ليه صوابعنا مش زي بعضها؟.. إليك التفسير العلمي
كتبت- أميرة حلمي
تختلف يد الإنسان اختلافًا جوهريًا عن أيدي الكائنات الأخرى بشكل ملحوظ، من السبابة والوسطى إلى الخنصر والبنصر حتى الإبهام، وتتنوع أسامي أصابع اليد الواحدة، وأيضاً في الطول والشكل والقدرة الحركية، فما سر الاختلاف؟
كشف العديد من الباحثين، إلى أن اختلاف طول الأصابع وسيلة للتكيف مع الاحتياجات البشرية والبقاء على قيد الحياة. وبنظرة عميقة، إذا كنت تريد أن تفهم بوضوح سبب عدم تماثل طول أصابعنا، فمن الحكمة أن تفكر في التاريخ التطوري لأيدينا وأصابعنا، لأن الماضي غالبًا ما يحتوي على إجابات وتفسيرات لحاضرنا.
وبحسب ما ذكر موقع "scienceabc"، ليس من الواضح تمامًا متى ظهر الشكل الحديث لليد البشرية للمرة الأولى، ولكن يرجح العلماء فكرة أن تكون قد تطورت منذ أكثر من مليون سنة، إذ كانت أيدي أسلافنا الذين عاشوا قبلنا بملايين السنين تشبه إلى حد كبير أيدي الشمبانزي الحالية، حيث تتميز بأصابعها الطويلة ونخيلها العريضة، بالإضافة إلى إبهامها الصغيرة والضعيفة.
وكان يرتبط طول الإصبع والإبهام هذا بالمشي والتسلق عبر فروع الأشجار، إذ كانت منحنية والأطراف تفتقر إلى العظام العريضة بشكل عام، ما يساعد على التثبيت على دعامات أفقية، مثل أغصان الأشجار، ولكنه يجعل من المستحيل الإمساك بشيء ما بشكل آمن والقيام بالعديد من المهام، مثل التلويح بعصا. علاوة على ذلك، يوفر ترتيب اليد هذا القليل من القوة والدقة للقيام بمهام مثل الضغط أو القرص والإمساك بالأشياء بإحكام.
وحول سبب وجود أصابع غير متجانسة الشكل، تقول إحدى النظريات الأكثر شيوعًا إن هناك حاجة إلى قبضة يد أفضل للتمكن من العيش، لذلك نجا أولئك الذين تكيفوا مع مثل هذه القبضة، بينما هلك الآخرون.
منذ نحو 3 ملايين سنة، تم استخدام الأدوات الحجرية، والتي صقلها الجنس البشري بمرور الوقت. على سبيل المثال، منذ نحو 1.5 مليون سنة، تم إنتاج أدوات أكثر دقة مثل الفؤوس والسواطير بواسطة البشر الذين تطورت أصابعهم، ما أعطاهم ميزة صنع مثل هذه الأدوات من أجل بقائهم على قيد الحياة، وبمرور الوقت، أصبحت الأدوات أكثر دقة بتطور اليد إلى حالتها الحديثة.
وتعتقد نظرية أخرى مماثلة أن أيدينا تطورت لرمي الأشياء بدقة وإمساكها، الأيدي البشرية لها راحتان قصيرتان وأصابع قصيرة بأطوال متفاوتة، وهذه النسب تجعل من الممكن السيطرة على الأشياء بطريقتين لا تستطيع الثدييات الأخرى القيام بهما، إذ يتم إمساك الجسم بين بطانات أطراف الأصابع والإبهام.
وأفضل توضيح للقبضة الدقيقة هو كيف يحمل اللاعب كرة التنس، ويعتقد العديد من العلماء أن الاستخدام الواسع النطاق للأدوات من قبل أسلافنا كان القوة الدافعة وراء أبعاد اليد الحديثة وعدم انتظامها.
ومن المحتمل أن مجموعة من العوامل أدت إلى تطور أيدينا وأصابعنا على مدى ملايين السنين إلى ما هي عليه اليوم، سواء كانت هذه هي الحاجة إلى صنع / استخدام الأدوات، أو تشكيل قبضة أقوى حول الأشياء، أو الدفاع عن أنفسنا بشكل أكثر فعالية.
واختلاف طول أصابع الكفّ ليس عشوائيا، بل له تفسيره. فوفقا لما ورد على موقع "فوكس" الألماني، فإن اختلاف طول الأصابع يتيح للكف القيام بمهام كثيرة، ومن بين هذه الوظائف القدرة على التقاط الأشياء والإمساك بها، أو التقاطها بشكل أفضل.
وبحسب نظرية التطور فإن تفسير طول الإصبع الوسطى وقصر الخنصر، يعود إلى أن الهياكل القادرة على التحمل تنمو، بينما تتقلص الهياكل التي تكون قدرتها على التحمل أقل. أي أن طول الإصبع الوسطى وقوتها يجعلها قادرة على حمل الأشياء أورميها، بينما لا تقوى الإصبع الصغيرة على القيام بذلك.
ورغم تفاوت قدرات الأصابع، إلا أن اختلاف طولها يسمح لنا القيام بمهارات حركية دقيقة سواء لدى القيام بأعمال حرفية أو تجارب علمية أو رسم لوحات فنية.
فيديو قد يعجبك: