"غادر المستشفى وقال سأموت في المنزل".. ابن يجد طريقة لإنقاذ والده من مخالب كورونا
وكالات:
"أرجوك عدني بشيء واحد: إذا كنت سأموت، فسوف أموت هنا. لا تدعني أعود إلى هناك"، هكذا توسل سورياكانت نثواني الرجل البالغ من العمر 81 عاماً بعد عودته من المستشفى طالباً من ابنه أن يسمح له بالموت في المنزل.
ورغم أنه لم يكن مستعداً لقبول موت والده، إلا أن راج، الذي يبلغ من العمر 55 عاماً، كان يعلم أن فرص نجاة والده من الفيروس لم تكن كبيرة.
مع أنه غادر المستشفى ليموت.. وجد ابنه طريقة لإنقاذه من مخالب فيروس كورونا
راج نثواني، مع والدته كانتشان، ووالده سورياكانت نثواني، وشقيقه (من اليسار إلى اليمين).
وحرص راج، الذي يعمل في شركة إعلانية، على التحلي بالإيجابية، وقال لوالده: "لن تموت. سوف نعتني بك هنا"، وفق ما نقلت شبكة "سي إن إن" عربية.
تدهور الحالة الصحية لوالده
وكان راج، الذي قد تعافى من نوبة قلبية في نوفمبر الماضي، جاهزاً لمواجهة الجائحة قبل أسابيع من إغلاق المملكة المتحدة في 23 مارس.
وكان راج يمارس العزلة الذاتية مع والدته التي تبلغ من العمر 80 عاماً، ووالده الذي يعاني من مرض الإنسداد الرئوي المزمن (COPD) منذ 11 مارس، وكانت الأسرة بأكملها معرضة لخطر الفيروس.
مع أنه غادر المستشفى ليموت.. وجد ابنه طريقة لإنقاذه من مخالب فيروس كورونا
وبدأت صحة والده بالتدهور في 25 مارس، وبعد زيارة للمستشفى، اتصل الأطباء براج بعد وقت قصير لإعلامه أن احتمال إصابة والده بالفيروس هو 95%، ولكنهم أرادوا إرساله للعودة إلى منزله رغم ذلك.
وقال راج إن مستشاراً أخبره إنهم لن يدعوا والده يستخدم جهاز تنفس اصطناعي لأنه شعر أن حالة رئتيه لن تتحمل ذلك.
ورغم مخاطر نشر العدوى في منزله، قرر راج جلب والده إلى المنزل والاعتناء به.
وبسبب قلة معرفته الطبية، لجأ راج إلى جمع وتحليل البيانات، وقام بإنشاء جدول بيانات لمساعدته في تتبع درجة حرارة والده، وضغط دمه، وقراءات تشبّع الأوكسجين.
ولجأ راج أيضاً إلى طبيب عائلته، بارات ثاكر، وهو طبيب ممارسة عامة، ليحصل على المشورة منه أيضاً.
عملية الشفاء
وفي اليوم التالي، اتصل ثاكر براج ليخبره أن نتائج والده تُظهر أنه مصاب بفيروس كورونا بالفعل. وفي ذلك الوقت، كان الأطباء مثل ثاكر يعانون من نقص في معدات الحماية الشخصية الكاملة، ومنع ذلك ثاكر من زيارة منزل العائلة لتفقد حالة نثواني.
لذلك، اكتفى ثاكر بمراجعة جدول البيانات الذي أنشأه راج، وأوصى باستخدام مضاد حيوي للعدوى التي تطورت لدى الأب.
ونصح الطبيب بجعل نثواني يستلقي على بطنه لعدة ساعات في اليوم، وهو أمر اكتشف الأطباء أنه يساعد مرضى الفيروس على زيادة كمية الأوكسجين التي تدخل إلى الرئتين.
وفي ظل رعاية ابنه، بدأ نثواني يتعافى تدريجياً، وأدرك راج أن والده كان في طريقه إلى الشفاء عندما أصبح قوياً بما فيه الكفاية ليتذمر.
وقال ثاكر، الذي شهد وفاة عدد من المرضى بسبب الفيروس، إنه ليس متأكداً مما ساعد نثواني على الشفاء، وأوضح قائلاً: "سواءً كان الأمر بسبب رعاية عائلته، أو البيانات الحيوية المتاحة التي أحدثت فارقاً، نحن لا نعلم"، ثم أضاف: "ربما كان ذلك مجرد حظ، وأن أوانه لم يحن بعد".
فيديو قد يعجبك: