عزل في حظيرة الحيوانات.. هكذا يعامل "العالم" المرأة أثناء الدورة الشهرية

كتبت-لمياء يسري:

ربما التركيبة المعقدة للمرأة نفسيًا وجسديًا، جعلتها في وقت ما أحد ألغاز الطبيعة التي لم يستطع العقل البشري تفسيرها بسهولة، فأدى ذلك إلى تكوين قناعات مختلفة حيث رفعها البعض إلى درجة التقديس، وآخرون قرروا احتقارها إلى وقتنا.

وعانت المرأة على طول التاريخ من الاضطهاد بأشكال مختلفة نفسيًا وجسديًا، حتى أوروبا لم تبدأ عهد احترام النساء إلا من قريب، وما زالت تحاول التخلص من ميراثها الظلامي القديم.

يرصد لكم "مصراوي" نظرة الثقافات المختلفة إلى المرأة أثناء الحيض، في الماضي والحاضر:

- مصدر للتلوث

تقول التقاليد في دولة نيبال، إنه يلزم عزل المرأة هنا كل شهر أثناء فترة الحيض، إما في حظيرة الحيوانات وبين الأبقار والمواشي وروث البهائم، أو في أي كوخ صغير ضيق غير آدمي، ومعزول عن منزل أسرتها الأساسي.

يسمى هذا الطقس بـ"تشوبادي"، يتعلق بمفهوم الطهارة في الديانة الهندوسية، وتتم ممارسته منذ مئات السنين في مناطق غرب نيبال وأجزاء من الهند وبنجلادش، بحسب ما أوضحت أستاذة الأنثروبولوجيا بجامعة فلوريدا، في تصريحات إلى مجلة "فورين بولسي".

ويتم منع النساء أثناء الحيض، من دخول المطبخ ولمس الطعام أو الرجال أو الكتب الدينية، كما لا يسمح لهم بالاستحمام أو غسل الملابس.

وترسل النساء بالإجبار إلى أكواخ ضيقة مصنوعة من القش أو الطين، وتنخفض درجة الحرارة في الشتاء إلى ما تحت الصفر ولا تستطيع النساء حينها حماية أنفسهن، لأنه غير مسموح لها باستخدام أي شيء، سوى سجادة مصنوعة من القش، تنام عليها.

وبحسب دراسة لباحثون من جامعة باث بالمملكة المتحدة، فإن 77 ٪، كانوا من الطبقات الاجتماعية البسيطة، ونسبة 66% من الفتيات بالمناطق الحضرية والأثرياء.

وتوفيت كثيرًا من الفتيات بسبب هذا الطقس، إما بسبب الاختناق أو لدغات العقارب والثعابين، أو التجمد بسبب انخفاض درجات الحرارة.

وبالرغم من حظر المحكمة العليا في نيبال هذا الطقس، في عام 2005، ووصفته بأنه انتهاك لحقوق الإنسان، إلا أن الكثير من العائلات ما زالت تمارس هذا الطقس بسبب الضغط المجتمعي للعادات والتقاليد على النساء.

- يفسد المحاصيل

اعتقد قدماء الرومان، أن دم الحيض لدى المرأة إذا لمس أي شيء، فإنه يؤثر عليها بشكل سيئ، فيؤدي إلى موت المحاصيل، وإفساد الطعام، وإسقاط الثمر من الأشجار.

كما يؤدي إلى صدأ الحديد والفولاذ وتصدر رائحة كريهة، وإذا تذوقه الكلب يتحول فإنه يصاب بالجنون، بحسب ما أوضح المؤرخ الروماني، بليني الأكبر، في كتابه "التاريخ الطبيعي".

-جنون

كان الأطباء في بريطانيا أثناء القرن التاسع عشر، معتقدون أن المرأة في فترة الحيض تصبح ذات إعاقة عقلية وجسدية.

وبحسب موقع "inews" فإن المرأة تصبح عبارة عن "حطام" لا تصلح لأي عمل، ولكنهم أكدوا على ضرورة راحتها، وعدم التذمر من إحساسها بالضيق.

- خلل في التذوق

يقول بعض طهاة السوشي في اليابان، إنه لا يمكن للنساء أن تصبح طاهية سوشي من الأساس بسبب فترات الحيض. إذ يعتقدون أن الحيض يسبب "خللاً في الذوق"، وبالتالي لا يمكن للمرأة أن تعد السوشي بشكل صحيح.

ولكن بعض النساء مثل نيكي ناكاياما كسرت الصورة النمطية والمحرمات في فترة وأتقنت فن إعداد وطهي السوشي.