويعتقد بذلك أنها تخلق فيك القيم والمبادئ والأسس التي تجعلك مواطنًا صالحًا بالمستقبل.
لكن في حقيقة الأمر هي تصيبك بالحسرة الناتجة عن قلة الحيلة وتكدس الأعباء فوق كاهلك الهش.
وتجدر الإشارة إلى أن بعض علماء التربية قالوا في كتبهم ودراساتهم أن ذلك نظام فاشل للحصول على المعارف. وبناء عليه قاموا بتعديل تلك المنظومة للوصول إلى منظومة معرفية أكثر اتزانًا ورصانة. عن تلك المنظومة التي اختزلوها في كلمة "تعلّم".
ثانيًا التعلم:
هو المفهوم الحديث والرصين للدراسة. فالتعلم هو اكتساب المعارف، وهو اكتساب للمعارف بهدف تعديل السلوك الإنساني، وأنه مستمر معك حتى الموت.
الغاية من الحياة هي أن تطور من ذاتك لتكون إنسانًا أفضل على الصعيد الشخصي والاجتماعي. وذلك التطوّر لن يتأتي إلا عن طريق اكتساب المعارف و"تطبيقها". وتطبيقها ينتج عنه تغيير جزئي أو دائم في السلوك.
ويستدل على أن هذه عملية تعليمية بالناتج المتمثل في السلوك المتغير المبني عليها. فعلى سبيل المثال إذا اشتريت كتابًا عن الجاذبية والقوة. وقرأت فيه أن إمساك الأشياء بوضعية مستقيمة وعضلات مرتخية نحو الأسفل يقلل من الجهد المبذول في حملها مقارنة بحملها في وضعية شبه مستقيمة مع وجود قوة عضلية لرفعها لأعلى.
ففي الحالة الأولى تدع الجاذبية تهتم بالأمر فتقلل الجهد، وفي الثانية أنت تقاوم الجاذبية فبالتالي تبذل مجهودًا أكثر وبعدها مباشرة قررت حمل كل الحقائب بالوضعية الأولى. هذا تغيير بيّن في السلوك قادك إلى حياة أفضل. فبالتالي هذا تعلم، وهذا هو الذي يجب عليك أن تنشده في الحياة.
ولتوضيح الفارق من خلال مثال فالدراسة عبارة عن بركة صغيرة ضحلة، بينما التعلّم محيط شاسع عميق ونقي.
فيديو قد يعجبك: