كيف نتخطى ذكريات الماضي المؤلمة؟
كتب- أحمد الدخاخني
قد يعاني بعض الناس من التفكر كثيراً في ذكريات الماضي السيئة التي سببت لهم الشعور بالضيق والألم رغم مرور سنوات عديدة على مضي هذه الذكرى.
وبمجرد السير في أحد الشوارع التي حدثت فيها ذكرى مؤلمة فإنهم يتذكرونها على الفور، ولذا تبحث هذه الفئة عن وسائل للتخلص من ذكريات الماضي السيئة.
وقالت الدكتورة أميرة شوقي، استشاري العلاج النفسي، إن البعض لا يستطيع الخروج من الذكريات المؤلمة لأنه دائماً يتذكر ما يؤلمه، حيث إن الشعور بالألم هو الأكثر شدة من أي شعور آخر والذي يضع علامة بداخل الإنسان، على سبيل المثال حين يتعرض لتربية خاطئة أو العنف عند العقاب من والديه، فإن الطفل علمياً لا يتذكر الأخطاء التي ارتكبها والتعلم منها، وإنما يتذكر فقط الألم الذي شعر به بسبب تعرضه للعقاب من قبل والديه، وهذا الموقف يترك له ذكرى سيئة تؤثر على حالته النفسية عند كبره.
وأوضحت استشاري العلاج النفسي أن الإنسان الواعي يأخذ وقتاً قصيراً في التفكير في الذكريات المؤلمة ويستطيع أن يتخطاها بسهولة، وإذا كان لا يملك الوعي فسيصبح حبيساً لذكريات الماضي المؤلمة مثل السجين داخل القضبان ويتلذذ في جلد ذاته.
كيف نتخطى ذكريات الماضي المؤلمة ؟
اقترحت استشاري العلاج النفسي الحلول التي تساعد على التخلص من ذكريات الماضي السيئة, كما يلي:
1- صنع ذكريات جديدة
لا بد من ممارسة الحياة فيكون هناك أحداث ومواقف جديدة والتي تساعد على الخروج من الذكريات السيئة التي تسبب الألم، والإنسان حين يتمتع بصحة نفسية جيدة يأخذ من الذكريات القديمة كعبرة ودروس لكي لا يقع في أخطاء الماضي مرة أخرى ولا يكون أسيراً لها.
ولكن من الوارد أثناء مشوار الحياة أن يحدث موقفاً يشبه أحداث الماضي السيئة، وهذا ما يسمى بالتذكر المؤقت ومن السهل عليه أن يتجاوز ذلك الموقف مثلما تجاوز الماضي.
2- إزالة مثيرات للذكريات المؤلمة:
من المؤكد أن التكرار يؤكد المعلومة ومن الصعب نسيانها، مثل السير في شارع ما أكثر من مرة مما يسهل حفظ طريق هذا الشارع، ويسهل نسيانه إذا كانت تجربة السيرة مرة واحدة فقط, وهو نفس المنطق مع الذكريات المؤلمة، فكلما ابتعدنا عن مثيرات لهذه الذكريات فإنه يمكن نسيانها تدريجياً, مثل التعلق بشخص ما في بيت واحد وتُوفي هذا الشخص, فإنه يفضٌل ترك هذا المنزل والانتقال إلى منزل آخر وتغيير المكان.
3- التفريغ:
هناك أناس يتناسون الذكريات المؤلمة لكنهم لم ينسوها، قد يذهبون للعمل ويقومون بزيارة أقاربهم لكنهم يتناسون الذكرى المؤلمة وتوجد بداخلهم، وتسبب ذلك آثار نفسية مثل قلة النشاط في عملهم, أو من الممكن أن يتعرضوا للإصابة بأمراض القلب والسكر والضغط, ولذلك يجب عليهم التفريغ والتعبير عما بداخلهم من ألم وحزن بشكل صحيح, مع عدم الإستمرار طويلاً في العيش مع الحزن.
4- استغلال وقت الفراغ:
بعد التخلص من مثيرات للذكريات المؤلمة والتفريغ, فلابد من استغلال وقت الفراغ في أشياء مفيدة وهادفة ورسم خطط مستقبلية للحيلة، وهذا يساعد على نسيان الذكريات المؤلمة.
فيديو قد يعجبك: