ما مدى تأثير جرائم "قتل الأزواج" على الأطفال في المستقبل؟
كتب – أحمد الدخاخني
جرائم العنف الأسري وخصوصا القتل بين الأزواج، طفت على الساحة خلال الفترة الأخيرة، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عنها، ولعل أشهرها زوجة طوخ التي أنهت حياة زوجها عقب مشاجرة بينهما.
وبعيدا عن دوافع تلك الجرائم، فإن الظاهرة تدفعنا إلى الحديث عن تأثير تلك الحوادث على الأطفال في المستقبل؟
أخصائية سلوك الأطفال فطوم حسن تقول إن "كثرة الخلافات الزوجية أمام الأطفال تؤثر سلبياً عليهم منذ الصغر، فجريمة قتل أمام أعين هؤلاء الأطفال الأبرياء، يجعلهم يعانون من صدمة شديدة تؤثر على صحتهم النفسية وتسمي في علم النفس "اضطراب ما بعد الصدمة"، وهو أمر خطير جداً".
وأضاف: "قد يدفع الطفل لانحرافات سلوكية نتيجة مشاهدته لهذه الجريمة المأساوية، وتتكون لديه صورة ذهنية سيئة، وتراوضه الذكريات السيئة واضطرابات النوم والقلق والاكتئاب، وفقده الإحساس بالأمان والرعب الاجتماعي وشعوره الدائم بالذنب".
وأوضحت فطوم أنه نتيجة مشاهدة الطفل لهذه الجرائم يتحول لشخصية عدوانية لكل من حوله وللمجتمع، ويصبح عدوانياً في كل سلوكه وفي علاقاته في المستقبل، ومن هنا أصبح لشخصية غير سوية نتيجة تغيير فسيولوجي في عقله.
وفي هذه الحالة يحتاج الطفل إلى علاج نفسي لمدة طويلة حتى يعود مرة أخرى لحالته الطبيعية، ولا بد من المتابعة الدائمة المستمرة لمعالجة اضطرابات ما بعد الصدمة نتيجة هذه الجريمة، ولكن حتى ما بعد العلاج النفسي يظل الطفل متأثراً بهذه الحادثة ويعاني منها نفسياً طوال حياته، فهناك بعض الشخصيات تستجيب للعلاج وشخصيات أخرى لا تستجيب وتستسلم للاضطرابات النفسية الشديدة، وذلك لأن الطفل بطبيعته يقلد ويطبع سلوك وتصرفات وأفعال آبائهم ويحفظونها في الذاكرة ويطبعها في ذهنه طوال حياته.
وتنصح أخصائية سلوك الأطفال، الآباء والامهات ضرورة المحافظة الدائمة على سلوكهم وتصرفاتهم أمام أبنائهم لكي يخلق طفل سوى نفسياً وصالح لنفسه والمجتمع في المستقبل.
فيديو قد يعجبك: