إعلان

لماذا يتجه الذوق العام نحو أغاني المهرجانات وأفلام "البلطجة"؟.. خبراء يجيبون

08:00 م الخميس 12 أغسطس 2021

كتبت- هند خليفة

لقيت أغاني المهرجانات وكذلك الأفلام التي أطلق عليها "أفلام البلطجة" شعبية كبيرة على مستوى الطبقات المختلفة بالشارع المصري، وساهم في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، لسهولة إنتاج أغنية وطرحها دون تكاليف تذكر، ما يظهر أن الذوق العام اتجه نحو تلك النوعية على الرغم من ما تقدمه من كلمات وإشارات غير أخلاقية.

ويستعرض "مصراوي" فيما يلي من خلال خبراء علم النفس والعلاقات أسباب اتجاه الذوق العام نحو أغاني المهرجانات الشعبية وأفلام البلطجة بين طبقات المجتمع المختلفة، وسبل انقاذ المجتمع من هذا الانحدار.

في هذا الإطار يقول الدكتور، جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن تصدر أفلام البلطجة وأغاني المهرجانات الذوق العام، يعد سلوكًا مجتمعيًا في كل أنحاء العالم، لافتًا إلى أن الشباب بدأ يقلد الغرب منذ السبعينيات، فبدأت المساوىء تظهر بسهولة، دون الحفاظ على هويتنا الشرقية، خاصة وأن جيل مواقع التواصل الاجتماعي له الحرية المطلقة التي يستغلها استغلال خاطىء، متوقعًا أن يكون القادم أسوأ وأن لا يستطيع أحد السيطرة عليه.

وأوضح فرويز في تصريح لـ"مصراوي"، أن المجتمع المصري يشهد حالة من الانحدار الثقافي منذ سنوات طويلة ماضية، بعد نكسة ١٩٦٧ ظهرت أغاني مشابهة لهذه المهرجانات الشعبية كـ"التشت قالي"، ولكن رفضها الشعب المصري وحافظ على كيان الشخصية المصرية لبعد نصر أكتوبر المجيد.

وأشار إلى أنه بعد انتصار أكتوبر والانفتاح الاقتصادي المزعوم وكذلك توغل الجماعة السلفية، ظهرت أفكار مخالفة للأفكار المصرية تمامًا، ونشرها صورة مغلوطة عن المسلمين والإسلام، وكانت النتيجة هي فقدان المجتمع كثير من عاداته وتقاليده وقيمه ومبادئه التي عاش وتربى عليها منذ آلاف السنين، فبدأ الانهيار الديني والأخلاقي.

وأكد أن أصحاب المهرجانات يقومون بتلويث التراث الغنائي والموسيقى، واستنساخ ثقافة وهوية جديدة للمصريين لم يشهدوها من قبل، لافتًا إلى أن كثيرا من الأفلام والمسلسلات حاليًا أصبحت تسير على نفس وتيرة المهرجانات الشعبية، والتي تهدف إلى الانحدار الثقافي من أجل تدمير الهوية المصرية نهائيًا.

ويؤكد أن القضاء على تلك الظاهرة يكون من خلال قرارات فوقيه حاسمة، مشددًا على أنه غير ذلك لم يكن هناك نتيجة.

فيما ترى الدكتورة إيمان عبدالله، استشاري العلاقات الزوجية والأسرية، أن أغاني المهرجانات وأفلام البلطجة تنقل صورة حية يتم تقليدها بأكملها، بين حركات جسدية وملابس، وليس كلمات يتم ترديدها فقط.

ونددت في تصريح لـ"مصراوي" من انتقال أغاني المهرجانات إلى حفلات الجامعات، الأمر الذي يزيد من انتشارها بشكل كبير، لافتة إلى أن الجامعات تعد أماكن مقدسة للطلاب، وتوجههم نحو ما هو مسموح أو مرفوض، فلذلك يجب أن يتم إلغاء تلك الحفلات نهائيًا.

وأفادت بأن معظم الأسر اعتادت على إلهاء الأبناء بمتابعة السوشيال ميديا والدراما، فأصبحوا محاصرين بتلك المهرجانات وأفلام البلطجة، مشيرة إلى ضرورة سحب كل ذلك منهم أو تقليل المشاهدات بشكل تدريجي على أن يتم طرح بديل آخر، يخاطب عقولهم بصورة أرقى كالأغاني الحماسية على سبيل المثال.

وطالبت عبدالله الأمهات بأن يكون لديهم وعي بحسن اختيار ما يشاهده أبنائهم، والتصحيح لهم حينما يشاهدون مثل تلك النوعية من أغاني المهرجانات أو أفلام البلطجة، والتأكيد لهم أنه لا يمكن تكرار مشاهدتها مرة أخرى، قبل أن يكرروها.

كما شددت أيضًا على ضرورة عودة الدولة بإنتاج أفلام الكارتون ومسرح الطفل لإيجاد ماده راقية لتعليم الأطفال، لافتة إلى أن الفن مرآة المجتمع والآن أصبح يعكس أن المجتمع بلطجي.

فيديو قد يعجبك: